لقد اتضح للجميع من الجهات التي تحركت على خلفية تطهير فاخوري ومن هي الجهات التي حضنت ملفات العملاء و من الجهات التي صمتت عن الموضوع لدواعي معروفة ولا حاجة لذكرها ما دامت واضحة وضوح الشمس في أيلول و غير ملتبسة وإن جاءت محاولات متأخرة لتبرير ما لا يُبرر .
 
تحت مسألة العمالة للعدو الأسرائيلي أبواباً كانت مغلقة لحين نتيجة ترتيبات معينة بداعي المصالح السياسية التي برزت بين من هم مع ومن هم ضدّ ما حدث في الأيام الماضية مع ملف العميل فاخوري وهذا ما دفع بالمتضررين المباشرين من العمالة الى فتح نار الصوت بعد أن تمّ كبت ما في الصدور تحسّساً و تحسباً لطبيعة مرحلة ما بعد الانسحاب الاسرائيلي و الذي تطلب مهارة فائقة في ضبط الأوضاع حتى لا تجري مياه العمالة في قنوات الوحدة الوطنية و التي تجلّت بصورة من الصور النادرة وفي أبهى حلاها .
 
رغم أن هناك تدابير حكومية وقانونية بحق العملاء الذين ذهبوا للإقامة داخل الكيان الإسرائيلي إلاّ أن ملفات العملاء مازالت عرضة للتجاذبات السياسية وهذا ما تكشّف في ملف العميل الذي كاد أن يتطهر من رجس العمالة لولا دفع الناس للمطالبة بالمحاكمة و الإقتصاص وعدم التفريط في مقاضاة من سببوا أذى للبنانيين نتيجة سوء ما اقترفوا من جرائم لا تموت مهما دارت السنيين .
 
لقد اتضح للجميع من الجهات التي تحركت على خلفية تطهير فاخوري ومن هي الجهات التي حضنت ملفات العملاء و من الجهات التي صمتت عن الموضوع لدواعي معروفة ولا حاجة لذكرها ما دامت واضحة وضوح الشمس في أيلول و غير ملتبسة وإن جاءت محاولات متأخرة لتبرير ما لا يُبرر .
 
 
في المبدأ ثمّة ملفات يجب البت فيها وفق القوانيين لا وفق تصفية الحسابات السياسية ولا وفق الإعتبارات المتعددة الأهواء في بلد يغفر الذنوب ما دامت الحاجة ملحة لمكسب سياسي أو انتخابي أو تمثيلي أو تلبية لضرورات الزعامة كما هي باقي الملفات العالقة نتيجة تجاذبات داخلية و أخرى خارجية في كثير من العناوين المرتبطة بموضوعات ذات الصلة الأمنية .
 
وطالما أن السياسة وحدها من تتحكم بالعناوين و التفاصيل لمجمل الأزمات و الملفات ستبقى المعالجات وفق رغبات منظومة المصالح و هذا ما يشجع على تفكيك بنى التماسك الداخلي كون الصدمات التي تحصل تعزّز من صيغ التباين الحاد في وجهات النطر وخاصة في المسائل الحسّاسة من قبيل الملفات الملغومة من العمالة الإسرائيلية الى العمالة للإرهاب كونها تحمل في داخلها ألغاماً تبعاً لتعدد المفاهيم من هذه الملفات وخاصة في كيفية المعالجة و الحلول الممكنة .
مشهد الأمس لم يأت من فراغ هو نتاج التباين المذكور بين الحلفاء و بين غير الحلفاء ومن الصعب هضمه كونه على درجة عالية من الحدّة فلا إمكانية للقفز عليه لتسهيل مروره لأنه سيصطدم بأولي الدماء و هذا ما لا يقدر عليه حتى ولاة الأمر لأن حجم التباين سيعري من يقايض على حساب عائلات الشهداء و سيحاسب ولو بصوت منخفض من يغلق باب العملاء بمفتاح من عفا عن من أيديهم ملوثة بقذارة العمالة .