نظمت الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب في بعلبك لقاء حواريا مع وزير الزراعة الدكتور حسن اللقيس، بمشاركة محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر، وحضور غادة عساف ممثلة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، عمار أنطون ممثلا وزير الدولة لشؤون المهجرين غسان عطاالله، العميد عبدالله حوراني ممثلاً قائد الجيش العماد جواف عون، العقيد مالك أيوب ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، المقدم غياث زعيتر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء عباس إبراهيم، الرائد نبيل الحاج حسن ممثلا المدير العام لأمن الدولة اللواء طوني صليبا، راعي أبرشية بعلبك للروم الملكيين الكاثوليك المطران الياس رحال، الشيخ بكر الرفاعي، رؤساء بلديات واتحادات بلدية وفعاليات زراعية ونقابية واجتماعية.
 
رامي اللقيس
استهل اللقاء مؤسس الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب الدكتور رامي اللقيس فتوقف عند "واقع الزراعة في لبنان على مستوى سياسات الدولة وأصحاب القرار، وعلى مستوى رؤية المجتمع المدني لهذا القطاع الأساسي في التنمية المحلية وأهميته في تثبيت الناس في أرضهم"، وقال: "الزراعة لم تأخذ حقها من المؤسسات الرسمية لأسباب عديدة منها غياب أي رؤية إقتصادية لدعم القطاعات الإنتاجية، وبالتالي صعوبة معالجة المشكلات في وقت قصير، كما أن الأزمة السورية زادت من مشاكل الزراعة بسبب إغلاق الحدود أمام تصدير الزراعات اللبنانية، وإغراق السوق المحلية باليد العاملة السورية، بالإضافة إلى وجود مشكلة أساسية تتجلى بصعوبة تصنيف من هو مزارع وكيفية البحث عنه والوصول إليه، لذلك حوارنا اليوم هدفه الحديث عن هذه الإشكاليات وكيفية معالجتها على مستوى الوزارة وعلى مستوى المزارعين".
 
وقدم مجموعة من الإقتراحات التي من الممكن أن تساهم في دعم القطاع الزراعي وتطوره ومنها: "تحديد هوية المزارع عبر إنشاء ملفات خاصة بكل مزارع، والوزير أعطى التوجيهات اللازمة حول هذا الموضوع، ونتمنى من الوزارة والوزارت كافة التنسيق مع المجتمع المدني وعدم تصنيفها تصنيفاً خاطئاً فهي تؤسس من الناس ولأجل خدمة الناس ويناضل لإيصال صوت الناس، كما ندعو المزارعين لتنظيم أمورهم ضمن تجمع ذو رؤية موحدة، وأن يعملوا على تطوير قطاع التصنيع الغذائي".
 
ودعا المزارعين إلى "التعامل بإيجابية مع اللقاء واعتباره فرصة للتواصل مع الوزير وتقديم اقتراحاتهم لحل المشكلات التي يواجهونها".
 
 
خضر
بدوره، شكر المحافظ خضر الجمعية اللبنانية على اللقاء، وأثنى على "جهود الوزير حسن اللقيس للنهوض بالقطاع الزراعي"، وقال :" تتمتع المنطقة بأرض خصبة ومناخ جيد، وبوفرة اليد العاملة، إلا أنها تواجه شحا في المياه، ويعاني المزارعون مشكلة تصريف الإنتاج نتيجة الأزمة السورية وما أدت إليه من إعاقة أمام وصول المنتجات اللبنانية برا إلى الأسواق العربية، وبخاصة الخليجية".
 
وأضاف: "نشهد تصحرا في هذه المنطقة، لذا ينبغي أن نتجه نحو الزراعات التي تستهلك كميات أقل من المياه، ومنها القنب الهندي لاستخدامه في صناعة الأدوية والشامبو ومستحضرات التجميل والافادة من أليافه في صناعة الحبال، وتقرير ماكينزي قدر أن تدخل هذه الزراعة مليار دولار للخزينة سنويا عدا عن توفير فرص العمل".
 
