قيادات عسكرية عراقية باتت على يقين قاطع من أن ساحة العمليات الإسرائيلية تتسع لتشمل بلادهم.
 
اختارت الميليشيات العراقية التي تعرضت لغارات جوية، فجر الاثنين في سوريا، يرجح أنها إسرائيلية، الصمت، في وقت كشفت مصادر مطلعة أن جميع من قتلوا في هذه الهجمات ينتمون إلى قوات الحشد الشعبي، المصنفة على أنها جزء من القوات المسلحة، الخاضعة لرئيس الحكومة في بغداد.
 
وفجر الاثنين، تعرضت ميليشيات عراقية وإيرانية تنتشر قرب الحدود بين العراق وسوريا، إلى هجمات نفذتها طائرات وصفت بـ”المجهولة”، لكن مصادر عديدة رجحت أنها إسرائيلية، فيما تحدثت وسائل إعلام محلية عن عدد كبير من القتلى والجرحى ناهز الـ40.
 
ورفض قياديون في الفصائل التي أوردت المعلومات تعرضها للقصف تأكيد الأنباء أو تحديد عدد الضحايا، وسط ارتباك واضح في وسائل الإعلام العراقية الموالية لإيران في تغطية هذا التطور، إذ اختار معظمها تجاهله.
 
لكن تلفزيون “العهد” التابع لحركة عصائب أهل الحق بزعامة قيس الخزعلي، نقل عن مصدر في حكومة الأنبار المحلية غرب البلاد، القول إن “طائرات مسيرة مجهولة الهوية قصفت مواقع لحركة الإبدال بالقرب من الشريط الحدودي العراقي السوري”، مشيرا إلى “سقوط شهداء وجرحى في صفوف منتسبي الحركة”.
 
وحركة الإبدال، فصيل عراقي مسلح موال من إيران، مسجل في هيئة الحشد الشعبي العراقية تحت عنوان “اللواء التاسع والثلاثين”، ويقوده شخص يدعى “جعفر الموسوي”، مقرب من الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني.
 
وذكر المصدر المحلي أن “أربعة انفجارات عنيفة وقعت جراء قيام طائرات مسيرة مجهولة الهوية استهدفت مواقع للحشد الشعبي داخل منطقة البوكمال السورية القريبة من الشريط الحدودي العراقي السوري غربي الأنبار”.
 
وهذه هي المرة الأولى التي تقر فيها وسيلة إعلام عراقية موالية لإيران بوجود مقاتلين تابعين للحشد الشعبي داخل الأراضي السورية.
 
ولم تعلق الحكومة العراقية على هذه الأنباء، لكن العميد يحيى رسول، المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة، وهي أرفع تشكيل عسكري في البلاد، نفت تعرض مواقع للحشد الشعبي داخل الأراضي العراقية إلى القصف، مرجحا أن يكون القصف وقع داخل الأراضي السورية، من دون الإشارة إلى المجموعات التي استهدفها.
 
 
وتقول مصادر مطلعة لـ”العرب” إن القيادات العسكرية العراقية باتت على يقين قاطع من أن ساحة العمليات الإسرائيلية تتسع لتشمل بلادهم، فيما تتلاشى فرضية التفريق بين قوات الحشد الشعبي الخاضعة للحكومة والفصائل المسلحة التي تنشط في سوريا، من دون موافقة بغداد.
 
وسبق لرئيس الوزراء العراقي عادل عبدالمهدي أن تلقى تحذيرا من وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو بأن الولايات المتحدة لن تتمكن من منع إسرائيل إلى الأبد من قصف الميليشيات الشيعية التي تنشط داخل الأراضي السورية، انطلاقا من العراق.
 
وقال الوزير الأميركي إن الهجمات الإسرائيلية ربما لن تعترف بالحدود، ما دامت الميليشيات العراقية الموالية لإيران، لا تعترف بها.
 
وتحاول الميليشيات الشيعية في العراق أن تفرق بين انضمامها إلى الحشد الشعبي والتزامها بقرارات الحكومة وبين نشاطها إلى جانب حلفاء الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا، لكنه تفريق لم يعد يجد من يصدقه، وفقا لمراقبين.
 
ويقول مسؤولون عراقيون إن السفارة الأميركية في بغداد طلبت خلال الأسابيع الأخيرة من عادل عبدالمهدي أن يحسم موقفه بشأن تبني ميليشيات عراقية متورطة في النزاع السوري.
 
ويشجع هؤلاء المقاتلون العراقيون الموالون لإيران على السفر إلى سوريا للقتال، على غرار الموقف الذي أعلن عنه السياسي السني أثيل النجيفي.
 
ويأمل النجيفي أن يتخلص العراق من المقاتلين العقائديين الذين يتحدثون عن ضرورة القضاء على إسرائيل، شرط أن يحدث هذا في سوريا.