آن للمواطنين أن يطمئنوا لمستقبل البلد، فما بعد اجتماع الضاحية لن يكون كما كان قبله.
 

يبدو أنّ وزير الخارجية جبران باسيل محظوظٌ جدّاً في وطنه لبنان، فهو ليس الصّهر المُدلّل فقط عند فخامة رئيس الجمهورية الجنرال عون ، بل بات الإبن المُدلّل عند سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، فهو الوحيد من بين "رجالات" السياسة في لبنان( عفواً على الزّلل في التعبير) الذي يحظى بمقابلة السيد حسن نصرالله لمدّة طويلة، بعيداً عن الإعلام، والتباحث معه في شؤون البلد المصيرية، إلاّ أنّ الاجتماع الأخير بين الرّجُلين كان كما ظهر على درجة من الأهمية، بحيث أصدر حزب الله بياناً عن هذا الإجتماع "التاريخي"، فالبلد يمرّ في ظروف اقتصادية ومالية وسياسية حرجة للغاية، وهذا ما استوجب صدور بيان تفصيلي عن مختلف القضايا التي عالجها الاجتماع الثنائي، وما على المواطنين اللبنانيين سوى الاطمئنان على مستقبلهم ومستقبل بلدهم، فالاوضاع "الداخلية" هي التي بحثها السيد نصرالله مع وزير "الخارجية"، باعتبار الأخير هو الحاكم بأمره هذه الأيام، وهو الرجل الخارق الذي يستطيع إدخال إصلاحات "جذرية" على موازنة العام ٢٠٢٠، والتي من شأنها تحسين الواقع الاقتصادي والمالي، ووجوب الانتقال من الاقتصاد الريعي إلى الاقتصاد المُنتج (هذا في غياب وزير المالية ووزير الاقتصاد والوزير مراد)، كذلك لم يُغفل الرجلان وجوب معالجة عجز ميزان المدفوعات وحلّ مشكلة النازحين.

اقرا ايضا : الأتراك في سوريا..والرّوس والإيرانيون والنظام يتفرّجون

 


إلاّ أنّ أهم ما سجّله بيان حزب الله هو الوقوف عند أهمية الحفاظ على الاستقرار السياسي والأمني، وهذا ربما يعني أن يولي باسيل جهداً أكبر لتأمين الاستقرار السياسي( وهذا ما يقوم به باسيل في اجتماعاته المُطوّلة أيضاً مع الرئيس سعد الحريري)، ليتولّى بعد ذلك حزب الله العمل على الاستقرار الأمني، ورفعاً للعتب، لا بدّ من تفعيل العمل النيابي والحكومي، وتفعيل عمل مؤسسات الرقابة ومقاومة الفساد.

يستطيع اللبنانيون اليوم أن يناموا ملء جفونهم، فاجتماع في الضاحية لمدة سبع ساعات، يؤمل أن تكون كافية لحلّ أزمات الكهرباء والمياه والنفايات والمحروقات والاتصالات والمواصلات، وتوفير النقد الأجنبي وانتظام مؤسسات الرقابة، وغداً أو بعد غدٍ، يمكن أن يشهد اللبنانيون سوق عددٍ لا يستهان به من الفاسدين وناهبي المال العام أمام القضاء وزجّهم في السجون، ومن بينهم بعض الوزراء والنواب والمسؤولين الحكوميين السابقين والحاليين، ممّا يدفع بمسيرة الإصلاح والتغيير قُدُماً بقيادة الرئيس عون وصهره المجتهد، والحاصل على ثقة السيد نصرالله ودعمه.

آن للمواطنين أن يطمئنوا لمستقبل البلد، فما بعد اجتماع الضاحية لن يكون كما كان قبله.