قالها ابو الوليد ومشى , " لن ندعم على باطل , من دعمنا على حق " هكذا اختصر خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية حماس الموقف من النظام السوري , ولانه ينسجم مع الوجدان الطبيعي لما يمثل من حركة مقاومة قامت بهدف مقاتلة المحتل ولانه صاحب قضية حقيقية اسمها مصارعة العدو فقد نجح في الاختبار الاول بسهولة عبرموقف تاريخي صريح وواضح ولانه جاء منسجما مع تطلعات من يمثل من حيثية صحة الاتجاه فاننا لم نجد الحركة مشغولة بايجاد اي تبرير ولا الى الحد الادنى من الترويج الدعائي لا عند مناصريها ولا عند الجماهير العربية المؤيدة لكل ما هو مشروع مقاوم على العكس تماما من خيار حزب الله الذي ما فتئ اعلامه ومسؤوليه منهمكون ببذل اقصى طاقاتهم التبريرية ودفع بما اوتِيوا من قوة اقناع  وها هم نجدهم لم يفلحوا في الاجابة عن السؤال حول هذه الاستدارة الخطيرة ,, وربّ مدعي هنا ان الخلفية المذهبية هي التي ساهمت في الحفاظ على بوصلة خالد مشعل باتجاه فلسطين وهي التي حولت بندقية السيد نصرالله باتجاه الداخل السوري ! , واقول هنا لهذا المدعي اولا انك اردت ان تذم فمدحت وان تفضح فافتضحت , هذا فضلا عما يسجل لحركة حماس نجاحها في الامتحان الثاني عندما نفت وبشدة للخبر الذي رُوّج عبر بعض وسائل الاعلام عن وجود الف مقاتل حمساوي يتجهزون للقتال ضد حزب الله داخل سوريا وتأكيدها مرة جديدة انها خارج دائرة الصراع هناك وانها غير معنية الا بمشروعها القائم حصرا بصراعها مع العدو وهذا تأكيد جديد ان شُعيرة البندقية الحمساوية لا تتحرك وفق المشاعر المذهبية .. طبعا هذا كله لا يمنع من تسجيل الكثير من التحفظ على مشروعها السياسي او على اخطاء في ادائها للملف الداخلي الفلسطيني الا ان هذا كله يصغر امام الخيارات الاستراتيجية عندما تتحول البنديقة الى الاتجاه المعاكس ....