لا بد من ايجاد حل لضعاف النفوس، والنفس غالباً أمارة بالسوء لكن ارتفاع نسب الجرائم هذه مؤشر خطير لا بد من اعطائه اهتماماً خاصاً والبحث عن حلول وبسرعة.
 
صدر عن هيئة محكمة الجنايات في جبل لبنان برئاسة القاضي إيلي الحلو، حكم الإعدام وتخفيضها الى الاشغال الشاقة المؤبدة مع حفظ حق المدعين بالمطالبة بالتعويض المادي، بحق المواطن ف.ع. الذي قتل زوجته في كانون الثاني من العام 2018 في محلة الرميلة ورمى جثتها في منزل مهجور على شاطئ البحر بعد أن قام بتغطيتها بالرمال. 
 
وفي اعترافات الجاني أنه أقدم على استدراج زوجته إلى محلة الرميلة حيث نزلا من السيارة بعد ان ثملا باحتساء كميات كبيرة من البيرة والفودكا ومشيا مسافة سيراً على الاقدام وعندما تأكد أنها اصبحت ثملة تماما" وفي حالة سكر شديد واثناء قيامه باحتضانها، قام بطعنها برقبتها وقلبها  بسكين كان قد خبأه في سيارته ومن ثم عمد الي تغطية جثتها بالرمال قبل أن يفر عائداً إلى بيروت ليتابع حياته بشكل طبيعي، حيث قام باخبار زوجته الثانية التي تزوجها بعد أن طلق زوجته الأولى التي قام بقتلها وهي ابنة خالته اي القتيلة، قام باخبارها أنه قتل زوجته الأولى. 
 
وباعترافه أنه أقدم على فعلته هذه لعثوره في هاتف المجني عليها على صور مشينة وصور من دون حجاب وأنه نبهها للأمر عدة مرات وغيرت خط هاتفها علها ترتدع عن أفعالها هذه خصوصا" وأنه بات يسمى بأبو قرون بين جيرانه ومعارفه حسب وصفه نظرا" لسلوك زوجته و تصرفاتها، واعتبر أنه بقتلها سيقوم بغسل عاره ورد كرامته واعتباره. 
 
قد تكون عقوبة الاعدام أو الاشغال الشاقة رادعاً لغيره عن فعل كهذا وقد لا تكون، فحين يجد الرجل الشرقي نفسه في هذا الموقع لا يكون لديه متسع للتفكير بما ستؤول اليه الاحوال من نتيجة وما سيلقاه من عقاب. 
 
ما زلنا في زمن محصور فيه الشرف خلف الرقاع والملابس، فلا يهان اللبناني جراء كل ما تهتكه افعال طبقته الحاكمة لكن يهينه فعل زوجته أو أخته أو شرفه إذا قامت بالتقاط صورة لنفسها بدون حجاب، وخير دليل على ذلك انه من مبدأ خوفه من الناس وليس من الله قام بقتلها، فالحجاب لا يتناسب مع شرب البيرة في الطريق سيدي؟؟؟ 
 
لست بصدد التبرير لفعلتها ولا انكر انها مخطئة وتستحق العقاب لكن لست الله لتأخذ روحها وتحاسبها، فمن المؤلم حقاً أن ترتفع نسب جرائم الشرف بسبب سهولة تبادل الصور وسهولة التهديد بها واللجوء الى عمليات ابتزاز باستخدامها، فلا يمر يوم دون أن نصادف خبرا في هذا الصدد. 
 
لا بد من ايجاد حل لضعاف النفوس، والنفس غالباً أمارة بالسوء لكن ارتفاع نسب الجرائم هذه مؤشر خطير لا بد من اعطائه اهتماماً خاصاً والبحث عن حلول وبسرعة فحتى اليوم جمعيات الدفاع عن حقوق المرأة لم تعد لمرأة حقها!! 
 
من الصعب أن يصبح أبو قرون بعيون مجتمع كمجتمعنا بطلاً لو سامح زوجته واكتفى بطلاقها ليكون بهذا الموقف رجلاً يستحق التقدير، ومن الصعب أن تتخذ موقفاً مدافعاً عن امرأة خانت وجلبت لأسرتها العار بحجة الدفاع عن حقوق المرأة فقط، ومن المستحيل أن نصبح مجتمعاً راقياً متفهماً بين ليلة وضحاها ومن غير المألوف أن نوازن بالعقاب المجتمعي بين الرجل الخائن والمرأة الخائنة وكلاهما شرقيان.. فما الحل؟؟؟