عجيبٌ أمرك أيها المفتي المزركش، تدعو الناس إلى تحمل الفقر وتحثهم على الزهد، وأنت لا تشتم فقراً ولا تعرف زهداً، كفاك حيلةً على الله واحتيالاً على الناس، لماذا تحتكر الله، ولماذا الدين حكراً عليك، ولماذا العمامة حكراً عليك.؟؟
 
سيبقى صوتي مع تلك الأصوات المعذَّبة، وإن ضاعت في زحمة الأصوات الملجومة،وحتى لو اندمجت معها كل الحناجر المبحوحة، وآلت إلى جهاتٍ مجهولة،فالصراخ هو الشيء الوحيد المسموح به في بيوت الله،المحكوم بطوائفه وبطائفيته البغيضة،والمزدحم بالقبب والمآذن والأجراس،وبالزينة والأحجار المزخرفة من كل الألوان،أأنت يا رب سمحت لرجالك أن ينطقوا بإسمك،ويجعلوا حرَّاساً وضباطاً على باب بيتك،ألستُ أنا من مخلوقاتك،وخلقتنا من نفسٍ واحدة،لماذا سمحت لهم أن يكونوا رجال دينٍ ناطقين رسميين باسمك،ألا يحق لنا نحن النسوة، "نساء دين" كما لقَّبوا أنفسهم بمسميات،"رجل دين،عالم دين،مفتي دين،قاضي دين" أن يكون للدين،"إمرأة الدين،بنت الدين،عالمة الدين،مفتية الدين،قاضية الدين" أم أنني مخلوقة من فضلة طينة آدمك ومن ضلعه الأعوج، لماذا حوَّلوا دينك إلى مؤسسة مزخرفة مزركشة، ألم ترسل يا رب يسوعك عيسى (ع) حاملاً عصاً من خشب،وبجبةٍ رثة،ونبيك محمد بقماش قريش الذي رتقه حتى فارق الحياة،وإذ بالحواريين جعلوا من العصا الخشبية صلباناً مذهبة وجُببٍ حريريةٍ فخمة وقبب مذهبة،وبسيارات تطعم جوعاك وفقراءك يا رب.!
 
 
سأمكث أمام بيتك مخاطبة: لا فضل لك أيها البيت على غيرك،كل شيءٍ يعود لله، لست وحدك من يحمل هذه الميزة، سأبقى واقفة أمامك وأواجهك،ولا يوجد محذورٌ من ذلك،سأقول لك كلمة واحدة،نحن خارج نطاق القداسة والقداسات،إسمعني أيها البيت،أنت بيت الله،وأنا إنسانة الله، حتى العجماوات هي حيوانات الله،فلا يحق لك أن تحتكر الله وحدك أيها البيت،أيتها المؤسسة المزخرفة، والناطق باسمكِ المفتي المزركش إسمعني أيها المعمم،ما تفعله إحتيالٌ واضح،وما تقوله تحايل لفظي فاضح،لأنك محتال،لكنك لا تدري أنَّ تحايلك واحتيالك مفضوح مكشوف،تمهَّل،فلا تتهمني أنني افتريت عليك،سأبين لك خداعك لأنك منتمٍ إلى تلك الزخرفة المزركشة،وتدَّعي أنك ترفض الدين المزخرف،بينما أنت على أرض واقعنا تمارس تلك الزخرفة بشكلٍ يومي وبلا انقطاع، وترفض الترف والهناء، بينما أنت متخم حتى رأسك وبطنك وما تحت سرتك، وتدعي أيضاً أنَّ تعدل بين الناس، وأنت تضر والدةٌ بولدها، وتفرَّق بين الولد وأمه، عجيبٌ أمرك أيها المفتي المزركش، تدعو الناس إلى تحمل الفقر وتحثهم على الزهد، وأنت لا تشتم فقراً ولا تعرف زهداً، كفاك حيلةً على الله واحتيالاً على الناس، لماذا تحتكر الله، ولماذا الدين حكراً عليك، ولماذا العمامة حكراً عليك.؟؟ أليس كذلك، أنها الحقيقة المزعجة، ولكن سيبقى صوتي في مواجتهك، سأحرِّر الله من حكركم ومن مؤسستكم، سأحرر الله من سجنكم المظلم، وسأرفض دينكم، لأنكم زخرفتموه، وأرفض دينكم الذي يثير الكراهية والبغضاء، والذي يرفض الحب والجمال، والذي يرفض كل الإنسانية،  وأدين برب الكون الواسع، والحب الواسع، وأدين بدين الحب أنَّى توجَّهت / ركائبه فالحبُّ ديني وإيماني..