طالب النائب نعمة افرام في المؤتمر السنوي لمنظمة الدفاع عن المسيحيين في العاصمة الأميركية واشنطن، وأمام أعضاء من مجلسي الشيوخ والنواب وفاعليات أميركية - لبنانية، "بضرورة صياغة عقد اجتماعي جديد يشمل إلى العيش معا تأمين الإنتاجية والازدهار والعدالة والأمن لجميع المواطنين". وحث "على أهمية تطوير الدساتير لتعكس حقيقة هموم وتطلعات ومصالح كل مجموعة من مكونات الوطن، وتكوين أمة من الأقليات المبدعة المرتبطة ببعضها البعض، ليس بالخوف بل بالكثير المشترك الذي يجمع ما بينها وبالحب".
 
وشكر فريق عمل منظمة الدفاع عن المسيحيين وعلى رأسه توفيق بعقليني، ونوها بتميزه "في النضال من أجل قضية عزيزة على قلوبنا جميعا، لكن للأسف لا تزال مخيبة لآمالنا". وقال:"كم من قادة لبنانيين وأميركيين أسماؤهم مشرفة، بذلوا كل ما في وسعهم لتغيير مجرى الأحداث بالتعاون مع أهل الانتشار المتفانين. وكم من خطط إنقاذ ذهبت أدراج الرياح وسقطت أحلام وانهارت أخرى، من أجل شرق أوسط تسكنه الشعوب بكل سلام وحرية وكرامة".
 
وشرح كيف اننا "اليوم في لبنان والمنطقة، أمام مشهد تفوح فيه رائحة نتنة لدول تلفظ أنفاسها الأخيرة، والعبرة أنه لا يكفي أن نرسم خطوطا في الرمل لنبني الأوطان، ولا أن نتبادل عهود التعايش لتشكيل دول تطور مجتمعات منتجة ومستقرة ونابضة بالحياة مع سياسات اقتصادية متطورة".
 
أضاف:"بصفتي ممثلا للشعب اللبناني ورئيسا مؤتمنا على لجنة الاقتصاد والتخطيط النيابية، أنبه إلى أن اللعنة التي تحل اليوم على وطني هي أقوى من أي وقت مضى، فنحن اليوم أمام هجرة بشكل جديد لا تعود أسبابها هذه المرة إلى الاضطهاد أو النزاعات، إنما هي نتيجة تدهور مأساوي لنوعية الحياة. وعلى ضوء أزمة النازحين السوريين واللاجئين الفلسطينيين، ووفق المؤشرات الاقتصادية الخطيرة وانهيار قطاع الخدمات العامة، يغادر اللبنانيون اليوم بأعداد هائلة".
 
وتابع:"نحن نشهد اليوم على تغير مفاجىء في هوية المرض الذي نكافحه منذ تاريخ تأسيس منظمة الدفاع عن المسيحيين. لم يعد أعداؤنا على شكل داعش أو القاعدة، فهم اليوم أقل جلبة وأكثر منهجية. عدونا اليوم ببساطة هو تلك المسألة المعقدة المتمثلة بتلاشي دول الشرق الأوسط، ولست هنا الليلة لأعبر عن غضبي أو إحباطي، نحن هنا معا الليلة لنصنع الفرق، ومن وجهة نظري، إن معالجة هذا التغير المفاجىء يفرض تحولا نموذجيا في رسالة منظمة الدفاع عن المسيحيين للتركيز على مجالات ثلاثة: التجديد في العقود الوطنية، تطوير الدساتير الوطنية، والإسراع في حل أزمة النازحين واللاجئين".
 
وطالب "بصياغة عقد اجتماعي جديد لا يركز على التعايش كهدف أساسي لقيام الدول فحسب، بل يشمل تأمين الإنتاجية والازدهار والعدالة والأمن لجميع المواطنين. ولا بد أيضا من تطوير الدساتير بحيث تعكس هموم وتطلعات ومصالح كل مجموعة من مكونات الوطن بشكل منسجم حقا مع خير الوطن. فلمواجهة التحديات علينا أن نكون أمة من الأقليات المبدعة المرتبطة ببعضها البعض ليس بالخوف، بل بالكثير المشترك الذي يجمع ما بينها وبالحب. كما أن مسألة النازحين واللاجئين في المنطقة هي قنبلة موقوتة، وكارثة ديموغرافية ذات تداعيات وعواقب وخيمة مهددة للاستقرار تفوق كل تصور، يجب العمل السريع على حلها".
 
وختم قائلا:"المطلوب اليوم من منظمة الدفاع عن المسيحيين أن تكون حامل الشعلة والفارس المنقذ المستعد لتقبل هذه المهمة الشديدة التعقيد، وأي أمر أقل من ذلك، سيكون دون المطلوب، أنار الله طريق الصالحين".