ويبقى الرابح الأكبر في هذا الموضوع باسيل الذي يُعتبرُ لاعبًا ماهرًا في السياسة، فهو ينفتح على قوى ويُعادي أخرى تبعاً لمصالحه أوّلاً، إلّا أنّ هذا الأمر لا ينطبق على الحريري إطلاقًا في ظلّ التراجع الذي يُرافق تيّاره والتنازلات التي يُقدّمها ليس عن صلاحيّاته فحسب، بل عن حضوره والركائز الأساسيّة.
 
في سابقة تُعدّ الأولى من نوعها، يستقبلُ الرئيس سعد الحريري  في مركزيّة تيّار المستقبل في القنطاري، رئيس التيّار الوطني الحرّ جبران باسيل، بحضور ومشاركة كوادر المستقبل وناشطيه تحت إشراف الأمين العامّ لـِ "تيّار المستقبل" أحمد الحريري، لكنّ ما أثار استغراب الجمهور الأزرق أنّ تنظيم اللّقاء جاء في وقتٍ لا يُحسد عليه الحريري، في ظلّ مرور مؤسّسات المستقبل بمحن قاسية آخرها كان صرف موظفين من التيّار وبعد أيّام معدودة على إقفال قناة المستقبل وإغلاق جريدة المستقبل.
 
إزاء هذا الأمر توالت المواقف والآراء، إذ تعتبرُ مصادر في تيّار المستقبل أنّ هذا اللّقاء هو ضمن منهج عمل مبني على ضرورة عقد حوار مع الأطياف السياسيّة كافّة وبدأت مع جبران باسيل لكنّ هذا لا يعني أنّها بدأت معه وستنتهي عنده.
 
ولفتت المصادر في حديثٍ مع "لبنان الجديد" إلى أنّ "جميع القوى السياسيّة في لبنان مدعوة للحوار بين الحين والآخر، ولاسيّما أنّ الحوار يأتي من أجل تعزيز العيش الواحد ومكاشفة الأطراف مع بعضها في خصوص الأمور السياسيّة اليوميّة وارتداداتها في الداخل".
 
واستغربت المصادر المذكورة ما يُحكى عنه في الأوساط المحليّة، قائلةً:" لماذا يُعتبر هذا اللّقاء تنازلًا لباسيل؟ وإذا التقت الأطراف هل هذا يدلّ على تنازل؟"
 
وعن ضرورة إعادة هيكليّة التيّار في ظلّ الظروف التي تعصف به، أجابت المصادر:" التيّار ليس بعدد الموظفين التيّار هو بجمهوره المؤيّد، والموظفون هم جزء من الجمهور ولو لم يكونوا مؤيّدين لتيّار المستقبل  لما عملوا معه طوال هذه الفترة، خصوصًا أنّهم شبه متطوعين، ويمكن القول أنّ هناك تقليصًا لعدد الإداريين وليس تحجيمًا للتيّار فضلًا عن إعادة هيكليّته".
 
وشدّدت المصادر على أنّ رؤية المستقبل هي مؤكّدة وثابتة منذ 2005 وهي الحرص على الاستقرار والديمقراطيّة وحقّ الجميع في إبداء المواقف، والأهمّ أنّ لا تراجع ولا قبول بسلاح حزب الله ولا تراجع عن مبادئ 14 آذار".
 
 
 
في غضون ذلك، استغرب "سامي" مستقبلي سابق حصول هذا اللّقاء في ظلّ الأزمات الصعبة التي تعصف بتيّار المستقبل واصفةً توقيت لقاء الحريري- باسيل بالغبي خصوصًا وأنّ الحريري بغنى عن سجلات مع ما تبقى من القاعدة الشعبيّة على حدّ تعبيرها.
 
ويضيف سامي:" باسيل غير محبوب في أوساط تيّار المستقبل لأسباب عدّة من بينها النعرات التي يحاول إثارتها بين الحين والآخر وآخرها مشكلة الخدمة المدنيّة وهذه التراكمات لا تأتي لصالح تيّار المستقبل فالأخير يكاد يكون التيّار الوحيد في لبنان الذي لا يستمع إلى جمهوره والدليل على ذلك وصول الحريري إلى ما وصل إليه اليوم".
 
ويقول:" شهدنا تحالفات عديدة لتيّار المستقبل مع أحزاب أخرى في لبنان إلّا أنّنا لم نشهد على هكذا نوع من لقاءات خصوصًا في مركز القنطاري، الخطوة ليست مفهموة ولا يُمكنُ وضعها إلّا في خانة التودّد والخضوع، قد ينكر المستقبل إلّا أنّ الوضع هو على هذا الشكل".
 
وفي هذا الصدد،  اكتفت " عبير" وهي مناصرة مستقبليّة من طريق الجديدة بالقول:" بعد ناقص نستقبله بطريق الجديدة!"
 
ويبقى الرابح الأكبر في هذا الموضوع باسيل الذي يُعتبرُ لاعبًا ماهرًا في السياسة، فهو ينفتح على قوى ويُعادي أخرى تبعاً لمصالحه أوّلاً، إلّا أنّ هذا الأمر لا ينطبق حاليًا على الحريري إطلاقًا في ظلّ التراجع الذي يُرافق تيّاره والتنازلات التي يُقدّمها ليس عن صلاحيّاته فحسب، بل عن حضوره والركائز الأساسيّة.