لم تعد التسوية الرئاسيّة متينة وصلبة بسبب الحملات المتبادلة بين كلّ من تيّار "المستقبل" وتكتّل "لبنان القويّ" على مواقع التواصل الاجتماعيّ وصولًا إلى إلغاء زيارة وزير الخارجيّة جبران باسيل إلى مركز تيّار "المستقبل" في سبيرز إذ لا يُمكن أخذ هذه الخطوة على محمَل الجدّ لأنّ ما يجمعُ المستقبل بباسيل لم يعد قويًّا لناحية الاستحقاقات المقبلة فحاجة الحريري هي البقاء في السراي الحكوميّ اما باسيل فبالتأكيد الوصول إلى سدّة الرئاسة ما يعني أنّ العلاقة بينهما هي "business" بامتياز.
 
في هذا السياق، أكّد القيادي في تيّار المستقبل النائب السابق مصطفى علّوش أنّ "هذا اللقاء التعارفي كان من المُقرّر انعقاده في 9 تشرين الحالي لكنّه التغى بالشكل وبالمضمون"، مُشدّدًا على أنّ "العلاقة مع "لبنان القويّ" قائمة وهناك شراكة إلزاميّة في الحكم وأمور تتقارب وأخرى تتضارب بناءًعلى المعطيات".
 
وردًّا على سؤال حول الاستحقاقات التي تجمع كلًا من الطرفين، ردّ علّوش:"بعد 3 سنوات لا أحد يضمن بأن يكون باسيل رئيسًا للجمهوريّة ولا حتى سعد الحريري رئيسًا للحكومة، فهذا السيناريو في الوضع الحالي خيالي فقط".
 
وفي حديثٍ مع "لبنان الجديد"، لفت علّوش إلى أنّ "الهدف من اللقاء هو الحوار بين تيّار لبنان القويّ و تيّار المستقبل بهدف تقريب وجهات النظر وتعريف كوادر المستقبل على سياسة باسيل "، مُعتبرًا أنّ "العلاقة مبنيّة على القطعة ".
 
وحول فتور العلاقة مع السعوديّة طوال هذه الفترة، قال:"العلاقة عاديّة ولو كان هناك خلافات مرتبطة بالمشكلة الأساسيّة وهي مسألة وجود المستقبل بحكومة مع حزب الله".
 
 
 
في غضون ذلك تُشير مصادر في "لبنان القويّ" لموقعنا إلى أنّ " الزيارة تأجلت ولم يتمّ إلغاؤها على عكس ما يُشاع ومن المُمكن أن تحصل في أيّ وقتٍ مرتقب والأهم من هذا كلّه أنّ التسوية ثابتة وما يَجمعنا في الوقت الراهن مع تيّار المستقبل هو الهمّ الاقتصادي ومؤتمر سيدر وتأجيل زيارة باسيل لن تؤثّر على علاقتنا ".
 
وتختم هذه المصادر بالقول:" الأهمّ من هذا كلّه أنّه لم يصدر أيّ موقف رسميّ من الحريري ضدّنا".