وفي ظل هذه الظروف المُجوعة والمُعطشة والمُهلكة للحرث والنسل هل تكفي الكرامة وحدها ؟
 
ماذا لو وقعت الحرب؟ خاصة وأن نذير شؤمها قد سمع مراراً وتكراراً من هنا وهناك تحسباً لاحتمالات واردة طالما أن إيران محاطة بعداوات لا حصر لها وتمعن الولايات المتحدة فتكاً إقتصادياً بها وهذا ما يهز فرائص المستفيدين من المال الحلال وهذا ما تطمح له العدوة اسرائيل لانتهاز الفرص كيّ تضرب بقوّة مواجع طهران وخاصة في لبنان، وهذا ما تتمناه أكثر الدول المتصارعة مع إيران في حروب المنطقة والتي تأمل تسديد ضربة لا قبل لإيران بها .
 
ماذا لو خطر لنتنياهو أن يشعل نار حقده على لبنان ؟ ساعتئذ ماذا نفعل والنفط في إضراب مفتوح ؟ كيف نواجه ؟ وكيف نحتمي من آلة التدمير الإسرائيلية ؟ كيف يمكن للبنان أن يواجه العدو بدون بنزين ؟ ما يبعث على الحيرة هو السكوت المضني والمطبق والذي يفالج ولا يعالج وكأن المتربعين على الأمن نيام أو انهم مطمئنين على سلامة العباد وما عادت تهديدات العدو تثير ضجيجاً أو أزمة وباتت تسلية يتلهى بها من اتقن اللعب على حبال النط .
 
كيف سنواجه ؟ في ظل حصار متعدد الوجوه نتيجة أزمة اقتصادية خانقة حيث الدولار شبه مفقود والليرة مسكينة والشكوى تتزايد يوماً بعد يوم  ولا أحد يسمع صوت الناس كعادة المسؤولين المطمئنين لأحوالهم .
 
 
 
أسئلة كثيرة ترد على البال والخاطر كلما فتحت الأزمة أزمة جديدة في بلد لا حلول فيه ومع ذلك أوكل لهذا البلد مسؤوليات تاريخية ودينية وثأرية تستوجب مواجهة مفتوحة ولا هوادة فيها لاسترجاع ما ضاع من الشعوب المقهورة والمحرومة والمستضعفة كون اللبنانيين روّاد ثورات لا ثروات وعلى عاتقهم فتح ما هو مغلق عنوة وبمفتاح الحرب فنحن الفاتحين الجُدُد أو الجنود الذين سيستعيدون أمجاد الفاتحين وما سُرق من مُلك سواء في فلسطين أو في الأندلس وبعض ما في قارتيّ إفريقيا وأوروبا من سواد كان للمسلمين .
 
كيف يمكن لبلد مفلس وعلى شفا جُرُف أن يقاتل وحده كل هؤلاء الأعداء ؟ وفي ظل هذه الظروف المُجوعة والمُعطشة والمُهلكة للحرث والنسل هل تكفي الكرامة وحدها ؟ هذه الصفة التي تكف الكفوف وتكم الأفواه وتخرس الألسن وتضع أحجارها على بطون غرثى لأن المهم في كل الوجود هو الكرامة ولكن ما معنى الكرامة ؟ صديقي يسأل ليعرف ما هي وماذا تفعل ؟ و كيف تُصرف ؟ كي يسد جوعه القديم ويجد فرصة عمل في ظل توفير دائم لاحتياجاته العادية من الماء الى الكهرباء الى الطرقات والتعليم و الاستشفاء والمسكن وفرص العمل فيطمئن ويطمئن قلبه اذا ما مات من أجل الكرامة مات شهيداً لحياة كريمة .
 
يقول صديقي أن الحرب تحتاج لمؤن كثيرة وهي مفقودة فكيف سيحارب إن استغل العدو فرصة فراغنا من المونة ؟ هل تكفي عدة المقاتل ؟ لم تعد الحروب كما كانت سابقاً في ساحات المعارك والقتال بل باتت حروباً متعلقة ببنية اقتصادية واجتماعية وسياسية كاملة لا إمكانية لخوض حرب دونها وإلا وقعت الخسارة  وكانت الهزيمة قبل حدوث الحرب .