الأبرز في المحليات اللبنانية الدولية اليوم هي المحادثات التي يجريها مساعد وزير الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب مارشال بللينغسلي، مع السلطات النقدية والمصرفية، على ان يوجز في مؤتمر اعلامي خلاصة ما حمله، وما انتهى إليه وما تزمع الإدارة الأميركية القيام به في إطار حملتها لمكافحة تمويل حزب الله والجهات أو الشخصيات ذات الصلة به.
 
ومن أبرز الشخصيات التي سيلتقيها الموفد الأميركي الرئيس سعد الحريري الذي عاد من زيارة رسمية إلى فرنسا، جدّدت التزام الرئيس الفرنسي باستقرار لبنان وانعاش اقتصاده.
 
وقبل انعقاد مجلس الوزراء الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم، لمتابعة مناقشة مشروع موازنة العام 2020، يلتقي رئيس الحكومة وفدا من نقابة أصحاب الصهاريج والمحروقات، للبحث بمطلب النقابة توفير الدولار، في الأسواق لشراء النفط والمحروقات.
 
وعلمت «اللواء» ان هناك صيغة حلّ سيجري التداول فيها، وتقضي بالسماح لأصحاب الصهاريج باستخدام الليرة على نطاق يتيح لهم العمل من دون التعرّض لأية خسائر.
 
ومن ضمن أجندة اليوم الحكومية، عقد الاجتماع للجنة الوزارية للكهرباء، حيث سيُصار إلى فض عروض تلزيم معامل إنتاج الكهرباء في الزوق ودير عمار.
 
مجلس الوزراء
 
إلى ذلك، يستأنف مجلس الوزراء اليوم مناقشة تفاصيل مشروع موازنة الـ2020، في جلسة يعقدها في السراي الحكومي، بعد عودة الرئيس الحريري من زيارة باريس، حيث تصدر موضوع الإصلاحات كأحد الشروط الأساسية لاطلاق مسار قروض «سيدر»، عناوين المحادثات التي أجراها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، ومع كبار المسؤولين الفرنسيين.
 
ورجحت مصادر وزارية ان يطلع الرئيس الحريري الوزراء على تفاصيل محادثاته في العاصمة الفرنسية، ويضعهم في أجواء الالتزامات التي تعهد القيام بها بالنسبة للاصلاحات التي يفترض ان تتضمنها الموازنة، سواء على صعيد وضع خطة الكهرباء موضع التنفيذ، كجزء من سلسلة خطوات أخرى يجب القيام بها لخفض العجز، مثل مكافحة التهريب والتهرب الضريبي، وتشكيل الهيئات الناظمة، في قطاعي الطاقة والاتصالات، لافتاً نظر الوزراء إلى ضرورة ان تكون هذه الخطوات وضعت على سكة القرار، قبل موعد اجتماع لجنة المتابعة الاستراتيجية لمقررات «سيدر» في تشرين الثاني المقبل، لكي تكون هناك مصداقية لما تعهد الالتزام به، في مقابل الحصول على قروض «سيدر»، وهو ما ألمح إليه الرئيس الفرنسي، حيث أبقى فتح أبواب «خزنة سيدر» واموالها رهن تنفيذ الإصلاحات المطلوبة دولياً بشكل ملموس وسريع وفاعل.
 
وبحسب هذه المصادر فإن الرئيس الحريري سيعتبر امام الوزراء، ان الفرصة ما تزال متاحة للنهوض بالاقتصاد الوطني والخروج من الأزمة الراهنة، وانه يجب على لبنان ان يحسن التقاطها لإظهار جدية في تنفيذ الإصلاحات، خاصة وان مجلس الوزراء منكب حالياً على درس مشروع موازنة 2020، ومن المفترض الإسراع في إقراره وفق المواعيد الدستورية في مجلس النواب.
 
وفي تقديره ان اجتماع اللجنة الاستراتيجية في باريس في تشرين الثاني، يفترض ان يكون المؤشر العملي لمواكبة عملية تنفيذ الإصلاحات، خصوصاً وان مجلس الوزراء يفترض ان يكون قد انتهى من إقرار الموازنة، وباتت في عهدة المجلس النيابي، الذي عليه ان يتعاون مع الحكومة على الالتزام بالوعود المقطوعة للمجتمع الدولي.
 
وكان الحريري أجرى قبل ظهر السبت اتصالاً من مقر اقامته في باريس بوزير المالية السعودي محمّد الجدعان، تمّ خلاله التشاور في التحضيرات لعقد الاجتماع الأوّل للجنة المشتركة اللبنانية - السعودية، ومناقشة جدول الأعمال الذي يتضمن التوقيع على 19 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الدولتين والسبل الآيلة لدعم الاقتصاد اللبناني ومشاركة القطاع الخاص السعودي في المشاريع المندرجة ضمن مؤتمر «سيدر».
 
