(الشيخ أحمد الوائلي )
 
الحقيقة الوحيدة التي وصلتنا من عاشوراء هي أن الإمام الحسين عليه السلام
 
استشهد هو وأصحابه وأهل بيته في كربلاء .. 
 
باقي ما تبقى  قد اشبع بالخرافات والكذب والتدليس لاستدرار عواطف العامة ودموعهم وقد أمعن أغلب خطباء المنابر إلا من رحم ربي في إذلال الإمام وهذا يتنافى مع هدف ثورة الحسين (ع) 
 
*فالإمام الحسين لم يطلب الماء لطفله الرضيع من أمثال أولئك
 
* علي الأكبر لم يرجع إلى المخيم بعد قتله لبكر بن غانم ليطلب من أبيه الجائزة ألا وهي شربة ماء.. هل كان علي الأكبر على هذا القدر من الحمق والغباء (حاشاه) ليطلب من أبيه الماء وهو على يقين أنه غير متوفر والأطفال تصرخ من شدة العطش .. هل يعقل أن علي الأكبر  سيزيد حرقة قلب أبيه على كل الجراح ليطلب منه شيء غير متوفر !! حاشا 
 
* الإمام الحسين عليه السلام
 
لم يرجع بعد استشهاد العباس مكسوراً بل كان صلباً شامخاً كشموخ الجبال وقد قال أحد الرواة :و الله ما رأيت مكثورا قط قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه أربط جأشا و لا أمضى جنانا و لا أجرأ مقدما منه و الله ما رأيت قبله و لا بعده مثله و إن كانت الرجال لتشد عليه فيشد عليها بسيفه فتنكشف عن يمينه و عن شماله انكشاف المعزى إذا شد فيها الذئب
 
* لم يكن يوم عاشوراء يوماً لزواج القاسم (ع) من سكينة(ع) .. هل يعقل أن الإمام يجعله يوماً للزفة والعرس وهو على علم بأنهم سيستشهدون جميعاً بما فيهم القاسم!! 
 
* لم تلطم السيدة زينب عليها السلام جبل الصبر خدها ولم تنثر شعرها وكذلك بقية الهاشميات فهذا المشهد يتنافى مع العفة لبنات الرسالة كما وأنها من المستحيل أن تخالف وصية إمامها (( أُخية لا تلطمي عليّ وجهاً ولا تشقي عليّ جيباً ولا تدعي بالويل والثبور)) فكيف يعقل أن تخرج السيدة زينب (ع) من الخيمة ناثرة شعرها !!! وهذه عادة جاهلية
 
* لم تنادِ السيدة زينب سلام الله عليها في أي موقف من مواقف الطف ((وا ذلتاه)) فإن كان الامام الحسين قد قال:(( ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة)) فكيف لزينب (ع) أن تنسف ثورة الحسين(ع) بمثل هذا القول وهي التي كانت امتداداً للثورة !! بل كانت رابطة الجأش قوية صلبة وكانت عندما تخطب تسكت كل من حولها ببلاغتها وقوة حديثها وصبرها .. وهي التي أجابت أمام جمع غفير عندما سألها ابن زياد كيف رأيت صنع الله بأخيك الحسين فقالت :(ما رأيت الا جميلا) وقد نزل ردها عليه كالصاعقة في الوقت الذي كان ينتظر منها الانهيار بعد كل تلك المصائب .. القائمة تطول والمواقف تستحق الوقوف عندها والتمعن والتفكر .. علينا أن نخضع كل شيء للعقل ولا نأخذ كل ما يقال نصاً و نردده كالببغاوات ، علينا أن نفهم لماذا خرج الإمام الحسين عليه السلام لنستطيع أن نفرز الحوادث بين الصدق والتدليس والكذب ونرفض الروايات المدسوسة التي يدمى قلب الحسين لها لأنها تخالف أهداف الثورة.