وزير الدفاع الاميركي يصف وضع القوات الأميركية بأنه لا يمكن أن يستمر كما هو عليه
 
قالت الولايات المتحدة الاميركية يوم امس  إنها تستعد لسحب نحو ألف جندي أميركي من شمال سوريا بعدما علمت أن تركيا تعتزم توسيع هجومها بينما أبرم الجيش السوري اتفاقا مع المقاتلين الأكراد لينتشر على طول الحدود مع تركيا في انتصارين كبيرين للرئيس السوري بشار الأسد، وفق ما اشارت وكالة "رويترز".
 
وقال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر إن الولايات المتحدة قررت سحب نحو ألف جندي في شمال سوريا وقال مسؤولان أميركيان لرويترز إن الولايات المتحدة قد تسحب معظم قواتها خلال أيام بعدما علمت بتوسع الهجوم التركي.
ولم يتضح ما الذي سيحدث لعدة مئات من الجنود الأميركيين في الموقع العسكري الأميركي في التنف قرب الحدود الجنوبية لسوريا مع العراق والأردن.
 
وقد أوضح إسبر أن سببا آخر لهذا القرار الأميركي يعود إلى أن قوات سوريا الديمقراطية، حليفة واشنطن، تتطلع إلى إبرام اتفاق مع روسيا وسوريا للتصدي للهجوم التركي.
 
وبعد ساعات قالت الإدارة التي يقودها الأكراد إنها أبرمت اتفاقا مع الجيش السوري للانتشار على طول الحدود مع تركيا للمساعدة في التصدي لهجوم أنقرة.
 
وأضافت أن انتشار الجيش سيدعم قوات سوريا الديمقراطية في التصدي "لهذا العدوان وتحرير الأراضي التي دخلها الجيش التركي والمرتزقة" وذلك في إشارة إلى قوات المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
 
وقالت في بيان إن ذلك سيسمح أيضا بتحرير المدن السورية الأخرى التي احتلها الجيش التركي مثل عفرين. وطرد الجيش التركي وحلفاؤه من مقاتلي المعارضة السورية المقاتلين الأكراد من عفرين في 2018.
 
وقالت الإدارة التي يقودها الأكراد في المنطقة إن 785 أجنبيا من عناصر "داعش"  فروا هذا الأسبوع من مخيم عين عيسى لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان نقل عن مصادر في المخيم قولها إن نحو مئة شخص فروا.
كما نفى أردوغان التقارير وقال لوكالة الأناضول التركية للأنباء إن روايات فرار سجناء "داعش" معلومات مضللة تهدف إلى استفزاز الغرب.
 
وكان ترامب تعرض لانتقادات حادة على قرار الانسحاب، حتى من رفاقه الجمهوريين. وقد ألقى بالعبء على عاتق الأكراد وتركيا لكبح جماح مقاتلي الدولة الإسلامية وألقى باللوم على الدول الأوروبية لعدم استعادة مواطنيها.
وقال ترامب على تويتر "يجب ألا تسمح لهم تركيا والأكراد بالهرب. كان ينبغي على أوروبا إعادتهم... لا يمكنهم المجيء مطلقا أو السماح لهم بالقدوم إلى الولايات المتحدة"!
 
الى ذلك أعلنت تركيا أيضا أن قواتها وحلفاءها من مقاتلي المعارضة السورية سيطروا على طريق سريع على عمق يتراوح بين 30 و35 كيلومترا تقريبا داخل سوريا وإن ذلك سيقطع شريانا رئيسيا يربط المناطق التي يديرها الأكراد في شمال سوريا.
 
وقال مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية إن الاشتباكات مستمرة على امتداد هذا الطريق.
 
وظهرت تقارير جديدة عن سقوط ضحايا من المدنيين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن غارة جوية تركية في رأس العين قتلت 14 شخصا بينهم 10 مدنيين يوم امس. وقالت قوات سوريا الديمقراطية إن ”قافلة مدنية“ استُهدفت.
 
وهدف أنقرة المعلن من العملية هو إقامة ”منطقة آمنة“ داخل سوريا لإعادة توطين الكثيرين من بين 3.6 مليون لاجئ فروا من الحرب السورية وتستضيفهم تركيا على أراضيها. وهدد الرئيس التركي بإرسال اللاجئين إلى أوروبا ما لم يدعم الاتحاد الأوروبي العملية التركية.
 
لكن الهجوم التركي أثار قلقا دوليا بشأن النزوح الجماعي للمدنيين فضلا عن الانتقادات داخل الولايات المتحدة بسبب تخلي ترامب عن حلفاء الولايات المتحدة الأكراد. ويقول ترامب إن على الولايات المتحدة أن تنسحب من حروب الشرق الأوسط ”اللانهائية“ وأن تحمي حدودها.
 
وتواجه تركيا حاليا تهديدات من الولايات المتحدة، الحليفة في حلف شمال الأطلسي، بفرض عقوبات عليها إذا لم توقف التوغل.
 
لبى ذلك قالت ألمانيا وفرنسا، حليفتا أنقرة أيضا في حلف شمال الأطلسي، إنهما أوقفتا صادرات السلاح لتركيا. وعقد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اجتماعا طارئا للحكومة يوم الأحد لمناقشة الخيارات المتاحة فيما يتعلق بهجوم تركيا.
 
وقالت الأمم المتحدة إن ما يربو على 130 ألفا نزحوا من المناطق الريفية حول تل أبيض ورأس العين نتيجة المعارك.
 
وجاء تصريح وزير الدفاع الأميركي بشأن اعتزام الولايات المتحدة سحب نحو ألف جندي أميركي من شمال سوريا بعد أن غير ترامب السياسة المتبعة فجأة وقرر سحب بعض القوات الأميركية التي كانت بالمنطقة لدعم القوات الكردية في قتال تنظيم "داعش" .
 
وقال إسبر "في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة علمنا أن (الأتراك) يعتزمون على الأرجح مد هجومهم إلى مسافة أبعد في الجنوب والغرب مما كان مخططا في البداية".
 
‬ووصف الوزير وضع القوات الأميركية بأنه "لا يمكن أن يستمر كما هو عليه". وقال إسبر‭ ‬إنه تحدث مع ترامب ليل السبت وإن الرئيس وجه الجيش الأميريكي إلى "البدء في سحب مدروس للقوات من شمال سوريا".
 
من جهته قال أردوغان للصحفيين إن القوات التركية وحلفاءها من مقاتلي "المعارضة السورية" حاصروا تل أبيض، وهي مدينة حدودية رئيسية إلى الغرب من رأس العين. ونقلت "رويترز" عن شاهد قوله إنهم تقدموا فيما بعد إلى وسط تل أبيض وإن الوضع هادئ.
 
وقال أردوغان أيضا إن القوات التي تقودها تركيا قتلت 440 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية حتى الآن وانتزعت السيطرة على 109 كيلومترات مربعة من الأرض، بما في ذلك 17 قرية حول تل أبيض وأربع قرى حول رأس العين.