الشارع المصري الذي خاب ظنه و هاهو يدفع أثمان ثقته الغبية ولا مجال بعد لثورة جديدة لأن الثورة تأتي مرة في العمر العربي لذا عليه أن يتحمل ذُل العسكر و شر الإخوان ما دامت مصر تنام و تصحو على آذان الإخوان و عصا العسكر
 
ابتلى المصريون بُعيد الربيع العربي وثورة الشباب في مصر بجماعة الإخوان المسلمين نتيجة تقديرات الخاطئة حتى لا نقول نتيجة جهل كبير و قلّة معرفة جعلتهم يثقون بالإسلاميين فصوتوا بكثافة للجماعة التي استلمت السلطة في مصر بعد أن منحهم الشعب ثقة مصرية لم يقدروها حق تقديرها فعاثوا فساداً سياسياً قائماً على أخونة المؤسسات و التصرف بطريقة مسجدية من الرئاسة الى الحكومة فالبرلمان وصولاً الى أصغر المؤسسات في دولة لطالما تم التصرف بها كممتلكات خاصة عائدة للريس ومن معه من زبانية السلطة .
 
كسح إخوان مصر في أول تجربة اختبار لإختيار السلطة وفق حسابات الثورة الجديدة وجيء بمرسي رئيساً لإكبر دولة عربية و صمام أمام و أمان في الدور العربي ولكنه بدا صغيراً لا يلامس جوهر الدور المناط بمصر كحاضر و مستقبل فانشغل ببيضته عوضاً عن بيضة الأمّة وهم بإقامة الجمعة و الجماعة بدلاّ من إقامة المؤتمرات لتصحيح الخلل القائم في البنية الإقتصادية فأعاق أكثر مسائل النشاط المالي وشلّ من حركة الإستثمار بحيث تعامل مع الدولة تماماً كما يتعامل المرشد مع الجماعة بخطب ووعظ وضرورة إقامة المجتمع الإخواني و الدولة الإخوانية وباعتبارها وهماً لم يضع الإسلاميون آليات حكم لذا تفاجؤوا في تجاربهم من حكم طالبان الى حكم الإخوان فلم يملكوا كيفيات الحكم في إدارة البلاد سياسياً واستمروا في معالجاتهم الأمنية باعتبار أنهم يجيدون لعبة القتل .
 
 
 
على منوال المرحوم مرسي سار بقية الإخوان الذين احتلوا البرلمان و أول ما فعلوه  هو رفع الآذان من مجلس الأمة لتصحيح الخطأ التاريخي المسؤول عن تراجع مصر وعن إحبطاتها المتكررة ولكن سُرعان ما تبين أن رفع الآذان لا يُطعم جياع مصر ولا يدير البلاد و العباد ولا يحل أيّ مشكلة مصرية وبالتالي بات المسؤولون يتسابقون على صلاة الجمعة و الجماعة كونها باتت مادة داسمة لهم اذا ما وقع نظر أئمة الجماعة عليهم لمواضبتهم على الصلاة وترك المسؤوليات .
 
لا عودة لذكر تجربة محدودة لجماعة همها علفها و إقامة الصلاة بعد رفع الآذان و التخلص من الخصوم بواسطة القتل كما هو ديدن الإسلاميين ولكن عكس صورتهم دائماً في المرآة المصرية تحرض على مخاوف حقيقية يجب الإنتباه و الحذر منها كونها دعوات تقف خلف كل باب بيت عربي و مسلم لهدمه بدعوة إصلاحه .
 
أخرج الجيش المصري صاحب السلطة ومؤسسها الرئيس مرسي و الجماعة من الحكم بانقلاب أبيض و سريع وعاد الجيش الى الرئاسة بقائده عبد الفتاح السيسي الذي أهدر كل حلم مصري كونه كرر تجربة الرئيس العسكري في الحكم بنفس الإساءة و تبيّن غباء المؤسسة العسكرية كونها لم تستفد من تجربتها في قيادة مصر وبدا الرئيس السيسي شبيهاً بالمرحوم مرسي لجهة الخطابة و الوعظ ووعود إبليس في الجنة وهذا ما حرك بعضاً من الشارع المصري الذي خاب ظنه و هاهو يدفع أثمان ثقته الغبية ولا مجال بعد لثورة جديدة لأن الثورة تأتي مرة في العمر العربي لذا عليه أن يتحمل ذُل العسكر و شر الإخوان ما دامت مصر تنام و تصحو على آذان الإخوان و عصا العسكر .