المطلوب موقف سياسي موحد للحكومة اللبنانية من المواقف التي صدرت عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وأين يقف لبنان الرسمي من المواقف التي أطلقها نصر الله تجاه الجمهورية الاسلامية ؟
 
لقد كانت أهداف الثورة الحسينية وما زالت أهدافا إصلاحية تنويرية غير قابلة للتأويل والإجتهاد والتعديل، وهي أهداف محددة تتصل بالحياة البشرية والإنسانية كلها وبكل جوانبها السياسي والإصلاحي والإجتماعي والديني، وبقيت عاشوراء مناسبة ملهمة حتى اليوم  ولكثيرين من الأحرار على مر التاريخ، وغدت مدرسة ومنهاجا في رفض الظلم والسلطة الجائرة والحاكم المستبد والحرمان الإجتماعي، وهكذا ينبغي أن تبقى وتستمر بعيدا عن أي إساءة إن من خلال الشعائر المدسوسة أو من خلال الإستغلال المسيء بتحويلها  إلى شمّاعة في سياسة المحاور من خلال إطلاق التسميات التي تعد اعتداءا صارخا على الثورة الحسينية وشخص الإمام الحسين عليه السلام ليتحول إسمه عليه السلام إلى سلعة تجارية تستخدم لمآرب سياسية محدودة.
 
الحسين عليه السلام إمام واحد غير قابل للتجزئة ولا للإستغلال، الإمام الحسين قائد وحيد وأوحد وقف إلى جانب شعبه وأمته وقاد ثورة تاريخية إنسانية كان الهدف منها الإصلاح وتصويب الخلل الذي طرأ على الأمة فقدم دمه الشريف في سبيل هذه الأهداف وفي سبيل استنهاض الامة ورسم معادلة واحدة ووحيدة أن الثورة هي الكفيلة بتحرير الشعوب من العبودية والحاكم الجائر والسلطة المستبدة.
 
 
ولم يعط الحسين عليه السلام حقوق الثورة لأي أحد من أجل الاستغلال وإطلاق التسميات الشبيهة بالثورة الحسينية لأن الحسين هو وحده في كل زمان ومكان ولا حسين غيرة في أي عصر ومصر، وأما إطلاق تسمية "حسين العصر" على أي شخص آخر فهي استغلال مسيء للحسين عليه السلام والثورة الحسينية، وهو تجيير الثورة الحسينية الشريفة في بازار السياسات والمحاور التي لا ترقى في أهدافها ومصالحها إلى أهداف الثورة الحسينية وغاياتها.
 
إن الإستغلال السياسي للثورة الحسينية وتحريفها لأهداف ومقاصد سياسية ضيقة هو إساءة للثورة، وإن استغلال مناسبة عاشوراء من خلال الخطابات الأخيرة للأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لإطلاق المواقف السياسية الحادة وإطلاق التهديدات ووضع لبنان على مفترق سياسي حساس وضمن المحور المتوتر في المنطقة فمن شأنه أن يزيد التوتر بين لبنان وجواره العربي وبين لبنان وعلاقاته الدولية خدمة للمصالح الإيرانية وحدها، وطبعا كل ذلك على حساب لبنان وشعبه وأمنه، وإن كان يحق للسيد كما لغيره من اللبنانيين تأييد أي دوله أخرى فإنه لا يحق له ولا لغيره   ربط مصير لبنان بسياسة المحاور الخارجية والصراعات الإيرانية الأميركية الأمر الذي يعرض لبنان واللبنانيين إلى مخاطر سياسية واقتصادية واجتماعية كبيرة.
وإن كان السيد نصر الله بحاجة إلى إطلاق هذه المواقف لأهداف حزبية تتصل بوضعه المالي فإن ثمة أطر ومجالات أخرى يمكن للسيد استغلالها بعيدا عن توريط لبنان واللبنانيين بمزيد من الازمات.   
ومن يحرص على لبنان واللبنانيين يجب أن يكون أكثر مسؤولية في اختيار المواقف لا سيما في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها لبنان والمنطقة .
 
المطلوب موقف سياسي موحد للحكومة اللبنانية من المواقف التي صدرت عن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وأين يقف لبنان الرسمي من المواقف التي أطلقها نصر الله خدمة للمصالح الايرانية في المنطقة ؟