انتفضت الطبيعة والشعب ما زال غافلاً
 

لم تمرّ كارثة الحرائق التي ما تزال نيرانها مستعرّة في لبنان منذ يوم أمس، من دون أن تشعل الحرقة في قلب عائلة لبنانية، بعدما كُتب لأحد شبانها أن يكون ضحية لها.

 


خبر استشهاد الشاب سليم أبو مجاهد إبن بلدة بتاتر- الشوف، تصدّر منذ قليل عناوين الصفحات الإخبارية، بعدما اختنق بسبب دخان الحرائق المتصاعد، حيث كان يتساعد مع أبناء منطقته في إخماد الحرائق عندما تأخّرت فرق الإطفاء والدفاع المدني بالوصول.

 


لم يتحمّل جسد أبو مجاهد (33 عامًا) الوصول إلى المستشفى، ورحل سريعًا وسط ذهول أسرته، تاركًا زوجته وطفليه، ناجي ورالف. 
بعض أقاربه أكدّوا أنّ الراحل كان قد خضع منذ فترة وجيزة لقسطرة في القلب، ولم تمنعه حالته الصحية من تقديم المساعدة ولكنّ النهاية كانت مأساوية، واصفين إيّاه بـ "ضحية الدولة اللبنانية" بعدما حمّلوا المسؤولين الدولة بالمصير الذي حلّ به.

 

إقرأ أيضًا: حسين ونوح: صداقة طويلة وقدر مشترك.. على طرقات لبنان!
 

 

"كسرلي ضهري" هذا ما صرّح به والده على الهواء مباشرةً، وخانته بعدها دموعه وانصرف بعيدًا عن الكاميرات بعدما عجز عن الكلام أمام هول مصيبته. أمّا شقيقه وسام، فلم تهدأ كلماته المؤثرة التي كتبها عبر صفحته بعد قائلاً: "يا عمري وينك يا قلبي رجعلي لحظة يا عمري بس لحظة يا بطل انت كل حياتي و عيوني يا تقبرني. الله يرحم روحك يا نبض قلبي انت يا غالي يا خيي".

 

 


ودّع سليم الدنيا شهيدًا في بلد أصبح أبناؤه كلّهم شهداء أحياء، وسيغادرها محمولاً على النعش في عمر الشباب، في وطن لم يقدّم حكّامه أي شيء لمواطنيه إمّا الموت الأبدي أو الموت على قيد الحياة، فيما الناشطون أجمعوا على كلمة واحدة: انتفضت الطبيعة والشعب ما زال غافلاً.