أكّد وزير الشؤون الاجتماعية ​ريشار قيومجيان​ أنّ "الحل للخروج من نفق الأزمة السياسيّة والاقتصاديّة المُستعصية بسيط، وهو الشراكة بين القطاعين العام والخاص"، مركّزًا على أنّ "الإصلاح هو بالشراكة بين القطاعين، فكلّ الأعباء الّتي تتحمّلها الخزينة معروفة المصدر، ك​قطاع الكهرباء​ أو كمشاريع ​البنى التحتية​ والطرقات".

وأوضح خلال رعايته افتتاح المركز الجديد لجمعية "شعاع الأمل" في ​المعلقة​ - زحلة، أنّ "الدولة تتكلّف على قطاع الكهرباء نحو 40 مليار دولار منذ عشرات السنين، في وقت لو خصّصنا هذا القطاع أو أقلّه أسّسنا لشراكة بين القطاعين، لَكان بإمكاننا توفير هذا المبلغ. أمّا بالنسبة إلى موضوع الإتصالات فالأمر سيّان، وكذلك بالنسبة إلى قطاع الطرقات والبنى التحتية".

ولفت قيومجيان إلى أنّ "شعاع الأمل" نموذج عن الشراكة الّتي يتّحدث عنها"، مبيّنًأ أنّها "ليست قطاعًا خاصًّا بالمعنى الاستثماري، بل هي تستثمر في الإنسان"، مشدّدًا على أنّ "الجمعيات ومؤسّسات الرعاية تقدّم الخدمات الّتي لا تستطيع الدولة تأمينها". وتوجّه إليهم قائلًا: "أنتم نموذج للشراكة، أنتم تقومون بهذه الخدمات، والدولة ترعى وتسنّ قوانين وتؤمّن لكم جزءًا من مستحقّاتكم كي تتابعوا خدمة هؤلاء الناس، وهذا ما قصدته بنموذج الشراكة".

وأشار إلى أنّ "الدولة تشرّع وتسنّ القوانين وتخطّط، والقطاع الخاص من الناحية الاستثمارية هو الّذي ينفذ هذه المشاريع. في وقت الناس جاهزة أن تدفع، على الدولة استحصال الضرائب وسنكون بألف خير حينها، إلّا إذا كنّا نستغلّ موقعنا في الدولة كي نقوم بمشاريع ونحصل على عمولة منها، ونقوم بتعبئة الجيوب على حساب المصلحة العامة وعلى حساب الناس، ونغرق الإدارة بفائض من الموظفين".

وأعلن "أنّه سيبقى الى جانب الجمعيات"، لافتًا إلى أنّ "أمام الرأي العام، هذه هي الجمعيات الوهميّة الّتي تدعمها وزارة الشؤون الإجتماعية، زوروها وانظروا إلى الخدمات الّتي تقدّمها". وتطرّق إلى الدراسات الأخيرة الّتي أثبتت أنّ "واحدًا من اصل خمسة لبنانيين لديه مشاكل نفسية نتيجة الوضع المعيشي"، شاكرًا المؤسسات "الّتي لا تحتضن الأولاد فقط بل تحتضن أهلهم أيضًا".

وفي الزيارة الثالثة له إلى زحلة منذ توليه منصبه، نوّه قيومجيان إلى أنّ "من زحلة خرجت أنوار في الثقافة وال​سياسة​ والفن والفلسفة والمعرفة والإنسانية، انتشرت في لبنان وكلّ بلدان الإغتراب، وأعطى ابناؤها المنتشرون صورة واضحة وجليّة عن المنطقة". كما أشار الى أنّ "زحلة تبشّر بشعاع أمل إلى كلّ إنسان، وإلى ذوي الاحتياجات الخاصة وإلى كلّ فقير".