وسط تحذيرات أميركية وأوروبية، أعلنت تركيا أن معركتها في شرق الفرات شمالي سوريا أصبحت على الأبواب وذلك بعد اكتمال استعداداتها العسكرية.

 

وقال مدير الإعلام بالرئاسة التركية فخر الدين ألتون، إن الجيش التركي سيعبر مع الجيش السوري الحر الحدود مع سوريا، وفق تغريدة على حسابه في تويتر.

 

وأضاف ألتون أن على المقاتلين الأكراد هناك "أن يحولوا ولاءاتهم، وإلا اضطرت تركيا لمنعهم من تعطيل" مساعيها في التصدي لمقاتلي تنظيم داعش على حد ما تقول أنقرة.

 

وأعلنت تركيا، أمس الثلاثاء، "استكمال" الاستعدادات لشن عملية عسكرية في شمال سوريا، لكن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أكد أنه لم يتخل عن قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة بعد تصريحات أوحت بخلاف ذلك.

 

وأرسلت تركيا مركبات مدرعة جديدة إلى حدودها مع سوريا مساء امس وشوهدت قافلة قرب بلدة أقجة قلعة في محافظة شانلي أورفا التركية، وفق ما ذكرت وكالة فرانس برس.

 

وأكدت وسائل إعلام تركية حكومية نقل معدات للبناء ضمن هذه القافلة المتجهة إلى الحدود لتعزيز الوحدات العسكرية.

 

تحذير بريطاني وأميركي

 

وحذرت بريطانيا تركيا من القيام بعمل عسكري منفرد في سوريا، بعدما بدأت الولايات المتحدة في سحب قوات من منطقة الحدود هناك.

 

 كما حذر السناتور الجمهوري ليندسي غراهام، المقرب من الرئيس ترامب تركيا، من أنها لا تملك "ضوءا أخضر" لدخول شمال سوريا.

 

وكتب غراهام على تويتر متوجها إلى الحكومة التركية: "ليس لديكِ الضوء الأخضر لدخول شمال سوريا.. هناك معارضة كبيرة من الحزبين في الكونغرس، وهو ما يجب أن تروه كخط أحمر لا يجب تجاوزه".

 

وأضاف: "إذا كنتم تريدون تدمير ما تبقى من علاقة هشة، فإن الغزو العسكري لسوريا سيؤدي المهمة"، منهيا رسالته بِوَسم "مع الأكراد".

 

موقف روسيا

 

أما وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف فدعا دمشق والأكراد إلى الحوار لحل مشكلة شمالي سوريا، بما في ذلك على الحدود السورية التركية.

 

وقال لافروف في مؤتمر صحفي عقب لقاء نظيره الكازاخي: "لقد أعلنا موقفنا أمثر من مرة بشأن ما يحدث في شمال شرقي سوريا، بما في ذلك في منطقة الحدود السورية التركية. وموقفنا ينطلق من أساس الحاجة إلى حل جميع مشاكل هذا الجزء من الجمهورية العربية السورية من خلال الحوار بين الحكومة المركزية في دمشق وممثلي المجتمع الكردي الذين تعيش على الأرض".

 

وأضاف لافروف: "اتصلنا بممثلي الجانب الكردي وممثلي الحكومة السورية، وأكدنا أننا نشجعهم على بدء حوار لحل مشاكل هذا الجزء من سوريا، بما في ذلك مشاكل ضمان الأمن على الحدود التركية السورية، حيث أننا ما زلنا نعتبر أن هذه هي الطريقة الوحيدة لتحقيق التهدئة واستقرار الوضع".

 

أكراد سوريا يعلنون النفير العام

إلى ذلك، أعلنت الإدارة الذاتية الكردية اليوم الأربعاء "النفير العام" على مدى ثلاثة أيام في مناطق سيطرتها في شمال وشمال شرق سوريا، بعد ساعات من تأكيد أنقرة أنها ستبدأ هجومها قريباً وارسالها تعزيزات عسكرية إلى الحدود.

 

 

وأوردت الإدارة الذاتية في بيان "نعلن حالة النفير العام لمدة ثلاثة أيام على مستوى شمال وشرق سوريا، ونهيب بكافة إداراتنا ومؤسساتنا وشعبنا بكل مكوناته التوجه إلى المنطقة الحدودية المحاذية لتركيا للقيام بواجبهم الأخلاقي وإبداء المقاومة في هذه اللحظات التاريخية الحساسة".

 

سوريا الديمقراطية: سنصد أي هجوم تركي

تزامنأ، أكدت قوات سوريا الديقراطية امتلاكها أدلة متعددة على دعم تركيا لتنظيم داعش الإرهابي. كما طالبت القوات الكردية في مؤتمر صحافي لها عقدته من الحسكة في سوريا، المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتصدي للهجوم التركي المرتقب.

 

كذلك ناشدت العالم أجمع والمنظمات الإنسانية لمواجهة هذا الهجوم الذي يهدد بكارثة إنسانية، واتخاذ موقف ضد تركيا، بحسب تعبيرها.

 

وأكدت القوات أنها لن تستهدف الدولة التركية، لكنها مستعدة لصد أي هجوم تركي تبادر به أنقرة.

 

قلق من الهجرة

 

من جهة أخرى، أبدى عدد من الزعماء الأوروبيين، أمس الثلاثاء، في لوكسمبورغ قلقهم من تدفق مزيد من المهاجرين بسبب الوضع في سوريا التي تُهدد تركيا بشن عملية عسكرية على أراضيها.

 

وفي نص مشترك أُرسل إلى وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي، سلطت اليونان وقبرص وبلغاريا الضوء على "الارتفاع الكبير في عدد المهاجرين الوافدين عبر طريق شرق البحر الأبيض المتوسط". ورأوا في ذلك "مؤشرات مقلقة على ظهور أزمة".

 

وتُطالب أنقرة بـ"منطقة آمنة" على الحدود مع شمال سوريا تفصل مناطق سيطرة المقاتلين الأكراد عن الحدود التركيّة وتسمح بعودة نحو 3.6 ملايين لاجئ سوري فروا من الحرب المستمرة منذ ثماني سنوات.

المصدر: وكالات