تعد وسائل منع الحمل المنغرسة تحت الجلد، أو المزروعة في الجسم، من أحدث الوسائل المستخدمة حول العالم، حيث يقوم الطبيب بزرعها أو غرسها تحت الجلد في أعلى الذراع، أو وضعها في قناة فالوب، وفي الغالب لا تحتاج سوى مخدر موضعي ثم غلق الجرح بضمادة طبية.
 
وفي الحالة التي نحن بصددها، تسرد ايمي سبير 34 عاما، معاناتها بعد زرع جهاز Essure، وهو عبارة عن جهاز معقم يوضع في قناة فالوب كوسيلة لمنع الحمل، لكنها كادت أن تودي بحياتها، وأدخلتها في نوبات من الألم الشديد والمزمن.
 
تقول سبير وهي أم لأربعة أطفال بحسب صحيفة ذي صن البريطانية: "شعرت وكأن طعنات بداخل جسمي لا تحتمل، وتحولت لعاجزة بعد ما كنت مواظبة على الذهاب للصالات الرياضية، وممارسة رياضة المشي بانتظام، فلم تعد سيقاني تقوى على حمل جسمي".
 
وأضافت: "حرمت من النوم وكانت بطني منتفخة يظن من يراها بأنني حامل، وتدمرت حياتي الجنسية فكان الجماع مصحوبًا بالآلام الشديدة القاسية، وأصبحت حبيسة المنزل ولا أقدر على التحرك بمفردي مطلقًا".
 
وتابعت: "كنت أعاني من التليف الكيسي، لذا قرر الأطباء وضع هذا الجهاز كحل دائم لمنع الحمل، فالحمل أصبح خطرًا على صحتي، بسبب تعرض جسمي للجلطات على الرئتين، وأثناء حملي بطفلي الرابع، تدهورت الحالة الصحية للرئتين في الشهر الثامن من الحمل، لهذا السبب لم ينفع منع الحمل الهرموني معي؛ بسبب التليف الكيسي؛ لذلك وقع الاختيار على هذه الطريقة لمنع الحمل مجددًا".
 
 
واستطردت: "اخبرني طبيبي بأن كل شيء سيكون على ما يرام، والأمر لا يستغرق سوى 20 دقيقة، لكن الأمر ازداد سوءًا بمرور الوقت، وظهرت مشكلة أخرى أثناء تواجدي في إحدى الصالات الرياضية، فأصبت بالدوار وتحول المكان إلى ظلام، فنقلت إلى المستشفى، بسبب انخفاض في سكر الدم، وبعد شهرين تكرر الشيء نفسه".
 
وازداد الألم بمرور السنوات، وتقول ايمي: "عانيت من نوبات كاملة من الألم المزمن، والإغماءات المستمرة، وخضعت لبعض الفحوصات على الأعصاب والقلب، ولم يتمكن الأطباء من تحديد السبب، وفي أحد الأيام شعرت بالآم مبرحة أثناء التسوق، وطرحت أرضا فاقدة الوعي تماما، كأنني تعرضت لحادث سيارة".
 
وأضافت: "عرفت السبب بعد 4 سنوات من عملية غرس الجهاز المشار إليه، وبدأت بالبحث على الإنترنت وقرأت عن الآثار الجانبية، وفوجئت بأنها الأعراض نفسها التي عانيت منها لسنوات، وكانت الطريقة الوحيدة لإزالة هذا الجهاز هي استئصال الرحم، وهو ما تم بالفعل".
 
 
قد تبدو حالة ايمي فردية ولا يمكننا القياس عليها، فالشركة المصنعة تؤكد مدى أمان وسلامة الجهاز، لكنها أشارت أيضًا إلى أن هناك شكاوى متعددة من عدد من النساء، يعانين من أعراض جانبية مؤلمة، كالحساسية أو فرط الحساسية، وما يزيد من صعوبة الأمر أن الطريقة الوحيدة لإزالة هذا الجهاز إجراء عملية جراحية.