 
ودعا إلى "تشجيع استهلاك المنتوجات اللبنانية، ومن المناسب التعاون مع منظمات الأمم المتحدة التي تزود النازحين السوريين قسائم شرائية شهرية، لإيجاد آلية تتيح شراء المواد الغذائية التي ينتجها لبنان دعما لاقتصادنا الوطني".
 
 
 
اللقيس
وقال الوزير اللقيس: "نأتي الى هنا، إلى بعلبك، إلى لقاء مفتوح، مع أهلنا ، لنتحدث فيه وبصراحة عن الزراعة وشؤونها، وعما يمكن القيام به، وما نخطط له في المستقبل، ضمن ما يتوافر لدينا من إمكانات مادية تضعها الدولة، أو ما قد نستطيع تأمينه من جهات مانحة. في البداية، أستطيع القول، إن القطاع الزراعي في لبنان، لم يأخذ الاهتمام الذي يستحق، وبقي هذا القطاع مهملا طيلة عهود حكومات متعاقبة، وهو يعاني تحديات، ومشاكل متعددة، نعمل على معالجتها عبر وضع الخطط الاستراتيجية".
 
وأعلن "أننا على موعد مع حدثين مهمين للزراعة في لبنان: الحدث الأول يتمثل بتنظيم مؤتمر النهوض بالزراعة في لبنان، بالتعاون مع اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة والاتحاد العام للنقابات الزراعية في لبنان ومجموعة الاقتصاد والأعمال في 24 أيلول في فندق "فينيسيا"، والحدث الثاني هو تنظيم ورشة عمل بعنوان تحول الزراعة في لبنان: التحديات والفرص بالتعاون مع البنك الدولي ومنظمة "الفاو" في 4 تشرين الأول المقبل في السراي، وهنا أسمح لنفسي بأن اشكر دولة رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري على الرعاية الكريمة لكلا الحدثين".
 
ورأى أن "ما تقوم به وزارة الزراعة في الوقت الحاضر، يلامس الواقع عملي، فقد قامت الوزارة، ضمن عمل المشروع الاخضر، بتنفيذ العديد من المشاريع الحيوية، كإنشاء البرك الجبلية في العديد من المناطق اللبنانية، لحصاد مياه الأمطار، والتي تساعد في زيادة المساحات المروية، وكذلكَ تساهم في زيادة الإنتاج كماً ونوعاً".
 
 
وأكد أن "القطاع الزراعي في لبنان، يستهلك أكثر من 65 في المئة من المياه العذبة، المستهلكة في مجمل القطاعات، مما يجعل المياه عاملا أساسيا في الحفاظ على الإنتاج الزراعي، كما أن الزراعة والمياه يعانيان تحديات كثيرة، وفي ظل هذه التحديات تعمل الوزارة ضمن استراتيجيتها، على دعم المزارع، من خلال العمل على تأمين أنظمة ري حديثة، تساهم في التقليل من استهلاك المياه، والمبيدات، وبالتالي زيادة الإنتاجية، وتخفيف الكلفة، ورفع إنتاجية المياه، من خلال احتساب حاجات النباتات للمياه، بطريقة دقيقة، واتباع برامج حديثة تأخذ في الاعتبار نوعية التربة، والمناخ، وخصائصِ النبات".
 
وقال: "تستكمل الوزارة مشروع التكيف الذكي، لتنظيم الغابات في المناطق الجبلية، عبر التحريج، وحماية الأحراح من الحرائق، وإنشاء برك جبلية، والتدريب على إدارة الغابات والمحميات، ومشروع تعزيز قدرات المجتمعات الريفية، على إدارة المياه والمراعي، كما سنتابع تشجير بعض الطرق، وحملات التحريج، وفي هذا المجال أؤكد على أهمية التعاون والشراكة مع القطاع الخاص والجمعيات المتخصصة، والمجتمع المدني، وقد وقعنا العديد من الاتفاقيات الثنائية، في مختلف مجالات عمل الوزارة، وخصوصأ في التنمية الريفية والثروات الطبيعية".
 
