بالله عليكم من هم خلفاء الله: أصحاب النص أم أصحاب التجربة.. والحكم لكم ولتجربتكم وإنسانيتكم..؟
 

ما علينا إلاَّ أن نحترم التراث العقلي وما أنتجته التجربة اليوم من فصل الدين عن الدولة، أو إبعاد النص عن السلطة، لأنَّ النص لم يقدم إلا نموذجاً واحداً وهو ما يدور حول مقولة (الحق والباطل، أو الصواب والخطأ) بينما التجربة قدَّمت نموذجاً آخراً وهو ما يدور حول مقولة ( رأيي على صواب يحتمل الخطأ، ورأيك على خطأ يحتمل الصواب)، فهذا مما يجعل مساحة مفتوحة مع الآخر، بحيث يبقى الإثنان على مسافةٍ واحدة في الإنسانية والإحترام والمساواة من أجل النهوض بحياة أفضل وأرقى للحفاظ على الحقوق والواجبات أمام القانون الذي يشمل الإثنين معاً، بينما النص قدَّم على أنه هو الحق والآخر على باطل أو ضلال، وبالتالي لا يتساوى الإثنان في الحقوق والواجبات أمام ما يسمى القانون الديني أو السلطة الدينية، ثم إنَّ التجربة أثبتت فشل النص، لأننا لم نر حلولاً لمشاكلنا وأزماتنا التي ما زالت تتفاقم وتودي بنا إلى حفرٍ عميقة في كل الإتجاهات، فهل لأحدٍ أن ينبئنا أين حلَّ النص وبيَّن لنا نظاماً يحفظ حقوقنا وإنسانيتنا كبشرٍ نعيش على أننا خليفة الله في أرضه،؟

اقرا ايضا : زين العابدين ابن الحسين (ع) يبايع يزيد بن معاوية..!

 

هل لأحدٍ ينبئنا أين استقرَّ النص بتجربة أبهرت العقول والحياة، وأين مكانه ومسلكه، وفي أي موطنٍ من المواطن حلَّ ونزل.؟ هل يمكن لأحد أن يقدِّم لنا نظاماً لمحاسبة الحاكم الديني أو المرجع أو الولي الفقيه من خلال تمسكه بأن النص هو الحل.؟ لكن التجربة قدَّمت أروع الأنظمة لمحاسبة الرئيس أو الحاكم وأمام الناس؟ وأروع ما أنتجته تداول السلطات، بينما النص يبقي الحاكم مدى الحياة من دون رقيب أو حسيب ويبقيه يربت على عقول وأكتاف الأمة الملعونة...

بينما التجربة أثبتت كيفية محاسبته وعزله إن سرق أو أصابه الخرف والهذيان، بخلاف النص لم يقدِّم إلا وجوب الإطاعة له وعدم الرد عليه، لأنَّ الرادَّ عليه كالرادِّ على الله، والرادُّ على الله كحدِّ الشرك به وهو في النار،ولا يمكن لأحد محاسبته حتى وإن خرف وذهب عقله وذهب بالأمة إلى الهاوية، وحتى إن سرق، لا نتهمه بالسرقة بل لو قصَّر في أموال الناس، فكيف يمكن محاسبته، أو إرجاع الأموال في حالة التقصير.؟؟ بينما التجربة أثبتت حماية أموال الناس وإسترجاعها فيما لو سرقها الحاكم أو قصرَّ فيها،؟؟ والأنكى من هذا كله، يطالعنا علماء وفقهاء قريش ويثرب بأنَّ النص هو الحل، ويصدحون بها وهم مقيمون بأكثريتهم في بلاد ما يسمونها البلاد الكافرة، ويحصلون على جميع حقوقهم بعدما شعروا بوجودهم ولمسوا إنسانيتهم.. بالله عليكم من هم خلفاء الله: أصحاب النص أم أصحاب التجربة.. والحكم لكم ولتجربتكم وإنسانيتكم..؟