الصدمة التي صدمها زعيم المفاجآت دونالد ترمب للعالم كله بالانسحاب الأميركي من سوريا، لحظة مثيرة ومؤسِّسة لما بعدها.

 


لماذا خذل ترمب الأصدقاء الأكراد؟ لماذا تخلَّى عن الطرف السوري الوحيد «الصادق» في محاربته لـ«داعش»؟ لماذا ترك الجهة التي تتصدَّى فعلاً وقولاً لمشروع التمدد الجغرافي الإيراني الواصل بين إيران في الشرق، مروراً بالعراق، ثم شمال شرقي سوريا، ثم ساحل سوريا «المفيدة» شمالاً، وحوض بردى ومجرى وجبال القلمون جنوباً؟
أي ثمرة استراتيجية قطفَتْها أميركا من هذا الانسحاب؟ وأي مصلحة جنَتْها إيران وروسيا من هذا الهروب الأميركي؟
كيف تنسجم هذه الخطوة مع خطة ترمب وبومبيو الواضحة بحصار وإضعاف إيران؟

 


دعنا من هذا كله... ما مصير التحالف الدولي لمحاربة «داعش» في سوريا؟ ملاحظين أن «قوات سوريا الديمقراطية» وسلطتها في شمال شرقي سوريا هي التي هزمت «داعش»، وسجنت الآلاف من عناصره الخطرة.
رئيس «دائرة العلاقات الخارجية في الإدارة الذاتية» لشمال سوريا وشرقها، عبد الكريم عمر، قال لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 6 آلاف «داعشي»، بينهم ألف من دول غربية، محتجزون شرق الفرات. وهناك إلى جانب هؤلاء نحو 12 ألف امرأة وطفل في المخيمات يتحدرون من دول أجنبية، من بينهم 4 آلاف امرأة و8 آلاف طفل من جنسيات أوروبية وأجنبية، بحسب عمر.

 


وقال مصدر رفيع في «قسد» لـ«وكالة الأنباء الألمانية»: «نخشى أن تخرج الأمور عن سيطرتنا، ويعود هؤلاء الدواعش إلى الخلايا التي ينتمون إليها، أو قد يعودون إلى بلاد أخرى».
خطوة ترمب غير مفهومة فعلاً، مع معارضة جمهورية وديمقراطية متحدة، ومعارضة أوروبية وعربية من معارضي الغزو التركي الإرهابي لسوريا (أنصار إردوغان في هذه الغزوة داخل سوريا هم بقايا «القاعدة» وجماعات عسكرية إخوانية).

 


الطرف العربي الوحيد الذي ناصَر غزوة السلطان رجب هو سلطات قطر ونشطاء «الإخوان».
يُقضَى على المرءِ في أيام محنتِهِ
حتى يرى حسناً ما ليس بالحسنِ