وأضاف: "من هنا، من بعلبك، أؤكد باسم حركة "أمل"، وكتلة "التنمية والتحرير"، إلتزامنا العمل الحثيث على إلحاق حراس الأحراج الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، بعملهم، نظرا الى الحاجة الماسة اليهم، في حماية الأحراج، من التعديات والحرائق والقطع العشوائي للأشجار، وبالأمس القريب، أحلت على النيابة العامة الإستنئافية في البقاع، إدعاء الوزارة على مجموعة أشخاص قاموا بقطع نحو 800 شجرة سنديان معمرة، في بلدة مجدل بلهيص في راشيا".
 
وأضاف: "نحن ملتزمون معكم تقديم العديد من المساعدات العينية، من أدوية زراعية لمكافحة بعض ِالأمراض والآفات الزراعية، والأدوية البيطرية لمكافحة الأمراض الحيوانية، إضافة إلى ما سنقدمه من أصناف جديدة من الأشجار المثمرة، والنصوب الحرجية، ونعمل على المتابعة الحثيثة لتشريع زراعة القنب الهندي، لأهداف طبية وخصوصا في البقاع".
 
وتابع: "ضمن آلية جديدة وجادة، تضمن وصول المساعدات الى مستحقيها، ستقدم الوزارة، في القريبِ العاجل، عبر مراكزها الزراعيةِ على توزيع الجنزاة، لمكافحة مرض عين الطاووس، في الزيتون، توزيع الزيت المعدني، للحمضيات والأشجار المثمرة، توزيع المبيد الحيوي باسيلوس، للبندورة في الخيم البلاستيكية، توزيع المصائد، ومواد الجذب والقتل لذباب الفاكهة، وهنا أدعو المزارعين الى المبادرة فورا إلى التسجيل في المراكز الزراعية التابعة لهم".
 
وأشار إلى أن "وزارة الزراعة تقوم حاليا بتفعيل وتطوير لكل المختبرات لديها، إن في المديرية العامة للزراعة أو في مصلحة الأبحاث الزراعية، بهدف مراقبة جودة الإنتاج الزراعي ونوعيته، وكذلك مراقبة كل المستوردات الغذائية، ومستلزمات الإنتاج الزراعي، من أسمدة وأدوية، كما أن مصلحة الأبحاث، تقوم وبشكل دائم، بإجراء الأبحاث التطبيقية على الأصناف الأكثر ملاءمة لمنطقتنا وخصوصا البقاع، وحصل في تطوير أصناف القمح التي توزع على المزارعين، والتي تعطي إنتاجا عاليا".
 
ورأى أن "تطوير الزراعة في لبنان لا يمكن أن يتم دون تطوير الكادر البشري علميا وعمليا، ومن هذا المنطلق، تقوم الوزارة، بإعادة تأهيل المدارس الفنية الزراعية، وتطويرِ المناهجِ الدراسية، بما يتلاءم مع حاجة السوق، كما أننفي بصدد العمل على إنشاء مدرستين زراعيتين، في كل من محافظتي بعلبك - الهرمل وعكار، وبذلك تكون الوزارة قد غطت كافة المحافظات اللبنانية. ومن أحل فتح أسواق جديدة، وتذليل العقبات أمام التصدير، وخصوصا أمام التصدير البري، فقد قمت بجولات خارجية، شملت العديد من الدولِ العربية والاوروبية، وأتابع مع فريق عمل الوزارة التواصل اليومي في هذا الإطار، وفي سياق متصل، تتابع الوزارة، وبالتعاون مع وزارة الخارجية والمغتربين، العمل على توقيع اتفاقات ثنائية، لتبادل المنتجات الزراعية مع دول أوروبا الشرقية، وأميركا اللاتينية والجنوبية، وشرق آسيا، وعدد من الدول العربية، وخصوصا الخليجية منها".
 
وتطرق إلى "حماية الإنتاج الوطني من المنافسة"، فقال: "خطت الوزارة خطوات مهمة، لتنظيم بل لتقنين إعطاء أذونات الإستيراد للمنتجات الزراعية والحيوانية، ضمن الروزنامة الزراعية، وسنطبق مبدأ المعاملة بالمثل، والمساواة في الإستيراد والتصدير، ولكن المشكلة الأساسية هي التهريب، وفي هذا المقام نسعى الى تنفيذ قرار مجلس الوزراء، بمكافحة التهريب، وضبط المعابر غير الشرعية، وهذا الأمر، يتطلب تعاونا جديا وفاعلا بين أجهزة الأمن، من جيش وقوى أمن، وأمن دولة وجمارك".
 
