يواجه لبنان موجة حرائق منذ يوم أمس الاثنين، فالحرائق التي بدأت في منطقة المشرف اشتدت في ساعات الليل وتمددت إلى منطقة الدبية والدامور ....
 
شبّت سلسلة حرائق في مناطق لبنانيّة عدّة، يوم الإثنين، بسبب موجة الحرّ التي تخيّمُ على البلاد إذ لامست الحرارة الـ 38 درجة مئويّة.
 
وأعلن الصليب الأحمر اللبناني تقديم الإسعافات الأوليّة لأكثر من 88 شخصًا في أكثر من منطقة اندلعت فيها الحرائق، كما نُقل 18 شخصًا إلى المستشفيات لتلقي العلاج.
 
وتوفي المواطن سليم أبو مجاهد، أثناء مشاركته في أعمال إطفاء الحرائق المندلعة في مناطق عدّة في جبل لبنان.
 
وتصدّر وسم #لبنان_يحترق مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تفاعل رواد مواقع التواصل مع الحدث الأليم الذي لم يشهد مثله لبنان منذ عشرات السنوات، إذ عبّروا عن غضبهم لعدم إمكانيات الدولة اللبنانيّة في مواجهة الكارثة التي ألمت بلبنان.
 
من جهته، أكّد محافظ جبل لبنان القاضي محمد مكاوي، أنّه تمّ السيطرة على حرائق عدّة لكنّ هناك حرائق كبرى لا تزال مشتعلة ولاسيّما أنّ سرعة الرياح تُساعد على انتشار الحرائق .
 
أمّا عن التعاون بين الأجهزة، أجاب مكاوي:" التعاون بين الأجهزة كان ممتازًا ومميّزًا بين مختلف أجهزة الدولة والبلديّة كما الأجهزة الأمنيّة، وظهر اليوم اجتمعت هيئة مكافحة الكوارث في السراي الحكومي للبحث في الأوضاع".
وقال:" الحرائق لم تنتهِ بعد ولاسيّما أنّ الحرائق التي شهدتها المناطق كانت هائلة".
 
ورأى مكاوي أنّ احتمال افتعال الحرائق وارد إذ لم ينفِ ولم يؤكِّد الموضوع، مكتفيًا بالقول:" الاحتمالات واردة ويجب فتح تحقيقًا واسعًا في هذا الموضوع".
 
وعقب انتهاء اجتماع لجنة إدارة الكوارث بمقرّ الحكومة، أكّدت وزيرة الداخليّة ريا الحسن، أنّها وقّعت على "طلب للاستعانة من البلدان المجاورة".
 
 
 
في المقابل، حمّل المراقب البيئي لدى الأمم المتّحدة سمير سكاف، الحكومة اللبنانيّة مسؤوليّة التقصير في التعامل مع الكارثة نظرًا لتحرّكها بعد وقوعها ولم تقم بتحركات استباقيّة، إذ انّ الحرائق تندلع عادة خلال هذه الفترة من السنة بسبب الطقس والرياح لكن المفارقة هذه السنة كان حجم هذه الحرائق وسرعة انتشارها، نافيًا أن تكون الحرائق مفتعلة.
 
وأكّد  سكاف للبنان الجديد، أنّ لبنان غير جاهز لمواجهة حرائق كهذه وحتى الدفاع المدني لا يملك الوسائل القادرة على اطفاء الحرائق لا في الجوّ ولا على الأرض.
 
وتأسّف سكاف أن تلجأ الدولة اللبنانيّة إلى الدول المجاورة للحصول على طائرات لإخماد الحرائق.
 
وتوقّع سكاف أن يكون هناك صعوبة في الأيّام المقبلة على إخماد الحرائق التي اندلعت نظرًا للأحوال الجويّة .
 
وطلب المسؤولون اللبنانيّون من قبرص طوافتين للمساعدة على إخماد الحرائق.
 
يُشار إلى أنّ هناك مناطق حرجيّة خطرة يتواجد فيها ألغام، أعاقت يوم أمس دخول عناصر الدفاع المدني لإخمادها.
 
مازالت النيران مشتعلة في أحراج بلدتي الدبيّة ومزرعة الضهر، فيما تستمرّ محاولات وجهود عناصر الجيش وقوى الأمن والدفاع المدني وشباب وأهالي المنطقة وعناصر من القوات الدوليّة، إلى جانب طوافات الجيش والطائرات القبرصيّة، أخماد النيران، إلّأ أنّ جميع تلك المحاولات باءت بالفشل، نتيجة صعوبات الطرقات وضخامة النيران التي تحدّ من السيطرة عليها، في ظلّ مخاوف من توسّع رقعتها ليلًا وامتدادها إلى خراج البلدات المجاورة.