اشار عضو تكتل "​الجمهورية القوية​" النائب انطوان حبشي في كلمة له خلال تمثيله رئيس حزب القوات ​سمير جعجع​ في عشاء القوات في جزين الى أن "لا يمكن للجنوب ان يلعب دوره الحقيقي الا عندما تمتلكون الإرادة والثقافة في قلبكم وعقلكم، وتتعمم لدى كل الناس المحيطة بكم، لأن ثقافة ​الحياة​ اقوى من ثقافة الموت".
 
ولفت حبشي الى أن "هذه المنطقة ارتباطها بالقوات عضوي شاء من شاء وابى من ابى، ارتباطها بالقوات له علاقة بارتباطها بالقضية، له علاقة بأن هذه المنطقة لم تفكر يوماً بشكل ضيق، عندما كان الخطر على مجتمعنا، لم تدافع جزين عن نفسها فقط، بل كانت موجودة في كل بقعة من لبنان"، مشيرا الى أنها "هي التي تجمدت على تلال صنين عندما كان فؤاد نمور ابن وادي بعنقودين وجورج نخلة ابن جزين ذاهبين للدفاع عن زحلة. هذا مثل عن حضورها في وقت الخطر، بل ايضاً في وقت النضال السلمي، كانت حاضرة لتقول نحن موجودون، عندما اغتيل على غفلة من الزمن وبالجبن بيار بولس".
واعتبر حبشي أنه "في ظل المؤامرات وفي الوقت الذي كان كثر يتصورون فيه اننا لا نستطيع الوقوف، وبقيت مساحة الحرية بحجم زنزانة وبالكاد تمكّنا من اخذ النفس، اليوم أصبح يستطيع قطع انفاس الكثيرين، الوقت ليس له قيمة في اهدافنا، واهدافنا هي القيمة الأساسية ومهما تطلبت من وقت سنحققها".
ولفت إلى أننا "اليوم لدينا فرح كبير وأمل بإمكانية إعادة احياء الوطن من خلال لبننة استحقاق أساسي وكسر فراغ بمؤسسة رئيسية وهي ​رئاسة الجمهورية​، لكن على أسس واضحة كان هدفنا من خلال هذا الامل الذي خلقناه ومقتنعين به، إعادة الوطن وبناء ​الدولة​ ان من خلال تأمين توازن داخلي والذي بجزء منه تم من خلال إيصال ​رئيس الجمهورية​ ويستطيع ان يكمل"، مشيرا الى أن "ولكن هذه التسوية كانت لديها اهداف أخرى من المعيب ان نتنكر لها، ومن احد أهدافها الأخرى إعادة السيادة للدولة من دون ان نتنكر لإمكانية ان نحمل مصيرنا بيدنا، لكن للأسف ما نراه اليوم لا يدل الا على الاستسلام والخوف والركوع امام أي إرادة خارج السيادة، والتخلي عنها بشكل كامل لفريق من اللبنانيين في الوقت الذي يجب ان يحملها كل اللبنانيين الذين يتمثلون في السلطة التنفيذية، وتحديداً رئيس الجمهورية الذي يجب ان يكون حامي وراعي ​الدستور​ والمحافظ عليه".
وأوضح ان "من ليسوا قادرين على تحمل بناء السيادة سنبقى بجانبهم نساعدهم رغم تلكؤهم لان لبنان ستعود له سيادته، وليس هناك كياناً لبنانياً مثلما نراه اليوم بل مثلما سلمونا إياه اجدادنا".
وأضاف، "في الوقت ذاته، بناء الدولة له علاقة أساسية في السيادة ولكن له علاقة ايضاً بكيفية إدارة الدولة، وطريقة إدارة الدولة انتجت دين تسعين مليار ​دولار​ تقريباً"، مضيفا: "كان الامل الأساسي ان تتغير طريقة إدارة الدولة لكن لغاية اليوم، للأسف، ليس هناك أي تقدم او تغيير جذري، فما الذي يمنع؟ الا اذا كانت الصفقات أصبحت اهم من كل مسيرة النضال".
وقال حبشي، "نحن ليس لدينا المن والسلوى لنقدمه لكم، لدينا فؤاد نمور وجورج نخلة وبيار بولس ونعمان كرم"، لافتا الى أن "لدينا كل قناعاتنا والمؤكد انه مهما كانت الصعوبات سنصل الى المرفأ الذي نريد. لدينا ان نقول للناس الذين يعتبرون ان الدولة او الانتماء الى حزب سياسي هي فرصة او مجال للاستفادة وتوظيف الأقارب ان في الكازينو او ​الطاقة​، نحن ليس لدينا أي فرص من هذا النوع، بل لدينا القدرة ان نقول ان مسيرتنا مهما كانت طويلة وصعبة ستصل لبناء الدولة والوطن الذي يسمح لكل ابناءكم ان يصلوا بكفاءتهم"، مشيرا الى أن "والأحزاب التي تقوم بعكس ذلك لن تصل الى أي مكان خصوصاً ان المنطق ​الفاسد​ يضيق ويضحي بكل الناس للسماح لفرد بالتنعم على حساب الباقين".
وأكد أن "الدولة التي نحلم بها سنحققها، وهنا نقول ما راحوا، باقون معنا وفي ضميرنا لانهم الجذور التي تسمح للقوات ان تتغذى وتنمى لكي تكون اغصانها خضراء وتعطي ثمارها وتصل بالوطن الى السماء على قدر تضحيات شهدائنا. لتحيا منطقة جزين، لتحيا ​القوات اللبنانية​ ليحيا لبنان".