فمن ترى أقنع الولي الفقيه أن استهداف مرفئ للامارات هنا، أو استهداف ناقلة نفط هناك قد يشكل ضغطا ما على الادارة الامركية ؟
 
ليست بوصلة النظام الايراني نحو القدس معطلة فقط، إنما الظاهر أن هذا النظام وصل الى مرحلة متقدمة من التخبط بحيث أنه اضاع كل الطرقات، فكما ان "الطريق الى القدس" قد مرّت بالزبداني والقصير ومعلولا والبوكمال وكل المدن السورية ، فكانت المحصلة النهائية،  ذهاب القدس والاعتراف بها عاصمة لاسرائيل، اما المدن التي مرّت بها تلك  القوافل التي شدت الرحال الى المسجد الاقصى للصلاة هناك،  فخلّفت فيها وعلى جانبي الطريق سيول من الدماء وجبال من الدمار والدخان والموت الاسود ليس الا .
 
ومن الواضح أيضا أن بوصلة الطريق الى "التفاوض"،  ليست افضل حالا من تلك التي تشير الى القدس، أو لعلها هي نفسها، فإذا ما كنا نتفهم حاجة النظام الايراني ورغبته وحرصه بالوصول الى طاولة التفاوض مع الادارة الاميركية لرفع العقوبات القاتلة ولحلحلة حبل المشنقة الذي يشتد على عنقه، إلا أن من غير المفهوم هو ما يعتمده هذا  النظام  للوصول الى مبتغاه 
فمن ترى اقنع الولي الفقيه أن استهداف مرفئ للامارات هنا، او استهداف ناقلة نفط هناك قد يشكل ضغطا ما على الادارة الامركية ؟ هذه الادارة التي لم تستفز حتى بإسقاط مسيرة لها وتقبلت الحادثة وكان شيئا لم يكن فمن الطبيعي ان لا تولي اهتماما حتى وان سويت الرياض بالارض، بشرط ان لا يصاب جندي اميركي واحد بجروح او جندي اسرائيلي،
 أو لعل اصحاب القرار بايران لم يصل اليهم بعد بأن النفط السعودي والعربي لم يعد يشكل حاجة استراتيجية لاميركا كما كان عليه الامر في غابر الازمان، ولا تزال تعتقد بأن اميركا  تعيش وتنمو وتكبر على النفط العربي ! ولا يعرف هؤلاءا المساكين بأن أميركا بالكاد تصل كمية استيرادها من النفط الخليجي الى 20 % من حاجتها، بل وتنظر اليه كمنافس اول في سوق النفط العالمي، 
أن يترك النظام الايراني كل القواعد الاميركية في المنطقة وتلك  المنتشرة في العراق وسوريا والبحر ويترك اسرائيل (القاعدة الاميركية الدائمة)، ويوجه مسيّراته وصواريخه الى ارامكو السعودية، هو لعمري تماما كتلك الصواريخ التي كان تتساقط على رؤوس الشعب السوري فلا هي تدلل على قوة ايران ولا هي طبعا تزعج الاميركي! 
 
أنا لا أعتقد ولا أريد أن أعتقد بصدق ما يخبرنا به بعض الكتاب والصحفيين العرب، ولا اؤمن البتة برواية المؤامرة الاميركية – الايرانية التي تستهدف العرب ومدنهم، بل أعتقد واجزم أن حالة من الضياع والاضطراب تصيب النظام الايراني وكل نظام يتربع على كرسيه حاكم متفرد، كل همه البقاء بالسلطة، ولا يدرك حجم ما تقترفه يداه من مخاطر يجرها على شعبه، وعليه فأنا أظن بأن النظام الايراني المسكين يعتبر حقا بأن الطريق الى التفاوض يمر عبر الارامكو .