من الجامعة الى قرطاج .. قيس سعيد المدرس الذي اكتسح الانتخابات الرئاسيّة التونسيّة
 
كشفت نتائج الإنتخابات الرئاسيّة التونسيّة نتائج غير متوقعة للأحزاب المنتمية لمختلف العائلات السياسيّة. إذ تقدّم مترشحين مستقلين على حساب مُرشحي الأحزاب، نتائج كان بامكانها أن تكون أفضل للأحزاب لو تفادت تشتُّت الأصوات الإنتخابيّة.
 
ورأت الصحافيّة التونسيّة خولة بن قيّاس أنّ الأحزاب كان باستطاعتها الحصول على نتائج أفضل لو وقع التوافق داخل كلّ عائلة سياسيّة على مرشّح واحد وبذلك كانت تفادت تشتُّت الأصوات إلّا أنّ ذلك لم يحصل في ظلّ تواصل التناحر بين الأحزاب بسبب حرب الزعامة.
 
وقالت بن قيّاس:" كشفت المرحلة الأولى في الإنتخابات هزيمة مختلف الأحزاب، وفي طليعتها حزب حركة النهضة، الأمر الذي يفتح بابًا في انتخابات البرلمان، كمحاولة أخيرة للأحزاب لحجز مكان لها في السلطة".
جملة من الإستفسارات علقت في أذهان التونسيّين، فيما يتعلّق بأحد المتنافسين وهو المرشّح نبيل القروي المُتواجد حاليًّا في السّجن بعد أن أوقِفَ في الشهر المنصرم، إلاّ أن  الوضعيّة القانونيّة للقروي لا تزال ضبابيّة حتّى الآن، حيث اعتبرها أنيس الجربوعي أحد أعضاء هيئة الإنتخابات شائكة ومعقدة، فيما لفت رئيس الهيئة نبيل بفّون إلى أنّ هذه الوضعيّة تندرج ضمن الفراغ القانوني والتشريعي حيثُ لم يتعرّض القانون الإنتخابي في تونس إلى هذه الوضعيّة".
 
ورجّحت بن قيّاس نجاح الدكتور قيس سعيد  نظرًا لصورته الناصعة لدى الشباب التونسي خصوصًا لناحية وفائه للثورة التونسيّة بالإضافة إلى صدقه وحديثه البرغماتيكي، لافتتًا إلى أنّ الشباب في تونس فقدوا ثقتهم في كلّ الأحزاب الحاكمة بعد الثورة بسبب فشلها في تحسين ظروف العيش والقضاء على الفساد فرأوا في سيعد التواضع هو الذي عمل مع مجموعة في شقة صغيرة خلال حملته الانتخابيّة، وجاب تونس في سيارته القديمة هو الذي رفض التمويل العمومي لحملته. 
 
 
 
وتابعت:" سعيد لم يكن معروفًا قبل الثورة بمعارضته النظام إلّا أنّه عزّز مصداقيّته لدى الشباب من خلال تضامنه مع قوى الثورة للإطاحة بحكومة الغنوشي عام 2011، وبقي وفيًّا للثورة، بالإضافة إلى أنّ سعيد من بعد الثورة حرص الاعلام على دعوته دائمًا كأستاذ قانون للتكلم في ملفات قانونيّة مواقفه جعلت صورته عند المواطن إنسان مثقف ويستحق التقدير".
 
أمّا لدى سؤالنا عن المرشّح نبيل القروي، ردّت:" القروي موقوف على ذمة قضيّة تبييض أموال وتهرّب ضريبي"، مُشيرةً إلى أنّ للقروي نشاطات اجتماعيّة عديدة ولاسيّما بعد وفاة ابنه وتأسيسه لجمعيّة إنسانيّة هو يتكلّم بلغة التواضع خصوصًا أنّ له جولات في تونس ولقاءات مع الطبقات الإجتماعيّة كافّة وهذا لم نراه في السابق مع أيّ حزب سياسي.
 
واعتبرت بن قيّاس"أنّ القانون التونسي يقول ان أقصى تقدير للدور الثاني هو اسبوعين في حالة لا يوجد طعون ولو أنّ الأحزاب قدّمت طعون فستتأخر الإنتخابات كأقصى تقدير إلى 13 تشرين الأوّل وبذلك تتزامن مع التشريعيّة وخلال هذه الفترة لو صدر حكم محكمة ضدّ القروي فسيترك مكانه وهذا مُستبعد لأنّ المحاكم تأخذ كامل وقتها".
 
ومن المنتظر أن تجري الدورة الثانية من انتخابات الرئاسة في تونس نهاية الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل بين المرشّح قيس سعيد وبين المرشّح الموقوف نبيل القروي.