ستبقى نادين في قلب كل أمّ مظلومة وكل طفلة محرومة وتبقى ايقونة في كل وطن جريح.. نادين اسطورة.
 

ضد المحاكم الدينية، ضد المجتمعات الرجعية، أطبقت عروس السماء عينيها للأبد ورحلت بصمت يوقظه ضجيج نار أم تلوعت لحرمانها من حضانة طفلها، وألم سنين الشابة العشرينية التي انتقم القدر منها بذكوريته الجارحة حين تفاءلت بقدوم الثلاثين من أعوام عمرها.

 

انطفأت شعلة القضية قبل أن تلدغ بشغف نادين أصابع الحكام في وطن جريح كتلك الام، همدت أنفاسها واشتاقت لترانيم صوتها الفيروزي ساحات نضال الشعب المقهور حتى قبل رحيلها.
لم يصارع ذاك الملاك الثائر مرض العصر بل صارعت القدر وباتت من ابناء القهر، هتفت بنبرة الواثق ضد التخلف وناضلت بجناحها المكسور لأجل حقوق النساء المظلومات المحرومات حقهن حضانة أطفالهن بأوامر محاكم الشرع و قراراتها،تاركين أما" تتلوع بدون شفقة وطفل يبحث في بلد اللاأمان عن قطرات من حنان.

 

سرق الطريق أحلام شابة ثائرة، لفظت آخر انفاسها وهي في دربها للنضال لأجل لبنان الغد الافضل ولأجل جيل المستقبل.. لكن دربها كان قصيرا ولم يبق في عمر الورد بقية.

 ذبلت الوردة البيضاء وتساقطت عن غصنها كالمهاجر الذي لن يعود.

 

إقرأ أيضًا :صرخة وطن

 


رحلت نادين تاركة في لبنان ألف نادين ثائرة تكمل المسيرة، نادين شمعة لا يطفؤها الغياب لا بل يزيدهن تمسكا بنهج نضالي ربما لأجل غد مشرق.

 

قد يغطي التراب جسدها لكن صوتها صداحا في الساحات، روحها ترافق كرم وهو في طريقه لمدرسته تلك صورته التي أحبتها ليكون رجلاً لا يضرب زوجته كما ارادت.

 

 ستبقى نادين في قلب كل أمّ مظلومة وكل طفلة محرومة وتبقى ايقونة في كل وطن جريح.. نادين اسطورة.