تزامَنت «مواسم الصلحة» التي لا تُفوّت، مع موعد صعود جعجع المفترَض الى الجبل لاستفقاده واستفقاد أهله بعد غيبة. وبالرغم من التأكيدات الجنبلاطية والقواتية «الاستلحاقية» من عدم صحّة التسريبات التي عَزت تأجيل زيارة جعجع بسبب غياب «آل جنبلاط» عن الجبل تزامناً مع زيارة «الحكيم»، وبسبب «المواعيد الطارئة» في الجبل الشمالي، ما زالت الشكوك تراود البعض عن حقيقة تزامن المواعيد الضاغطة، غير مقتنعين بأنّ لقاء تيمور بك والوزير باسيل حكمته صدفة غير مدبّرة، وبأنّ غياب «الحكيم» سَبّبته «صدفة صحية» و«ضرورة» طبيعية أنتجت ضَرورة التأجيل.
 

وتقول أوساط مشكّكة مقرّبة من «القوات» إنه لا التباس حول موعد لقاء موفد الحزب الاشتراكي مع موفد «حزب الله» الذي يُحضّر له منذ مدة، وكان معروفاً مسبقاً ومتوقعاً في أي وقت، إنما الالتباس الذي لم تتمكّن حتى الساعة كثرة التحليلات الصحافية والتصريحات السياسية من تبريره، هو توقيت لقاء تيمور مع الوزير باسيل نهار السبت الفائت الواقع في 7 ايلول، أي انه تزامنَ مع موعد الزيارة المعلن قبل يوم واحد لزيارة رئيس حزب «القوات» الى جبل الشوف. وبالرغم من مصادر الوزير باسيل التي نقلت انّ تيمور بك رغب في لقاء باسيل قبل حادثة قبرشمون وطلب اللقاء، وجُمّد بعد الحادثة، لتعاود المصادر التأكيد أنّ تيمور جنبلاط عاوَد طلب اللقاء بباسيل بعد لقاء وليد جنبلاط مع الرئيس عون في بيت الدين.

 

نقلت مصادر الاشتراكي خلاف هذا الكلام، بحسب ما أوردته بعض الصحف عن مصادرها، موضِحة أنّ الدعوة وجّهها باسيل من دون ان يأتي الطرفان على تحديد موعد اللقاء او إعلانه.

 

وتقول اوساط مقرّبة من «القوات»: «اذا كان الوزير باسيل هو مَن حَدّد فعلاً تاريخ 7 أيلول عن سابق تصميم، بعد إعلان نائب الجبل جورج عدوان قبل يوم تاريخ موعد زيارة جعجع، فعتبنا ليس على الوزير باسيل بل على الطرف الآخر الذي لبّى الدعوة في التاريخ المذكور».

 

وتضيف: «لا نفهم لماذا لم يرجئ تيمور جنبلاط زيارته اللقلوق الى السبت المقبل، ليس لأنّ القوات ضد مصالحة الرجلين، بل لأنّ القوات بكل بساطة أرادت الترحيب بجعجع في الجبل برفقة «حكماء» الجبل، وليس من قبل «قوات الجبل» فقط».

 

مصادر «القوات اللبنانية» الرسميّة لم تتبنَّ «قراءة الأوساط المقرّبة منها»، وفَنّد نائب رئيس الحزب النائب جورج عدوان لـ «الجمهورية» أسباب عدم تبنّي عتب «أوساط القوات» على آل جنبلاط، فقال إنّ الزيارة غير مرتبطة بجنبلاط. فجعجع أراد صعود الجبل لملاقاة أهله وجميع مكوّنات الجبل وبنوع خاص «مَشايخه»، لأنّ برنامج زيارة «الحكيم» كان لقاء الوفود السنية والدرزية، والبرنامج الاساسي نهار السبت كان اللقاءات مع الفاعليات المسيحية. وبالتالي، إنّ الزيارة لم تكن تتضمن لقاء مهماً مع جنبلاط، إن لم نَقُل ليس بأهمية لقاءاته الاخرى، كذلك لقاء «الحكيم» مع جنبلاط لم يكن محدداً السبت.

