كشف إيلون ماسك مؤسس شركة سبيس أكس ومسؤول إدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا) جيم بريدنشتاين أن سبيس أكس يمكنها إطلاق طاقمها الأول للمحطة الفضائية في الجزء الأول من عام 2020.
 
وطمأن مسؤولا المؤسستين الصحفيين بعد ظهر هذا اليوم على أن شراكتهما لنقل رواد فضاء ناسا إلى المحطة الفضائية لا تزال قوية، وأن الطواقم الأولى يمكن أن تنطلق على مركبات سبيس أكس في أقرب وقت من الربع الأول من العام المقبل.
ويأتي هذا الإعلان المشترك في مقر شركة سبيس أكس بعد أسبوعين فقط من نشر الصحف وجود محادثات بين ناسا وسبيس أكس.
 
وقال بريدنشتاين خلال زيارته لسبيس أكس "أنا وإيلون متفقان بشدة على هذا، إنه الشيء الوحيد الذي لدينا قيد التطوير الآن، والذي يمثل أولوية قصوى هو إطلاق رواد فضاء أميركيين على الصواريخ الأميركية من الأراضي الأميركية". وقال ماسك "إن رحلات الفضاء البشرية هي السبب وراء إنشاء سبيس أكس، ويشرفنا أن نتشارك مع ناسا لتحقيق ذلك الحلم الذي أصبح حقيقة".
 
وداعا سويوز الروسي وأهلا دراغون كرو التجاري
وسبيس أكس هي إحدى شركتين تطوران أجهزة لنقل رواد فضاء ناسا من محطة الفضاء الدولية وإليها، كجزء من برنامج الطاقم التجاري التابع لوكالة الفضاء. 
 
ومنذ انتهاء برنامج صناعة مكوك الفضاء الأميركي في عام 2011، كان على ناسا الاعتماد على صاروخ سويوز الروسي لنقل أفراد الطاقم إلى محطة الفضاء الدولية، وهو خيار كلف الوكالة حوالي 85 مليون دولار لكل مقعد.
 
ولكن مع برنامج كوميرشال كرو Commercial Crew، فإن الهدف هو أن تقوم سبيس أكس وبوينغ المنافسة لها بنقل رواد فضاء على كبسولات أميركية الصنع بتكلفة أقل بكثير -حوالي 50 مليون دولار لكل مقعد- وفقا لتقديرات ناسا.
 
ولكن برنامج الطاقم التجاري تأخر، حيث توقعت ناسا أن تطير الطواقم الأولى في عام 2017، لكن تأجلت المواعيد المستهدفة.
 
في مارس/آذار الماضي، طورت سبيس أكس نسخة من كبسولة لها، تسمى كرو دراغون، التي رست بنجاح مع المحطة الفضائية الدولية ثم عادت إلى الأرض.
 
ولكن بعد شهر، انفجرت تلك الكبسولة خلال اختبار أرضي في كيب كانافيرال، بولاية فلوريدا، مما أدى إلى مزيد من التأخير للجدول الزمني وأسئلة حول مستقبل رحلات سبيس أكس، حيث لم يطر لحد الآن أي إنسان على مركبة الشركة التجارية.
 
الآن، يقول كل من بريدنشتاين وماسك أن جاهزية سبيس أكس للطيران تعتمد على إجراء الاختبارات في نهاية العام. وقال بريدنشتاين اليوم "نحن على ثقة كبيرة من أننا في الجزء الأول من العام المقبل سنكون مستعدين لإطلاق رواد فضاء أميركيين على الصواريخ الأميركية".
 
 
ود متبادل بعد توتر بسبب تأخر الإطلا
كان اجتماع اليوم عرضا عاما للود بين بريدنشتاين وماسك الذي أوضح أن مركبة دراغون كرو تمثل أولوية. ولوحظ أن ناسا تريد نجاح مشروع المركبة الفضائية. حيث قال بريدنشتاين "لقد كنا شريكا في برنامج ستارشب Starship، وهو نوع من الشراكة لا تعتمد على الأموال فقط، فعندما يتعلق الأمر بالخبرات في مجال الديناميكا الهوائية وبالمرافق الجاهزة للاختبار فناسا لديها ما تقدمه".
 
وقال ماسك إنه إذا استمرت جميع الاختبارات بشكل طبيعي فقد يكون طاقم مركبة دراغون كرو المكون من رائدي الفضاء بينكين وهارلي في موقع الإطلاق في كيب كارنيفال بحلول ديسمبر/كانون الأول. لكن بريدنشتاين وماسك طمأنا الجميع بأن ناسا لن تطلق رواد فضاء على متن المركبة حتى يتأكدوا من أن الطاقم سيكون في أمان.
 
لا يزال هناك بعض الضغوط لإطلاق المركبة عاجلا وليس آجلا. حيث إن لدى ناسا عددا محدودا فقط من المقاعد لروادها في رحلات سويوز القادمة إلى المحطة، وتنفد تلك المقاعد بحلول خريف عام 2020.
 
ووعد ماسك بالشفافية مع تقدم سبيس أكس إلى الأمام في هذا المجال، وهو ما عرض الشركة لانتقادات لعدم تقديمه خلال السنوات القليلة الماضية.