إذا كان لا بد من تظاهرة للاعتراض على ما وصلت إليه الامور من تدهور وانحلال، فلتكن داخل قصر بعبدا .
 
عزيزي "العهد"، صدر مؤخرا مواقف من حضرتكم تخبرنا فيها بأن عهدكم الميمون مستهدف من الداخل والخارج، وبأن غرف سوداء تتآمر على إفشالكم والنيل من مسيرتكم "الاصلاحية"، وبأن تظاهرة شعبية "عفوية طبعا" قد تدعون لها إذا ما كان هناك ضرورة.
 
عزيزي العهد، سأصارحك وبدون مجاملات وبدون الاخذ بعين الاعتبار المواد القانونية التي ذكرنا بها المكتب الاعلامي لقصر بعبدا، ومن غير الاكتراث لمكتب مكافحة الجرائم الالكترونية، معتبرا أن ما سأقوله قد يكون لك فيه مصلحة وللبلاد فيه خير،
إن التبرير بعد التبرير بعد التبرير الذي تسوقونه للخروج من اخفاقاتكم وعدم الاعتراف بفشلكم صارت تثير عند اللبنانيين الضحك والسخرية، فلا المؤامرة الخارجية هي التي تقف حائلا دون اتخاذكم لأي موقف إصلاحي حقيقي، ولا التآمر من الاطراف الداخلية هي التي تمنعكم من السير ولو بخطوات خجولة في طريق مكافحة الفساد والتقليل ولو صوريا من التخفيف من المحاصصة وعقد الصفقات والتوظيفات في الادارة العامة خلاف القانون وليس آخره "دحش" ثلاثة موظفين واحدة منهم هي زوجة مستشار صهركم المصون براتب 6 ملايين ليرة في مؤسسة الانشاءات الرياضية والكشفية ! 
 
عزيزي العهد، لم يعد إلا الاحمق أو من لا يريد ان يرى، يقتنع معكم بأن أطرافا داخلية يمكنها أن تعرقل ما تنوون حقا أن تقومون به، وما سد بسري عنا ببعيد، فبالرغم من كل ما قيل ويقال عن هذا السد وما يثار حوله من شؤائب واعتراضات واضرار بيئية وغير بيئية وما يحكى عن جدوى غير متحصلة ومئات التقارير والدراسات التي تثبت بأن السد وملياراته ليس هو اولوية على الاقل في هذه الاوقات، نرى بأنكم أنت وفريقك وقفتم بكل اصرار وعناد وتحدي وصل حتى استعمال القوة، للسير بأعماله وتنفيذه، وهذا "العناد" لم نر له مثيلا عند أي من المشاريع الاصلاحية لا في خطة الكهرباء ومعاملها ولا في من المشاريع الاصلاحية المفترضة.
 
عزيزي العهد، وبعد مرور أكثر من نصف الوقت على استلامكم للسلطة، وبعد مرور اكثر من سنة على "حكومتكم الاولى"، لم يتلمس المواطنون خلال كل هذه المدة إلا أنكم أصبحتم جزء لا يتجزأ من منظومة الفساد بل واكثر من ذلك، فإننا كمواطنين نقف عند قعر الفقر والعوز ونتطلع الى تهاوي وطننا وانحلاله، لا نرى بعهدكم الا محاولات حثيثة لنهش المال العام وبمفعول رجعي، حتى بتنا نترحم على العهود السالفة بكل سلبياتها بل ونترحم اكثر على مرحلة الفراغ !
 
عزيزي العهد، نعلم وتعلمون، بأن لحظة ارتضائكم بالتسوية الرئاسية ودخولكم الى بعبدا بشروط من تدّعون اليوم محاربتهم، فقد غُلّت أيديكم ونزعتم عن أكتافكم كل الشعارات السالفة، وانتم اليوم تمارسون أبشع صور استغلال السلطة لمصالح شخصية وحزبية ضيقة، مع إصرار غير مبرر لاقناعنا بأنكم غير ما أنتم عليه وهذا ما لا تستطيعونه على الاقل عند من له عينين .
 
عزيزي العهد، ختاما لا بد من تذكريكم بأنه اذا كان هنالك من يريد محاربة العهد وانهاء العهد؟ فهو العهد نفسه، وبأن العدو الاول للعهد هو العهد نفسه، ومن يريد افشال العهد فهو العهد نفسه، وقد نجح بذلك بشكل مذهل ، واذا كان لا بد من تظاهرة للاعتراض على ما وصلت اليه الامور من تدهور وانحلال،  فلتكن داخل قصر بعبدا .