بعد قُرابة 10 سنوات على إنطلاق أعمال المحكمة الدوليّة الخاصّة بلبنان، صدر القرار الظنّي في الاغتيالات التي حصدت عددًا من الشخصيّات السياسيّة والإعلاميّة والأمنيّة، قبل اغتيال الرئيس رفيق الحريري عام 2005 وبعده، إلّا أنّ قرار المحكمة فقد بريقه ان كان لناحية طول الفترة الزمنيّة لإصادر الحكم ولناحية التغييرات التي حصلت في الداخل اللّبنانيّ وفي الإقليم أيضًا.
 
في هذا الصدد، شدّدت مديرة المجلس العالمي لثورة الآرز المحاميّة رجينا قنطرة على أنّ المحكمة الدوليّة لها مصداقيّتها واستطاعت كشف طرق الاغتيالات وأسماء منفذيها التي حصلت في ذلك الوقت ان كان بالقرار الظنّي بالنسبة لعمليّة اغتيال الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، أو بالنسبة لاغتيال جورج حاوي ومحاولة اغتيال الياس المرّ ومروان حمادة لافتةً إلى أنّ عاطفيًّا الحريري لا يستطيع أن ينسى من قتل والده لكنّ سياسيًّا أعلن موقفه وهو شخصيًّا يكتفي بالعدالة.
 
وفي حديثٍ مع "لبنان الجديد"، قالت قنطرة:" للحقيقة لم تفقد بريقها المحكمة فهي تملكُ الحقيقة التاريخيّة للبنان وحقيقة من قام ومن نفّذ عمليّات الاغتيال والتي أثبتت أنّها من جانب محور معيّن عمل طوال السنوات على تقويض السيادة والاستقلال والحريّات في لبنان".
 
وتابعت:" الذي أعطى الأوامر بالاغتيالات يُتابع مجريات وأعمال المحكمة ويحرص على عدم تسلين المتهمين كما قام بتصفيتهم ما بعد ان اسماهم قديسين ولكنّ لا بُدّ من أن تواصل المحكمة على تسمية من أعطى الأوامر في تنفيذ العمليّات كافّة".
 
ووجّهت قنطرة عتبها على "الأكثريّة النيابيّة التي انتُخِبَت عام 2005 وعام 2009 من قبل جمهور ثورة الأرز وتقاعست على تطبيق الدستور والقرار 1559 لجهة الإنتخابات الرئاسيّة والنيابيّة الديمقراطيّة في موعدها وخاصّة لجهة حلّ الميليشيات اللّبنانيّة والغير لبنانيّة ونزع سلاحها وبسط سلطة الدولة اللّبنانيّة على جميع الأراضي اللّبنانيّة، كما تقاعست على تطبيق القرار 1680 لجهة ترسيم الحدود اللّبنانيّة - السوريّة، فبقي سلاح حزب الله والسلاح المتفلّت وبقيت الحدود اللّبنانيّة - السوريّة سائبة فانتقل حزب الله إلى شنّ الحروب في سوريا وانتقل السوريّون عبر الحدود إلى لبنان".
 
واعتبرت قنطرة أنّ تسوية 2016 جعلت لبنان رهينة في المحور السوري - الإيراني  هذا المحور الذي استطاع اسقاط مفاعيل الثورة مؤقتًا من خلال ترهيب أبطالها وقتلهم وترغيب من أصلح حليفًا مستسلمًا ومهادنًا، مؤكّدةً أنّ المعارضة الشعبيّة الوطنيّة لسلطة التسوية تنبثق من جمهور ثورة الأرز التي لا تزال حيّة.
 
صحيح أنّ اليوم ضعف الحماس الذي كان طاغيًا في نفوس جمهور ثورة الأرز الذي خُذِلَ من خلال عدم إتخاذ القرارات السياسيّة الصارمة في العديد من المسائل، فسيطر الإحباط الذي قضى على الحلم الكبير بأيدي بعض القيادات لكنّ لا شك أنّ التاريخ سيبقى عادلًا ويُرسّخ اللّحظات التاريخيّة وستبقى الحقيقة من أجل لبنان.