ولفت عدوان الى أنّ مساء السبت في 7 ايلول كان الجبل على موعد مع عشاء سنوي يواظِب شخصيّاً على التحضير له، وتُشارك فيه البلديات. ولم يكن مرتبطاً بموعد صعود جعجع الى الجبل، انما حين أبدى الحكيم نيّته في الصعود، أرَدنا الاستفادة من تزامن الزيارة مع موعد العشاء. فلو صعد جعجع في الموعد المحدد لم يكن ليتزامَن لقاؤه مع جنبلاط السبت، لأنّ الزيارة «لأهل الجبل» وليس لجنبلاط، و«عندما تُفهم الرأي العام ويستوعب هذه الحقيقة، يفهم ما «يُحاك» حول الباقي وغير المرتبط بالزيارة.

ويرى عدوان انّ تيمور قد لا يكون ارتأى تأجيل موعد زيارته اللقلوق، لأنه أدرك انّ مواعيد جعجع السبت غير مرتبطة بضرورة وجودهم في الجبل او حضورهم في الحدث.

ولتلك الاسباب يقول عدوان: «نحن لا نعتب على جنبلاط ولا على تيمور لأننا في الاساس لا نربط الامرين ببعضهما». وتساءل: «عندما تبدأ زيارة جعجع السبت بـ 50 موعداً في القرى أو لفاعليات ويليها في الليلة نفسها عشاء موسّع، وفي كل تلك المناسبات، لا يتضمن جدولها حضور جنبلاط فكيف نَعتَب؟
كما كشف عدوان عن أنّ قرار جعجع جاء قبل ايام قليلة، وليس قبل اسبوع او اكثر لنقول انه معروف.

وتساءل: «اذا كان باسيل قد دعا تيمور في اليوم نفسه أو قبل يومين فقط مثلاً، ام انه كان متّفقاً على هذا الموعد منذ اكثر من اسبوع، اي قبل قرار جعجع الصعود»، معلّقاً «هذا الأمر هو الذي لا أعلمه».

وأوضح عدوان أنّ أولوية القوات في الجبل هي أن يكون المناخ المسيحي الدرزي السني ممتاز، وجيد، ومفصول عن السياسات الضيّقة، وهو كذلك.

ويؤكد أنّ «قوات الجبل» تقرأ في كتابه وهي مُتنبهة لهذا الامر، بل أكثر من ذلك أوضَح الأمر للقاعدة القواتية خلال العشاء ليل السبت. عندما أعلنّا التأجيل، إتصل جنبلاط بعدوان مستوضحاً ومستفهماً بالتفصيل عن الاسباب، وكان مهتمّاً كثيراً، وكان أكثر من ايجابي في الاتصال وأراد معرفة السبب بالتحديد، وأفهمناه أنّ الصدفة هي بحت صحية، الأمر الذي زاده اهتماماً. فاستوضَح اكثر عن صحة «الحكيم»، ولم يَستكن الّا عندما اطمأن الى صحته بالتفصيل. ونحن كنّا شفافين وقلنا الحقيقة، ولا ندري اذا اراد الغير فهمها على طريقته. فهي مشكلة الآخر. 

ويختم عدوان بالجواب اذا كان لديه شكوك في ثبات دعم جنبلاط للقوات في يوم من الايام او قلق من عدم تقدير ٍٍ لمواقفها في الأيام المحرجة... فيجيب: "اولا القوات ليست عتلانة هم الحصار مذكرا انه تقدم أمس باقتراح قانون لوضع آلية للتعيينات وبرأيه سوف يكون هناك جلسة سريعة للمجلس... فلننتظر ونرى كيف سيتعاطى جميع الفرقاء مع هذا القانون، فهذا القانون يدل اذا كانوا يريدون ان تكمل التعيينات محاسيب ومستتبعين، او يريدون الدولة. هذا هو الميزان بالنسبة لنا، وهناك سوف "نزين" كلمة الخصوم والحلفاء وعلى ضوئها.. نكرّمهم ام ندينهم.