ويشارك الحريري في 7 و8 تشرين الأوّل المقبل في معرض ملتقى الاستثمار اللبناني - الاماراتي في أبو ظبي.
 
العيد الوطني السعودي
 
وكانت بيروت شهدت مساء أمس، احتفالاً مميزاً للسفارة السعودية بالعيد الوطني الـ89 للمملكة، أقيم للمرة الأوّلى، على درج المتحف الوطني في محلة العدلية، وفي الباحة الخارجية للمتحف، حيث احتشد الألوف من الشخصيات الرسمية والسياسية، الذين قدموا التهنئة للسفير السعودي وليد بخاري وأركان السفارة بالعيد.
 
وفي المناسبة، أكّد السفير بخاري حرص قيادة المملكة على لبنان وشعبه بكافة فئاته وطوائفه وامنه واستقراره، وعلى احاطة جميع اللبنانيين باواصر المحبة وحثهم على التكاتف وتغليب المصلحة اللبنانية والعيش المشترك.
 
ولاحظ بخاري في كلمته التي وجهها للمناسبة إلى «ان البلدان العربية تواجه تحديات كبيرة، والمملكة على رأس هذه البلدان المستهدفة، حيث تتعرض لمسلسل عدواني واضح الأهداف والنوايا»، معتبراً ان «الهجوم الجبان الذي استهدف شركة «آرامكو» ليس اعتداء على السعودية فحسب، بل على العالم اجمع لأنه هدّد ويهدد السلم والأمن الدوليين من خلال استهداف امدادات النفط للأسواق العالمية».
 
 
 
 
 
مدام فساد
 
وبالتزامن مع حديث الإصلاحات، لفت الانتباه تغريدة جديدة لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، شكك فيها، وعلى طريقته، بجدية المسؤولين في تحقيق الإصلاحات المطلوبة، سواء في الكهرباء أو الاتصالات أو المعابر البرية، إذ قال: «بعد دراسة الموازنة وبعد الإصلاح يبقى ان نخفف من شهوة مدام فساد التي تريد تركيب ثلاثة معامل تسيل غاز بدل واحد وتتبضع من خلال معابر الفرقة الرابعة التي أقفلت نظرياً، وقد يكون لها حصة في الاتصالات والنفايات»، مشيراً إلى ان هذه «بعض نشاطات مدام فساد والله أعلم».
 
وكان جنبلاط أوّل من ألمح الى احتمال الاستعانة بباخرة كهرباء ثالثة، يمكن ان تنضم إلى الباخرتين التركيتين الموجودتين في الذوق والجية، كمعمل إنتاج للطاقة مشترك بين القطاعين العام والخاص.
 
تعيينات مؤجلة
 
من جهة ثانية، ترددت معلومات عن حصول تعيينات إدارية في بعض المواقع، لكنها مستأخرة لحين عودة الرئيس ميشال عون من نيويورك التي وصلها مساء أمس، لترؤس وفدلبنان إلى افتتاح أعمال الدورة الرابعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحد.
 
وفي هذا السياق، كشفت مصادر وزارية ان التعيينات المطروحة تشمل تعيين رئيس وأعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان وثلاثة مديرين عامين في وزارة الاشغال، اثنان مسيحيان والثالث مسلم، إضافة إلى تعيينات في مواقع أخرى مثل شركة «الميدل ايست».
 
 
 
لكن مصادر مطلعة على موقف وزير الاشغال يوسف فنيانوس قالت لـ «اللواء» انه طالما ان التعيينات ستجري وفق المحاصصة والتوافق بين أركان الحكومة، ون يتم اعتماد آلية للتعيينات، كما حصل في بعض المواقع، فإن الوزير قد لا يطرح أسماء المرشحين الثلاثة، ولتجر التعيينات كما يريدون.
 
معروف ان «القوات اللبنانية» تلح على اعتماد آلية التعيينات منعاً للتفرد والمحاصصة، لكن بعض الأطراف يرى ان تمسك «القوات» بهذه الآلية قد يجعلها خارج نعيم الخدمات التي يتمتع بها باقي الأطراف المؤثرين، لا سيما المسيحيين، حيث الخشية «القواتية» كما «المردة» من مصادرة «التيار الوطني الحر» لكل التعيينات المسيحية ان لم يكن أغلبها، بحيث قد يترك «للمردة» تعيين مدير عام واحد في وزارة الاشغال.
 
