جهاز الاستخبارات الإسرائيلي ينفي مزاعم للحرس الثوري عن محاولة اغتيال لقائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، ويؤكد أنه لم يدخل بعد نطاق أهداف إسرائيل.
 
نفى جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) مزاعم للحرس الثوري الإيراني عن محاولة اغتيال لقائد فيلق القدس المكلف بالعمليات الخارجية لطهران الجنرال قاسم سليماني، مشددا على أنه لم يدخل بعد نطاق أهداف إسرائيل.
 
وقال رئيس جهاز الموساد يوسي كوهين في مقابلة مع صحيفة “مشبحا”، “إن اغتيال قاسم سليماني، قائد قوة القدس في حرس الثورة الإسلامية في إيران، هو أمر ممكن، على الرغم من أن سليماني لم يبلغ من المجد بعد، ما يمكّنه من الدخول إلى قائمة الاغتيالات الإسرائيلية”.
 
وأوضح كوهين “مع كل الاحترام لتصريحاته (سليماني) المُتعجرفة، فإنه لم يرتكب بعد الخطأ الذي يضعه في النادي المرموق لقائمة الذين يسعى الموساد لتصفيتهم”، لافتا إلى “أنه يعلم جيدا أن إمكانية تصفيته ليست شيئا مستحيلا”.
 
وكان رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني، حسين طائب، قد أعلن بداية الشهر الجاري عن إحباط مخطط “عربي عبري” لاغتيال سليماني، وذلك بعد يومين فقط من مقابلة مطولة عرضها التلفزيون الرسمي مع الأخير استعرض فيها “بطولاته” ضد إسرائيل في حرب عام 2006 بلبنان.
 
ونسب سليماني خلال تلك المقابلة ما اعتبره إنجازا في حرب تموز لنفسه، حتى أنه تحدث أنه كان له الفضل في إنقاذ الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله من محاولة استهداف، خلال المواجهة التي دامت 34 يوما وقتل خلالها 1200 من الجانب اللبناني و160 من الجانب الإسرائيلي.
 
مزاعم محاولة الاغتيال، واستعراض سليماني لصولاته في حرب مر عليها أكثر من 14 سنة محاولة لامتصاص غضب الإيرانيين
 
وشرح سليماني أنه دخل لبنان مطلع تلك الحرب من سوريا برفقة المسؤول القيادي العسكري في حزب الله عماد مغنية (قتل عام 2008). وفيما بدا استعراضا روى سليماني أنه أمام تصاعد وتيرة القصف الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله حينها، قام شخصيا مع مغنية بإجلاء نصرالله من “غرفة العمليات” التي كان متواجدا فيها.
 
وأوضح أنه قام مع مغنية خلال تلك الليلة بنقل نصرالله من مكان إلى آخر لتجنب القصف قبل العودة إلى مقر قيادتهما.
 
وقرأ كثيرون الادعاءات الإيرانية بشأن محاولة الاغتيال، واستعراض سليماني “لصولاته” في حرب تموز التي مر عليها أكثر من 14 سنة بأنها محاولة لامتصاص غضب الشارع في غياب الرد على الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة للقوات الإيرانية داخل الأراضي السورية. واعتبر هؤلاء أن النظام الإيراني يحاول التغطية على إخفاقاته من خلال إظهار المشرف على العمليات الخارجية في ثوب البطل الخارق.
 
وتشن إسرائيل منذ العام 2013 ضربات مركزة على مواقع يشتبه أنها تابعة للحرس الثوري وميليشيات موالية له في أنحاء من سوريا، وصلت حتى الحدود العراقية في الأشهر الأخيرة، ليقتصر المسؤولون في طهران على الوعيد والتهديد دون أي رد فعلي.
 
وهناك شعور متزايد في الشارع الإيراني بأن النظام يتخذ من العداوة مع إسرائيل شعارا لتنفيذ أجندة توسعية في المنطقة لا مصلحة مباشرة لهم بها، بل على العكس تماما باتت تأتي بنتائج عكسية لجهة العزلة الدولية وتدهور الأوضاع الاقتصادية، وما خلفته من ندوب اجتماعية، فضلا عن خلخلة الاستقرار في المنطقة.
 
وقال رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي في المقابلة التي نشرت الخميس إن إسرائيل تنفذ اغتيالات خارج حدودها بهدف “إزالة التهديدات” وليس لأغراض انتقامية، مضيفا “من يهدد أمن إسرائيل من الخارج سيشعر بقبضة ‘الموساد'”.
 
وشدد رئيس الموساد “لا نريد إسقاط النظام في طهران، وليست لنا مصلحة بمحاربة إيران، ولا الانتقام من العلماء النوويين ولا قصف قواعد في طهران، كل ما نريده هو جلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات وإبرام اتفاق من شأنه إزالة أي إمكانية لتطوير الأسلحة النووية في إيران”.
 
وذكر يوسي كوهين أن إيران “لا تشكل الآن إطلاقا خطرا وجوديا على إسرائيل بل هي تحد أمني”.