رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ان "الشراكة مع الديانات الأخرى، كانت وما تزال أساسا لا يمكن التأسيس إلا عليه، وإلا فما معنى التعارف؟ فالإصلاح والسلام والتضامن، كلها قيم وممارسات لا تكون إلا مع العالم وفيه".
 
كلام المفتي دريان جاء خلال إلقائه كلمة في افتتاح المؤتمر الدولي للسلام والتضامن في العاصمة الفرنسية، بدعوة من رابطة العالم الإسلامي، بالتعاون مع مؤسسة إسلام فرنسا.
 
وقال المفتي دريان في موضوع الديانات الإبراهيمية والالتزام المشترك للقضايا الإنسانية: "يعلم الجميع أن علماء المسلمين وإصلاحييهم سعوا منذ قرن ونيف الى الإصلاح والتجديد في شتى نواحي الحياة. وقد كانت بعض مطالب الإصلاح راديكالية، وبعضها الآخر معتدلا. بيد أن الهم الرئيس لديها جميعا، كان التلاؤم مع العالم الحديث، أو معارضة هذا التلاؤم، باعتباره يهدد الهوية. وقد عانينا جميعا نحن المسلمين والديانات الأخرى الإبراهيمية والأسيوية، مشكلات الهوية، وثوران الإحيائيات والأصوليات، التي عطلت مشاريع الإصلاح، حتى ما كان معتدلا منها. إن ما قامت به مؤسساتنا الدينية في العقد الأخير، بالانفراد وبالتشارك، يشكل، بالطبع، استجابة لهذه التحديات التي طرحتها الانشقاقات والإحيائيات والأصوليات".
 
وأضاف: "لقد قام الاجتهاد الظاهر في الوثائق والإعلانات والبيانات بأربعة أمور معا: إعادة قراءة معنى الدين الوسط، والأمة الوسط في الخطاب القرآني، والاتجاه إلى الديانات الإبراهيمية الأقرب روحا، وإلى العالم كله بأديانه وثقافاته، والإعلان العالمي لحقوق الإنسان، للتشارك في إعادة تكوين "المعروف" معا، كما ظهر في البنود التسعة والعشرين في وثيقة مكة، والبنود والفقرات المشابهة في وثيقة الأخوة الإنسانية، وثيقة مراكش، وعشرات الإعلانات والبيانات".
 
وختم: "نحن أهل الديانات الإبراهيمية، ماضون ومن طريق توثيق العلاقات في ما بيننا، إلى التزام مشترك وقوي بالقضايا الإنسانية، بالسلام والتضامن والأخوة".