قتلتنا سموم الأنظمة وما تلاها من معارضات متعددة الأشكال والألوان ولكنها متقاطعة في ترك اللحية تدليلاً على كاستراوية أو غيقارية أوبن لادنية وزرقاوية وأسماء أخرى تشمل العرب الثوريين وغير العرب من العجم والديلم .
 

تستخدم كلمة الكرامة في الخطاب اللبناني الرسمي والشعبي في اليوم أكثر من مرة بحيث سميّ لبنان بلبنان الكرامة كما في الأغاني الوطنية وثمّة من يُشدّد عليها في خطاباته المحمسة والمتحمسة للموت لا للحياة مما يعني أن الكرامة في أدبيات الخطابات الثورية تعني النزوح نحو الأخرة فهناك الكرامة حيث يؤجر المؤمنون ولو سلمنا جدلاً بأجر المؤمن بكرامة الآخرة فما ذنب غير المؤمن كيّ يؤخذ بجريرة المؤمنيين باعتبار أن غير المؤمنين هم الكثرة والغلبة فكيف يلعب المؤمنون القلّة بمصير غير المؤمنين ؟ وتبدو شهادة القرآن الكريم واضحة وغير ملتبسة اذ أن الكثرة مذمومة في أكثر من آية وهناك تأكيد على فسق وكذب وكفرالأكثرية في الروايات المعتمدة عند مذاهب المسلمين .

 

لقد علمنا أن الكرامة المستخدمة من قبل المسؤولين ما هي إلاّ مزيداً من إشباع الناس من جوعهم ومجرد استخدام ضلالي وهمي يتحمس لها بسطاء الناس وتدهش بعض المرتزقة من النخبة المُضلة للفقراء الذين يحسنون التصفيق وبقوة وبحماسة زائدة للمسؤول سواء كان من رتبة زعيم أو رئيس أو وزير أو نائب أو أسماء أخرى تُزين أمتنا من المحيط الى الخليج .

 

ولكن أن تمعن القوى المشحونة ثورياً بمادة غير قابلة للتهدئة لامتهانها لغات الموت على حساب الحياة في ظل آلية خطابية مستنزفة لكل مفردات العيش بحيث يشعر المواطن لكثرة الإستخدامات اللفظية للكرامة وأخواتها ومشتقاتها بأنه لم يعد لبنانياً بالقدر الذي أصبح فيه منافساً لا للصين بل لليابان وألمانيا وسويسرا فيسترخي على سرير فقره وكأنه ممدد في إحدى حدائق دول الدنمارك والسويد والنرويج فتسحره كلمات الساحر اللبناني أو العربي أو الإسلاموي من جماعة الرفض لكل شيء.

 

إقرأ أيضًا: بيروت من أزمة النفايات إلى أزمة العقوبات

 

هذا ما يثير غرابة غير ملحوظة في مجتمع بات يعيش بمحاذاة خط الفقر ومع ذلك يُطلب منه العون والمساعدة في المال والدم وتحمّل كلفة الجنة بتقديم الأضاحي مع العلم أن العطاء يُطلب من الميسورين ومن القادرين على دفع عربة الموت الى الأمام لا من المنهوكين والمنهوبين ومن المهمشين  الأموات فهؤلاء لا حول لهم ولا قوّة مجرد عظام ناتئة من أجساد ملّعت لحومها سياط الألسن التي وعدتها دسماً فكان سُماً قاتلاً وزُعافاً لا علاج له لذا قتلتنا سموم الأنظمة وما تلاها من معارضات متعددة الأشكال والألوان ولكنها متقاطعة في ترك اللحية تدليلاً على كاستراوية أو غيفارية أو بن لادنية وزرقاوية وأسماء أخرى تشمل العرب الثوريين وغير العرب من العجم والديلم.

 

لقد كفى الله المؤمنيين شر القتال ولكنهم لا يسمعون من الله صدوا آذنهم عن مؤذن القرآن وسمعوا أن الجنة لا يدخلها إلاّ المقاتلون القادمون من طورا بورا الى ناحية الشام وبادية العراق والصاعدون من بطون اليمن زحفاً باتجاه مكّة فحُكمُ مكّة صيد المسلمين السمين فمن حكم مكّة حكم الناس جميعاً لذا يدافعون ويقاتلون لها وعليها والقدس مرمى حجر .