ولو استطاعت تركيا في تأمين المنطقة الآمنة لإعادة حوالي مليوني لاجئ سوري، فستكون هناك تحديات كبيرة في المستقبل أمامها ولاسيّما وأنّ لاتزال قضيّة تنظيم الدولة معقدّة خصوصًا وأنّها تنشط في بعض المناطق الشماليّة
 
لا تُعدّ عمليّة "نبع السلام" التي يخوضها الجيش التركي وقوات المعارضة السوريّة المسلّحة أصعب من العمليتين السابقتين اللتين خاضاها في إطار عمليّة غصن الزيتون و عمليّة درع الفرات، إذ واصل الجيش التركي توغله لليوم الثالث على التوالي باتجاه مدينتي رأس العين وتل أبيض في الشمال السوري استعدادًا لاقتحامهما.
 
وتتركّز عمليّة "نبع السلام" في مرحلتها الأولى على منطقة تل أبيض ورأس العين ذات الأغلبيّة العربيّة والتي ترفضُ سيطرة الوحدات الكرديّة فيها.
 
وتتساوى مناطق شرق الفرات ولاسيّما منطقة تل أبيض ورأس العين جغرافيًّا، على عكس جغرافيا عفرين الجبليّة والتي مكّنت الوحدات الكرديّة من الصمود.
 
ويتمركز غالبيّة الأكراد في الأجزاء الشماليّة من سوريا، وخلال الحرب السوريّة تمّ دمج القوات الكرديّة المحليّة، المعروفة باسم وحدات حماية الشعب (YPG) في قوات سوريا الديمقراطيّة (SDF).
 
عمليّة "نبع السلام" ليست الأولى للجيش التركي في الشمال السوري إذ سبق لتركيا أن أطلقت على عمليّتها الدفاعيّة  داخل الأراضي السوريّة أسماء "غصن الزيتون" و درع الفرات".
 
ويقول الخبير السياسي التركي د.علي باكير أنّ "غاية تركيا تطهير هذه المناطق الحدوديّة من أيّ تواجد للمنظمات الإرهابيّة فالتفجيرات التي تحصل في الداخل التركي، هي من الأسلحة الموجودة في يدّ حزب الاتحاد الديمقراطي والوحدات الشعبيّة".
 
ويرى بكير في حديثه مع "لبنان الجديد" أنّ "هذه المجموعات تُشكّل تهديدًا حقيقيًّا للأمن القومي التركي".
 
 
 
ويُكمل باكير:"الهدف أيضًا سيطرة الجيش التركي على هذه المناطق ليتم تطهيرها من الميليشيات من خلال الجيش الوطني السوريّ لإعادة اللاجئين السوريّين إلى بلداتهم آمنين ولاسيّما أنّ معظم الأراضي في المنطقة الشماليّة تمّ تطهيرها عرقيًّا من قبل الأكراد".
 
وعن فترة بقاء الجيش التركي على الأراضي السوريّة، قال:"العمليّة ستكون على مراحل وليست فقط عمليّة أمنيّة إنّما أيضًا إنسانيّة،إذ يسعى الجانب التركي إنهاء العمليّة في أسرع وقت مُمكن إلّا أنّ العمليّة هي على جزئين إنساني وعسكري وستأخذ بعض الوقت ويعتمد أيضًا الأمر على مختلف المواقف الأطراف في هذا السياق".
 
ويعتقد باكير في سياق حديثه أنّ الجزء الإنساني هو أصعب من الجزء العسكري"، لافتًا إلى أنّ "حتى هذه اللحظة لا توجد أيّ مشاكل في هذه العمليّة".
 
أمّا من جهوزيّة وحدات حماية الشعب، قال:" العديد منهم جُنّد بالقوّة وبالتالي فإنّ الجيش التركي سيستفيد من ذلك".
 
وتهدف تركيا منع ظهور منطقة كرديّة تتمتّع بالحكم الذاتي بالقرب من حدودها الجنوبيّة، منعًأ لإعادة إحياء المحاولات الانفصاليّة على أراضيها.
 
ولو استطاعت تركيا في تأمين المنطقة الآمنة لإعادة حوالي مليوني لاجئ سوري، فستكون هناك تحديات كبيرة في المستقبل أمامها ولاسيّما وأنّ لاتزال قضيّة تنظيم الدولة معقدّة خصوصًا وأنّها تنشط في بعض المناطق الشماليّة.
 
يُشار إلى أنّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الإثنين، كان قد قال انه حان الوقت لتخرج الولايات المتّحدة "من الحروب السخيفة التي لا نهاية لها في سوريا"، وذلك بعد أن أعلن البيت الأبيض عن سحب قوات أمريكيّة من شمالي شرق سوريا قبيل عمليّة "نبع السلام".