ان تواجد بولتون في البيت الأبيض كان من العوائق الرئيسية لحصول اي تجاوب إيراني مع ترامب.
 

وأخيرا أقصى الرئيس الأميركي دونالد ترامب مستشاره للامن القومي جون بولتون من منصبه معلنا أنه أبلغ بولتون امس أن خدماته لم تعد مطلوبة في البيت الأبيض. 
واضاف ترامب أنه اختلف كثيرا مع بولتون بشأن اقتراحاته في قضايا عدة. 

وهكذا خسر الكيان الصهيوني عمودا رئيسيا وداعما مخلصا له في البيت الأبيض كما أن إيران تخلصت من عدو عنود شرس لها ونجح وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف في إحباط بولتون في تحقيق مخططاته ضد إيران. 

وتمكنت فعلا مدافع محمد جواد ظريف من طرد بولتون من البيت الأبيض بفضل شن هجوم إعلامي مكثف عليه ووصفه بأنه محور فريق B الذي لا يعرف إلا لغة الحرب وأنه متعطش للحرب ويحتقر الدبلوماسية. 
ولم يكتف ظريف بقصف مواقع فريق ب وعلى رأسهم بولتون بل إنه حاول بشكل مهني جدا التفريق بين الرئيس ترامب وبين بولتون وإسقاط مسؤولية جميع الأخطاء الاستراتيجية التي ترتكبها إدارة ترامب على بولتون واعتبار انه هو وراء القرارات الخاطئة للبيت الأبيض. 
ونجح ظريف في الدخول إلى محادثة غير مباشر مع ترامب عبر اسكاي نيوز القناة المحببة للرئيس ترامب. 

ان ظريف اكد اكثر من مرة على أن الرئيس ترامب لا يريد الحرب ولكن مستشاره بولتون هو الذي يقوده إلى الحرب ما دفع بالرئيس ترامب إلى التجاوب مع ظريف وتصديقه بأن الأمر لو كان بيد بولتون فكان من المفترض ان تخوض الولايات المتحدة ثلاثة حروب ولكن الذي يتخذ القرار في البيت الابيض هو الرئيس.

 تصريحات ترامب تلك كانت تدل على أنه يصدق وزير الخارجية الإيراني ظريف وربما يثق به اكثر مما هو يثق ببولتون. 
ولم يبخل ظريف عن كيل المديح للرئيس ترامب عندما اقتضت المصالح الإيرانية. فعلى سبيل المثال غرد ظريف على حسابه في تويتر يوم 25 حزيران 2019: أن ترامب محق مائة في المائة حينما قال إن القوات الأميركية ليس لها اي علاقة بالخليج الفارسي وسحبها من الخليج الفارسي سيتوافق تماما مع مصالح الولايات المتحدة والعالم. 

اقرا ايضا : ايران والخطوة الثالثة لتقليص التزاماتها

 

هذه التغريدة تظهر وكأن الذي يؤدي دور مستشار ترامب للأمن القومي هو محمد جواد ظريف وليس جون بولتون. حيث ان مواقف ظريف تتطابق على مواقف الرئيس ترامب من مواقف بولتون. 

ان تواجد بولتون في البيت الأبيض كان من العوائق الرئيسية لحصول اي تجاوب إيراني مع ترامب. ذلك لان إيران كانت تعتبر أن ترامب ليس جديا في التفاوض مع إيران والدليل هو المجيئ بالصقور على غرار جون بولتون إلى البيت الأبيض. 
ويبقى الكلام في وزير الخارجية بومبيو ولكن يبدو ان منسوب التطرف لديه أقل بكثير مما هو لدى بولتون ولهذا لم يدخله نظيره ظريف في دائرة فريق ب. فضلا عن ان بومبيو يهتم باحتفاظ كرسيه الوزاري ويتحفظ في الاختلاف مع الرئيس ترامب. 

يمكننا لحد الآن ان نسجل نجاحين لوزير الخارجية الإيراني اولا أنه تمكن من تحييد أو استمالة محمد بن زايد وثانيا اقصاء بولتون من البيت الأبيض كما أنه أرسل إشارات ايجابية إلى محمد بن سلمان للتصالح بين البلدين. ولم يبق من فريق ب إلا بنيامين نتنياهو. 

ان معركة إيران مع بنيامين نتنياهو والكيان الصهيوني معركة طويلة تحسمها متغيرات عدة ولكن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة سيجعل ترامب إلى مضي قدم ايجابية في العلاقات مع إيران وبناء عليه ليس من المستبعد حصول لقاء بين الرئيسين روحاني وترامب على هامش الاجتماع العام للأمم المتحدة بعد أسابيع.