شامل روكز يشرئب للعب دور سياسي بات مُلحّاً في التيار الوطني الحر وعلى حساب مُنافسه وغريمه رئيس التيار الحالي الوزير باسيل
 
( في اللغة: اشرأبّ الرجُلُ للشيئ وإلى الشيئ: مدّ عُنقه إليه، وقيل هو إذا ارتفع وعلا).
 
في مقابلة ناجحة للنائب العميد شامل روكز على قناة الجديد مع الإعلامي جورج صليبي، ظهر روكز كرجل دولة بامتياز، حين أبرز للعلن تمايز خطابه الوطني عن خطاب الوزير باسيل( الطائفي والفئوي)، وهو وإن لم يعلن عداءً مباشراً لرئيس التيار الوطني الحر الوزير باسيل، إلاّ أنّ إصراره على مقاطعة اجتماعات تكتل لبنان القوي النيابي كان كافياً لبيان اعتراضه على قيادة باسيل للتيار، فضلاً عن تواصله المباشر مع بعض"المُنشقّين" عن التيار الذين جاهروا بمعارضتهم لنهج الوزير باسيل السياسي والحزبي والطائفي، فعمدَ باسيل إلى معاقبتهم وفصلهم من صفوف التيار، وإذ يبادر روكز للاشادة بمناقبيتهم ووطنيتهم وإخلاصهم لمبادئ التيار الأصيلة، وتضحياتهم أيام المِحن والاضطهاد، ومحاولة لمّ شملهم، إنّما يعتبر ذلك من قبيل المضي في تحدّي باسيل وتطويقه للحدّ من غلوائه وهيمنته على التيار.
 
 
يُكرّس روكز وضعه السياسي المُستجد كرجل دولة عبر احتجاجه الصريح على الوضع الحكومي (ولباسيل حصّة الأسد فيه)، وذلك عندما سُئل عن رأيه في خلاف القوات اللبنانية مع رئيس التيار الوطني الحر، فجزمَ بأن لا فائدة تُرتجى من محاولات رأب الصّدع بين الطرفين، وأنّ تجربة حكومة وحدة وطنية باءت بالفشل الذريع، لذا يقترح روكز ذهاب هذه الحكومة الحالية العاجزة، وتأليف حكومة مُصغّرة ذات طبيعة "تكنوقراطية"، لتتمكن من التصدي لمصاعب البلد المالية والاقتصادية الحرجة التي تعانيها البلاد هذه الأيام، وينصرف عندها مجلس النواب لمراقبة الحكومة ومُحاسبتها كلما لزم الأمر، وخلاصة رؤية روكز تكاد تتمحور حول مآلٍ جديد، يرى بأنّ سلامة أوضاع عهد الرئيس عون لا تتوقف على "مهارة وشطارة" الوزير باسيل وعنفوانه، وليست بتكرار الهذر والادعاء بعهد قوي ومقدام، فاصلاح الوضع السياسي المأزوم ومعالجة الأوضاع المالية إنّما يقومان بحلّ العقدة الحكومية، فالحكومة الحالية لا يقوم رئيسها ووزرائه بمسؤولياتهم الملقاة على عاتقهم، لذا يجب الخلاص منهم في أقرب وقت ممكن وعند أول فرصة متاحة.
 
في نهاية المقابلة استضاف صليبي الصحافي عبد الباري عطوان الذي استفاض في اظهار قوة إيران وجبروتها وضعف الولايات المتحدة الأمريكية ووهَنها، وقدرة المقاومة الإسلامية وحزب الله على فرض توازن الرعب مع إسرائيل، وعندما طلب صليبي من روكز التعقيب على مداخلة عطوان، تحدث عن ضرورة البحث في استراتيجية دفاعية موحدة، وهي التي تعيد للدولة سيادتها المعهودة،  وللجيش دوره الطبيعي في مواجهة الأخطار الخارجية، والاستناد للقرارات الدولية في حماية لبنان وفي مقدمتها القرار ١٧٠١.
 
شامل روكز يشرئب للعب دور سياسي بات مُلحّاً في التيار الوطني الحر وعلى حساب مُنافسه و"غريمه" رئيس التيار الحالي الوزير باسيل، وتبقى المعضلة كما يًردّد كُثُر: باسيل هو الأقرب والاحبّ على قلب عون.