وبالنسبة لتلفزيون لبنان، فإن شيئاً لم يطرح حتى الآن على الوزراء، مع العلم ان وزير الإعلام جمال الجراح أعلن ان تعيينات التلفزيون ستجري قريباً، وأنه سيقترح الأسماء وفق الآلية، ولا مانع ان حصل توافق مسبق، علماً ان التعيينات المتعلقة بالاعلام ستشمل أيضاً المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع، والتي يفترض ان تتم مناصفة بين انتخاب نصف الأعضاء في المجلس النيابي وتعيين النصف الآخر في الحكومة، وهذه العملية غير مطروحة أقله بالنسبة للمجلس في الجلسة التشريعية التي ستنعقد غداً والمضبوطة بجدول أعمال من 19 مشروع واقتراح قانون.
 
عون في نيويورك
 
وكان الرئيس  عون وصل بعيد العاشرة مساء بتوقيت بيروت، إلى نيويورك، مع الوفد الذي يرافقه ويضم وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية سليم جريصاتي، والمستشارة الرئاسية ميراي عون الهاشم إضافة إلى اداريين وإعلاميين وامنيين، علماً انه سينضم إلى الوفد في نيويورك وزير الخارجية جبران باسيل الموجود حالياً في واشنطن ومندوبة لبنان لدى الأمم المتحدة امال مدللي والسفير في واشنطن غابي عيسى.
 
وقالت مصادر الوفد اللبناني المرافق للرئيس عون لمندوبة «اللواء» كارول سلوم ان رئيس الجمهورية يرغب في ان تكون المشاركة الثالثة له في الأمم المتحدة محطة تضاف إلى المحطتين السابقتين لجهة إبراز قضايا لبنان والمنطقة، مشيرة إلى ان على الرغم من اختلاف الظروف السياسية المحلية للمشاركة الرئاسية في وقتها، فإن التركيز سيبقى منصباً على ملفات تحتاج إلى متابعة دولية، ولا سيما في ملف النازحين السوريين.
 
وأشارت مصادر الوفد هنا إلى ان البيان الختامي الذي صدر عن القمة العربية التنموية في بيروت والذي تضمن دعوة للمجتمع الدولي الى تحمل مسؤولياته للحد من مأساة النزوح ووضع الأمكانات المتاحة لأيجاد الحلول الجذرية والناجعة ومضاعفة الجهود الدولية الجماعية لتعزيز الظروف المؤاتية للعودة مذكرة كذلك بشهادة وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مارك بومبيو في السابع والعشرين من آذار 2019  بعد لقائه عون حيث قال ان عودة هؤلاء الأفراد افضل لهم وعلينا ان نتأكد من ان الشروط مناسبة لعودتهم وهذا الأمر ستكون الخارجية الأميركية في الصفوف الأمامية لتحقيقه، في حين ان دخول الأمم المتحدة على خط تغيير نمط تعاطيها واجراء عملية نقد ذاتي لدورها كان مطلبا يكرره الرئيس عون مع العلم انه قد لا يحضر في كلمته هذا العام لأن رئيس الجمهورية سيتطرق الى ما اعتبرته مصادر الوفد الخرق الأخطر للقرار 1701 متذ تاريخ صدوره ولحالة الأستقرار التي تعيشها المنطقة الجنوبية منذ حرب تموز 2006 وذلك في ظل محاولات اسرائيل منذ شهر لتغيير الوضع القائم واعتدائها بالطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية.
 
واشارت المصادر نفسها الى انه عشية احتفال منظمة الأمم المتحدة بالذكرى ال 75 لأنشائها في 24تشرين الأول 1945 وبعيد اطلاق احتفالات لبنان بمئوية اعلان لبنان الكبير تأتي  اطلالة  الرئيس عون في  الأمم المتحدة بعد غد الأربعاء مترافقة مع فوز لبنان بإنشاء اكاديمية الأنسان للتلاقي والحوار بعد تصويت 186 دولة من اصل 193 في حين صوتت ضده الولايات المتحدة الأميركية واسرائيل.
 
وذكرت المصادر بالمبادرات التي اطلقها الرئيس عون في عدد من المحافل ومنها مبادرة اعادة الأعمار في سبيل التنمية في قمة بيروت العربية التنموية في كانون الثاني الماضي. وكذلك توقفت عند مبادرة قمة يريفان الفرانكوفونية في تشرين الأول من العام 2018 لجهة استضافة لبنان للمركز الأقليمي للفرانكوفونية في الشرق الأوسط
 
وعن موضوع الأكاديمية يتوقع ان يعقد الرئيس عون مؤتمرا صحافيا في مبنى الأمم المتحدة، يشرح فيه اهمية قرار الأمم المتحدة عن الأكاديمية لجهة نشر رسالة التلاقي والتواصل بين الشعوب.
 
