هل سبق لك أن مررت بلحظة صمت في زواجك؟ الصمت عن قصد لمدة من الزمن، الصمت الإيجابي الذي يساهم في إثراء العلاقة، وليس ذلك الصمت المهين كعقاب تفرضه على شريكك، أو الصمت الممتد الذي يغلف علاقتك الزوجية ويمكن أن نطلق عليه ببساطة “الخرس الزوجي”.

هل جربت الصمت الزوجي المفيد الذي يمكن أن يكون طوق نجاة لزواجك؟ متى وكيف يمكن للصمت أن يكون ضروريا ومفيدا؟

يوضح المختصون أهمية الصمت الزوجي وأسبابه وفوائده لتطوّر العلاقة الزوجية، مؤكدين أنه كلما كنت غاضبا أو حزينا أو حتى محبطا، عليك أن تمضي بعض الوقت في صمت، لأن النتيجة تستحق أن تفعل ذلك، كما جاء في تقرير للجزيرة نت.

1- الصمت ملهاة

يصبح الصمت مفيدا حتى تنسى. تقول دراسة في مجلة “بريسبيكتفز أو سيكولوجيكال” (Perspectives On Psychological)، وهي مجلة تابعة لجمعية العلوم النفسية، إن هناك علاقة معقدة بين الذاكرة والصمت، أي أننا إذا لم نتحدث عن شيء ما فإن الأمر يبدأ في التلاشي.

لذا إذا كان أحد الطرفين غير راض عن شيء فعله الشريك، أو عندما أثار مشاعره بطريقة سيئة، فإن التهدئة والصمت من شأنهما أن يمحوا الذاكرة والمشاعر السيئة المرتبطة بها بمرور الوقت.

لكن الدراسة أكدت أن عدم الحديث عن شيء على الإطلاق لا يعني أنه سوف يزول نهائيا، بيد أن الصمت لفترة ثم الحديث بشكل عام عن جوهر المشكلة مع عدم إثارة ما تسبب في مشاعرك السيئة أو جرحك العاطفي هو أفضل طريقة.

2- أقل إرهاقا من الكلام

إذا شعرت أنك مستنزف المشاعر فبدلا من إجبار نفسك على التحدث وتعميق المشكلة يصبح الصمت أفضل.

3-.. أو ليصمت

يصبح الصمت الزوجي أفضل بدلا من أخطاء التواصل هذه التي يمكن أن تؤذي علاقتك، قد يكون من الأفضل أن يأخذ أحد الطرفين مساحة للهدوء والتفكير بدلا من التواصل المؤذي.

4- فرصة لترتيب الأوراق

يوفر الصمت فرصة لاتخاذ قرارات سليمة بشأن القضايا المهمة وخلق الحلول. طبقا لتيا سومتر، مستشارة علاقات زوجية، في مقال على موقع “بلاك ماريد ويز كيدز”، فإنه خلال فترة الصمت يمكننا هضم الأشياء وتقبلها مثل الأفكار والسلوكيات المعقدة، كما يمكننا البحث عن سبب شعورنا بالطريقة التي نشعر بها تجاه بعض المواقف، ويمكننا أيضا معالجة عواطفنا، التي يصعب علاجها أثناء الفوضى والارتباك والحديث المتواصل الذي لا ينقطع.

5- يمنحك القدرة على الاستماع

الصمت يخلق مساحة حيث يمكنك الاستماع بعناية لأفكار زوجك وآرائه، يمكنك أن تدرك بعد وقت قصير من ممارسة الصمت أنك لست صاحب الرأي الصحيح دائما وأبدا، وأن شريكك يملك رأيا ومن الوارد جدا أن يكون أفضل من رأيك، وتضيف سومتر أن الصمت من شأنه أن يقلل الفرص في قول شيء غير مقصود، موضحة “عندما تثار العواطف، يكون من السهل قول شيء ما بدافع الغضب، ويميل الناس بالتأكيد إلى التمسك بالكلمات المؤلمة أكثر لأن الكلمات تؤذي، خلافا للاعتقاد السائد”.

6- نصف الحكمة

الصمت من شأنه أن يطور الشخصية ويذكرك أنك شخص بالغ ومتحكم في أمورك الحياتية، توضح سومتر أنه ليس عليك دائما الرد على كل ما يقال لك أو عنك، وأن إدراك الوقت الذي يجب أن تصمت فيه والاعتراف بذلك هو قوة ومؤشر على نمو وتطور الشخصية.

7- مهدئ للألم

الصمت يقلل الألم ويجعلك أكثر قدرة على التعامل مع المشكلات العاطفية، كما يقلل من الشعور بالوحدة، بحسب المؤلف والمتخصص في مجال التنمية الذاتية الدكتور بول هايدر.

8- مهدئ للأعصاب

الصمت يخفض ضغط الدم ويقلل التوتر والإجهاد ويسمح لك بالتعامل مع تحديات الحياة بطريقة أفضل، كما يوضح هايدر في مقال على موقع “OMtimes”.

9- منشط مسموح به

من شأن الصمت أن يجعلك سعيدا ويجعل علاقتك الزوجية سعيدة، يجعلك تبدو أصغر سنا وأن لديك الكثير من الطاقة، ويؤكد هايدر أن 30 دقيقة من الصمت يوميا يمكن أن تغير حياة الشخص للأفضل صحيا ونفسيا وعاطفيا.

يكون الصمت مفيدا للعلاقة الزوجية في أوقات محددة وليس دائما، إذا طال الصمت عن الحد اللازم على الشريك مواجهة ذلك من خلال مطالبة الزوج بإنهائه دون سيطرة أو فرض نفوذ، ودعوته للكلام، وإظهار الألم والتأثير السلبي الذي يسببه الصمت عليك دون إلحاح، والاتفاق على وقت محدد لإنهاء الصمت، وعدم التهديد بالمعاملة بالمثل، وفعل أشياء جيدة ومثيرة للاهتمام، إذا قرر الزوج التخلي عن الصمت تعامل بشكل جيد وإيجابي، فربما يكون الوقت الذي أمضاه صامتا من شأنه أن يأتي بنتائج إيجابية على علاقتكما سويا.