لم تمنع الجلسة التشريعية، بمداخلاتها ومناكفاتها والمشاكسات، تَتَبّع نتائج المحادثات السريعة لمساعد وزير الخزانة الاميركي لشؤون مكافحة تمويل الارهاب مارشال بللينغسلي، والتي أظهرت انها لم تخالف التوقعات التي سبقته وأبقَت العقوبات سيفاً مسلطاً على لبنان عموماً وعلى "حزب الله" خصوصاً، ورشح من بعض لقاءاته انه عبّر عن مواقف بالغة التصعيد ضد "الحزب" من دون أن تطمئن في المقابل القطاع المصرفي، ودلّت الى توجّه أميركي لتصعيد العقوبات أكثر في قابل الايام والاسابيع.
 
وفي هذا الصدد، لفت رئيس مجلس النواب نبيه بري، في بيان أصدره مكتبه الإعلامي، إلى أنه "خلال لقائه مساعد وزير الخزانة الأميركي ‏سَمِع من الموفد الأميركي أفكاراً حول الإجراءات التي اتخذتها إدارته تجاه لبنان‎".
 
وتابع بري: "نحن بدورنا قلنا ما يجب أن يُقال، وأسمعناه ما يجب أن ينقله الى إدارته، إنسجاماً مع ما تُمليه مصلحتنا الوطنية ‏العليا تجاه لبنان ومؤسساته وإنسانه وثوابته التي لا نساوم عليها".‎
 
وقالت مصادر واكبت زيارة بللينغسلي لـ"الجمهورية" إنّ "عنوان المرحلة هو "تشديد العقوبات"، فالولايات المتحدة لن تتهاون في هذا الصدد، والامور ذاهبة الى مزيد من شَد الخناق على "حزب الله"، وأيّ محاولة لمؤسسة او مصرف للتنَصّل سيكون مصيرها كمصير "جمّال تراست بنك"، وكلّ من يعتقد انّ في إمكانه التذاكي سيوَرّط الدولة اللبنانية بمشكلات جمّة، فلا يمكن الهروب في هذا السياق. وبالتالي، على الجميع ان يتحمّلوا مسؤولياتهم على هذا المستوى".