الى ذلك لم يتأكد بعد ما اذا كان رئيس الجمهوريه يلتقي الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ام لا علما ان هناك سلسلة لقاءات اعدت له سواء في مقر اقامته او في مبنى الأمم المتحدة.
 
وجدّد الرئيس عون، في تصريح أدلى به بعيد وصوله إلى نيويورك التأكيد «أن لبنان الذي عانى الكثير، ولا يزال، جراء الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية المتكررة، وآخرها المحاولات التي قامت بها اسرائيل منذ حوالي الشهر لتغيير الوضع القائم في المنطقة عبر اعتداءاتها بالطائرتين المسيرتين على الضاحية الجنوبية لبيروت، لا يمكنه إلا أن يكون صوت الحق في الدفاع عن القضية المركزية الفلسطينية، والدعوة عبر المنبر الأممي إلى اعادة تصويب البوصلة إلى حيث يجب، ورفع شعار فلسطين من جديد».
 
نصر الله
 
وبالتزامن مع تركيز الرئيس عون على الخرق الإسرائيلي المتمادي للقرار 1701، لاحظ الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله، في إطلالة تلفزيونية مساء أمس عبر قناة «العالم» الإيرانية، ان الجنوب يعيش حالياً مرحلة من الأمن والسلام والهدوء لم يسبق لها مثيل منذ سبعين عاماً، لافتاً إلى ان السبب في ذلك يعود إلى ان المعادلة تبدّلت وتغيرت، وهذا من بركات انتصار الثورة الإسلامية في إيران.
 
وقال ان «الجنوب كان دائماً خائفاً، لكن الإسرائيليين هم الآن خائفون وهم يبنون الجدران ويقيمون الخطط الدفاعية»، مشيراً إلى انهم (أي الإسرائيليين) «كانوا في موقع الهجوم والآن هم في موقع الدفاع، ونحن في موقع الهجوم، ونحن نهددهم باننا سندخل إلى فلسطين المحتلة ان شاء الله.
 
وشدّد على ان الأميركيين لا يستطيعون ان يفرضوا على اللبنانيين شيئاً لا يريدونه، وكل محاولاتهم فشلت والاسرائيليون كذلك.
 
بللينغسلي في بيروت
 
في غضون ذلك، وصل مساعد وزير الخزانة الأميركية لشؤون مكافحة الارهاب وتبييض الأموال مارشال بللينغسلي الى بيروت في زيارة تستغرق ٢٤ ساعة، يلتقي في خلالها صباحاً حاكم مصرف لبنان وجمعية المصارف.
 
وعلم ان بللينغسلي سيسأل المعنيين عن الاجراءات التي اتخذت في حق جمال تراست بنك، ليتأكد من أن المصرف اصبح فعلا خارج المنظومة المصرفية اللبنانية، بعدما ادرجه مكتب مراقبة الاصول الخارجية «اوفاك» على لائحة الارهاب التي يصدرها.
 
وسيبلغ كذلك جمعية المصارف، بأن اي ثبوت لعلاقة لأي مصرف مع اي فرد وضع على لائحة العقوبات الاميركية، سيضعها في دائرة الخطر ويجعل مصيرها كمصير جمال تراست بنك.
 
واستبقت جمعية المصارف وصول ببللينغسلي، مؤكدة التزام القطاع بتطبيق القوانين الدولية حول مكافحة الارهاب وتبييض الاموال، وتطبيق تعاميم مصرف لبنان التي تصب في هذا الاتجاه.
 
خلاف القرنة وبقاعصفرين
 
وعلى صعيد آخر، طرأ تطوّر أمني على الخلاف العقاري الحاصل بين بلديتي بقاصفرين في قضاء الضنية، وبشري، على ملكية بحيرة في القرنة السوداء، تمثل بإطلاق نار تعرض له شبان من بقاعصفرين تجمعوا في القرنة من مختلف قرى الضنية لتأكيد ملكيتهم العقارية للمكان، قالت بلدية بقاعصفرين انه أدى من قبل مجهولين من جهة بشري، الا انه لم يصب أحد منهم بأذى.
 
وأعربت البلدية عن اسفها لأن هذه الحادثة ستؤدي إلى توتير الأجواء بين الضنية وبشري، ودعت الجيش والقوى الأمنية إلى احتواء الحادثة ومنع تكرارها.