وأضاف: "بهدف تسويق منتجاتنا في الأسواق اللبنانية، سيشهد 5 تشرين الأول تنظيم يوم التفاح اللبناني برعاية كريمة من فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد ميشال عون، تحت عنوان "تفاح بلادك إلك ولولادك"، يليه يوم العسل اللبناني، ويوم زيت الزيتون وأيام وطنية أخرى حول الزراعة العضوية والحمضيات. وفي تعزيزِ القطاع الحيواني، تم الحد من أذونات إستيراد الحليب، وكذلك الدواجن، دعماً للإنتاج المحلّي، وسنطلق في القريب العاجل، مشروع دعم زراعة الأعلاف وصغار مربي الأبقارِ الحلوب في لبنان، الذي جرى لحظه في موازنة العام 2019، وتم تخصيص الاعتمادات اللازمة له، وكذلك تقديم مواد علفية، لمربي الأسماك النهرية، ونعمل على تنظيم قطاعِ الصيد البحري".
 
وتابع: "سنطلق العمل بمشروع Halepp، الذي يهدف الى زيادة مداخيل صغار منتجي الألبان والأجبان ومصنعيها، وزيادة فرص العمل. وفي إطار تعزيز المرأة وتمكينها، أطلقت الوزارة مشروع "رائدات الريف"، لتطوير فاعلية التعاونيات والجمعيات النسائية، وسنعمل على دعم الجمعيات التعاونية وفق آلية شفافة وضمن مشاريع محددة، تساهم في رفع كفاية العمل التعاوني في لبنان.
وهنا أشدد على المزارعين، الإنخراط في العمل التعاوني، لما في ذلك من خفض كلفة الإنتاج على المزارعين والمساعدة في تصريف الإنتاج".
 
وتابع: "أسمح لنفسي هنا، وفي حضور ممثلة مدير برنامج الأغذية العالمي السيد
عبدالله الوردات، أن أنوه بالتعاون القائم بين الوزارة والبرنامج، وقد سبق لي، أن ألتقيت في روما، المدير التنفيذي للبرنامج السيد ديفيد بيزلي، وكان عرض للدور المهم للبرنامج، في إطار الاستجابة لأزمة النزوح السوري في قطاع الأمن الغذائي، وتمنيت عليه العمل على زيادة أعداد اللبنانيين المستفيدين من تقديمات برنامج المعونات الغذائية، والمساعدة على شراء المنتجات اللبنانية، من الحليب ومشتقاته، والفاكهة والخضر، وشمول الدعم للطلاب اللبنانيين، في المدارس الرسمية، وكذلك شمول صغار المزارعين بتقديمات البرنامج، وأبدى كل التجاوب، على أمل أن تلقى طريقها إلى التنفيذ في القريب العاجل".
 
وختم: "لا بد لي من التنويه بجهود نواب المنطقة، على المتابعة اليومية والمواكبة الميدانية، لمعالجة التحديات الاجتماعية والإقتصادية والإنمائية، وخصوصا ما يتعلق بالشأن الزراعي منه. أحيي جهود محافظ بعلبك - الهرمل السيد بشير خضر، على متابعته وجهوده، وحضوره المتميز، بين أهله في بعلبك - الهرمل، والجميع يشهد له بالمناقبية، والديناميكية وحسن الإدارة، وأنوه بعمل الجمعية اللبنانية للدراسات والتدريب، بشخص رئيسها الدكتور رامي اللقيس، وجميع العاملين والمتطوعين فيها، على الدور الرائد والمتميز في تنمية بعلبك - الهرمل في شتى القطاعات".
 
وفي الختام، جرى حوار بين المزارعين والفعاليات البلدية والإختيارية والوزير اللقيس الذي استمع إلى مطالب المزارعين وهواجسهم وحاجاتهم، وأجاب عن أسئلتهم.