لا بُدّ من إعادة تنشيط حراك إجتماعي وسياسي رافض لأُسُس هذا النظام المُموّه ببراقع الطائفية والمذهبية والعنصرية حيناً، والمقاومة والممانعة حيناً آخر.
 
فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية يدعو المواطن المغلوب على أمره للصّبر والتضحية ببعض ما عنده لإنقاذ الوضع المالي والاقتصادي المتدهور، ومن ثمّ نقرأ بأنّ رحلته الميمونة إلى نيويورك( حيث الحجُّ الأكبر لكافة الأمم) تكلفتها فقط مليون دولار أمريكي، في حين يئنّ المواطنون المرضى أمام المستشفيات، ويقفون إزاء الأقساط المدرسية عاجزين، فقد تناوب على حُكم اللبنانيين كلا الجماعتين( الثامن من آذار والرابع عشر منه، مُجتمعين ومُفترقين) منذ أكثر من ثلاثين عاماً ونيّف، حيث تمّت عمليات نهبٍ مُنظّم في كافة القطاعات، حتى وصلنا اليوم للتّعلّق بحبال "سيدر"، والتي دونها خرطُ القتاد، ذلك أنّ القيّمين على أموال سيدر باتوا على اقتناع تام بأنّ رجال السلطة القابعين على كراسيهم في حالة عجزٍ وشلل تامّين،(مع الاعتذار من ذوي الاحتياجات الخاصة)، فقد كشفت آخر  ما ظهرت عليه الترسيمة الواضحة للقوى السياسية الحاكمة والقوى المساندة لها عن هُزالٍ فضيع لما كان يُسمّى بجماعة ١٤ آذار، كما بدا واضحاً الفجور السياسي لجماعة ٨ آذار، التي أصرّت على تسليم السلطة في لبنان للتّيار الوطني الحر، بزعامة الوزير باسيل (ليتها كانت في عهدة الرئيس عون، لهان الأمر ربما)، حتى وصل الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي والخدمات لدرجة من الاهتراء غير مسبوقة، ولا تُحتمل، لذا لا بُدّ من إعادة تنشيط حراك إجتماعي وسياسي رافض لأُسُس هذا النظام المُموّه ببراقع الطائفية والمذهبية والعنصرية حيناً، والمقاومة والممانعة حيناً آخر، في حين يستشري الفساد، وتتدهور معيشة المواطنين، الذين يصحُّ وصفهم بالمغلوبين على أمرهم، إن لم ينتفضوا ويثوروا لدكّ أساسات هذا النظام، وكانت العربُ قديماً قد أقرّت بأنّ"آخر الدواء الكيّ"، أي إذا أعيت الحيلة، فلا بدّ من الحديد والنار.
والكيُّ معروفٌ، وهو إحراق الجلد بحديدةٍ ونحوها. وقد نُهي عنه في الحديث لعِظم أمره، في حين ذهب البعض إلى وجوبه لأنّه يحسم الداء، وإذا لم يُكو العضوُ عطِب وبطُل، لذا أُبيح على هذا الوجه، إذا جُعلَ سبباً للشفاء لا عِلّةً له. وفي الحديث أنّ النبيّ كوى سعد بن معاذ لينقطع دمُ جرحه.