الديمقراطية بين العرب واسرائيل
 

لا يشك العرب أنفسهم بسلامة الانتخابات الإسرائيلية بل لا يشكون بصحة النتائج ويثقون ثقة عمياء بحرية المواطن اليهودي في اختياراته للمرشحين في أي استحقاق وهم يعتبرون -أي العرب - بأن الجرب اليهود يمارسون حريتهم السياسية بإرادة كاملة غير منقوصة وهي لا تخضع للحيل المعتمدة في التجربة العربية لذا يصفون الكيان العبري بأنه يعتمد النظام الديمقراطي وهذا ما يتيح تغيير القيادة الاسرائيلية باستمرار في حين أن القيادة العربية تبقى في السلطة الى أبد الآبدين .

 

يناضل الجزائريون اليوم من أجل نظام ديمقراطي ويعيق العسكر تحقيق هذا المطلب العربي لاستمرار سلطته المطلقة والمطبقة على البلاد وفي السودان توصل مؤقت لشراكة منقوصة بين العسكر والمدنيين الساعين الى نظام مدني ديمقراطي تتم بواسطته تداول السلطة لا أن تبقى حكراً على قائد الى أبد سوري  وفي مصر سقطت الثورة وعاد العسكر الى الحكم وهكذا في كل دولة عربية طغمة عسكرية حاكمة مباشرة أو بواسطة ملك أو قائد أو رئيس يُنتخب بطريقة ملغومة أو يُعيّن ويُنصب بطريقة لا شبيه لها اذ انها تحكم الشعب دون رأيه أو انهم يزورون إرادته في عملية انتخابية محسوبة لحساب النتائج التي تريدها السلطة الحاكمة والأجهزة التابعة لها .

 

لا نستطبع أن نقدم تجربة عربية – إسلامية مقاربة للتجربة الإسرائيلية لا في الحكم ولا في الممارسة السياسية ولا في الاستحقاقات الدستورية ولا نسطيع أن نضع الدساتير العربية – الإسلامية والقوانيين أمام الدستور والقانون العائد للكيان الاسرائيلي اذ أن هناك هوّة كبيرة لا يملؤها شيء على الإطلاق وهذا ما جعل العدو متقدماً على العرب والمسلمين في كل شيء ولا إمكانية لذكر شيء تفوق عليه العرب والمسلمون على اليهود سوى بتعدد الزوجات وبكثرة الولادات.

 

إقرأ أيضًا: استوطوا حائط حركة أمل

 

من المعيب أن نتابع الإنتخابات الإسرائيلة بكل ثقة واطمئنان لنتائجها لسلامة العملية الإنتخابية في حين لا يتابع العرب والمسلمون استحقاقاتهم الدستورية لعدم ثقتهم بالعملية الإنتخابية لطبيعة التزوير الذي يتم بواسطة تدابير متعددة وهنا تحضرنا نتائج البعث في سورية والعراق زمن ال99,99وكذلك نتائج الأنظمة العربية والسلطويات الإسلامية التي تخضع لمعايير لا انتخابية بل لعملية تزويرية بإمتياز ونكاد أن لا نستثني أحداً على الإطلاق .

 

اذا كان العدو متقدماً علينا في كل شيء فكيف سنهزمه ؟ لم تعد الخطب النارية والثورية بقادرة على هدم ما بناه العدو من جدار سميك ما بين أفعاله وأقوالنا ولم تعد صالحة للإستمرار في ظل تقدم العقل وتراجع الجهل على ضوء التطور العلمي والتقني والمعرفي فحكايا الأساطير لم تعد تلبي شعور العرب والمسلمين بضرورة التنمية والحرية فالكرامة الآتية من قصص ألف ليلة وليلة لم تعد تغري الصغار أثناء نومهم لذا لا بديل عن نهضة جديدة تلبي مشروع الدولة المدنية بكل محمولاتها تأسيساً لسلطة يتداولها الناس و ليست حكراً على أحد .

 

تأتي الإنتخابات الإسرائيلية في موعدها كيّ يُذكر العدو الجرِب العرب بضرورة الأخذ بأسباب القوّة التي أخذ بها العدو فانتصر على أمّة كاملة همها علفها والسجود لأرباب من دون الله .