أوضح الأمين العام لكتلة "التنمية والتحرير" النائب ​أنور الخليل​، في رسالة إلى الحكومة، "أنّني أوجّه هذه الرسالة إلى حكومتنا الكريمة الّتي هي على أبواب الموافقة على موازنة 2020، لنلفت انتباهها بشكل العموم وانتباه وزير الدفاع الوطني ​الياس بو صعب​ بشكل خاص إلى أنّ التقشّف والتخفيض اللذَين لحقا بمؤسسة الجيش الوطني، يشكّلان علامة استفهام كبيرة للمعاملة غير العادلة الّتي تعامل بها مؤسسة ​الجيش اللبناني​".

وركّز على "أنّنا كنّا نتمنّى أن تذهبوا إلى مزاريب الهدر الحقيقي، الواضحة للعيان وهي كثيرة، نذكر منها على سبيل الذكر لا الحصر، ملف الكهرباء الّذي يشكّل 39 بالمئة من مجموع الدين العام، ويبقى منذ 16 عامًا دون مجلس إدارة مكتمل ودون هيئة ناظمة، وملف التعديات على الأملاك البحرية والنهرية، وملف الإتصالات وهيئة "​أوجيرو​"، وملف الهدر والصفقات والسرقات في الإدارات والمؤسات العامة الّتي خمّنتها وزارة التنمية الإدارية بخمسة مليارات دولار سنويًّا، وملف التهريب الجمركي الّذي أعلن رئيس المجلس الأعلى للجمارك في إحدى اللجان النيابية أنّ التهريب الجمركي من المرفأ يبلغ 1.5 مليار سنويًّا، وملف التهرب الضريبي وغيرها".

ولفت الخليل إلى أنّ "تقديراتنا لمجموع هذه الملفات الشاخصة لعيونكم أيّتها الحكومة الكريمة، تطاول أرقامًا خياليّة قد تجتاز 12 مليار دولار. كلّ هذا وكثير غيره لم تمدوا أيديكم إليها بشكل حاسم، بل رصدتم أموال مؤسسة الجيش وخفضتم منها أمورًا يندى الجبين لها عندما نراجع مكامن التخفيض".

وشدّد على أنّ "أياديكم لم تستثن أدوية الجيش وطعام الجيش ومحروقات الجيش ولباس الجيش. نسيتم أو تناسيتم أنّ هذه هي المؤسسة الّتي قدمت 127 شهيدًا دفعة واحدة في نهر البارد دفاعًا عن لبنان واللبنانيين من إجرام "داعش" وأخواته، ونسيتم موقف الجيش الّذي حرّر جبال عرسال من الإرهابيين وقدّم عشرات الشهداء، ونسيتم أنّه يحمي كلّ حدودنا راصدًا تحرّكات العدو الإسرائيلي في الجنوب ومُحافظًا على الاستقرار الأمني لباقي الحدود".

وأكّد أنّه "الساهر 24/24 صيفًا وشتاءً ليحفظ أمننا على كلّ الحدود، وأنتم أيّها السادة قابعون في مكاتبكم المبردة والمريحة والمفروشة بأغلى أنواع الفرش، فبشحطة قلم ودون عناء يخفّض وزير الدفاع الّذي نحترم، لما نعلمه فيه من سعة الإطلاع ووسع إدراكه، مبلغًا يقارب المليار دولار من موازنة المؤسسة". وركّز على أنّ "استثمارنا في مؤسسة الجيش هو استثمار مميّز ويجب أن يكون له أعلى درجات التقدير والتفهم، لذلك نعارض بقوّة وشدّة هذا التخفيض المريب الّذي يأتي في غير محلّه".

وتوجّه الخليل إلى بو صعب قائلًا: "سأقف في ​المجلس النيابي​ معارضًا لسخاء تقشّفك وكرم تخفيضك، آملًا منكم أن تعيدوا النظر في هذا التخفيض الظالم وتمنحوا الجيش ثقتكم المرفقة بالموافقة على طلبهم".