ما حقيقة محاولة اغتيال قاسم سليماني؟
 

اثارت تصريحات رئيس جهاز الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني حسين طائب حول إحباط مخطط صهيوني عربي لاغتيال قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني ردود متباينة داخليا وخارجيا. فما هي تلك التصريحات وما هي الردود؟ 

 


يقول حسين طائب ان فريق اغتيال صهيوني عربي قام بشراء قطعة أرض بالقرب من حسينية والد اللواء سليماني في مسقط رأسه كرمان جنوبي البلاد وخطط لحفر نفق نحو الحسينية من اجل نقل 350 الى 500 كيلو غرام من المتفجرات إلى تحت الحسينية وتفجيرها لدى حضور سليماني بين المشاركين في مراسم العزاء في يوم عاشوراء. ولكن جهاز الاستخبارات قام بإحباط المخطط واعتقال فريق الاغتيال الذي اعترف اعضاؤه بتخطيط الاغتيال. هذا. واضاف رئيس الاستخبارات في الحرس الثوري الإيراني ان اغتيال سليماني كان يهدف إلى إثارة خلافات داخلية.

 


تلك التصريحات تفتقد الى التفاصيل الضرورية لأي عملية من هذا النوع. لم يوضح طائب متى تم الكشف عن تلك العملية؟ من هي الجهة الممولة لتلك العملية بالضبط؟ هل هي صهيونية او عربية ام الاثنتان؟ كيف تم التنسيق بين الاجهزة الاستخباراتية الإسرائيلية والعربية؟  

 


وفي حين أن تصريحات حسين طائب لاقت شكوك وتساؤلات كثيرة في إيران وصلت إلى حد النفي ولكن صحيفة يديعوت احرونوت الصهيونية تبنت تلك التصريحات مسهبة في ملابساتها حيث قالت ان لسليماني أعداء كثر في منطقة الشرق الاوسط يريدون قتله مثل السعودية على خلفية الحرب في اليمن وحكومة العراق التي تواجه الميليشيات الشيعية العراقية.
وهكذا تريد تلك الصحيفة تحميل المسؤولية على المملكة السعودية او العراق. 

 


هذا وأن هناك شكوك في صحة ادعاء رئيس استخبارات الحرس الثوري جملة وتفصيلا أدلى بها خبراء ايرانيون. اول ما يثير الشكوك هو ان طائب نفسه يقول ان رئيس وزراء الكيان الصهيوني قال قبيل تنفيذ تلك العملية بأن حكومته ستقوم باغتيال سليماني في حين ان هكذا عمليات تستلزم السرية. 

 


وتفيد التحقيقات الميدانية التي قام بها صحفي إيراني أن جيران الحسينية التي أشار إليها حسين طائب محاطة من بناية للحرس الثوري واخرى للشرطة والثالثة لدائرة الصحة ومن المستحيل شراء أراضي او عقارات الحكومية والعسكرية. 

 


بطبيعة الحال لا يشك اثنان في ان الكيان الصهيوني ومنذ حرب تموز يلاحق اللواء سليماني ويقف له بالمرصاد ولكن يبدو اغتيال سليماني داخل الأراضي الإيرانية هو اصعب الخيارات الممكنة لتحقيق هذا الهدف. 
هل اصبح نتنياهو غبيا لدرجة يرسل معا فريق اغتيال إلى إيران بالتنسيق مع العرب وبهذا الاسلوب الكاريكاتيري؟

علي شريفي