إذا كنتم تريدون بلوغ هدف معيّن متعلّق بخسارة الوزن، عليكم الأخذ في الاعتبار أمراً آخر إلى جانب الخطة الغذائية الصحّية والبرنامج الرياضي الروتيني: كيف ستتعقبون التقدّم الذي تُحرزونه؟
 

عندما تقرّرون التخلّص من كيلوغراماتكم الإضافية، فإنكم ستميلون تلقائياً وبِلا أي تفكير إلى استخدام الميزان يومياً في المنزل. لكنّ الحقيقة هي أنّ هذه الأداة قد لا تشكّل أفضل مقياس للجميع.

بالنسبة إلى بعض الأشخاص، فإنّ الميزان قد يساعدهم على البقاء في المسار الصحيح؛ لكنّ البعض الآخر قد ينتابه هاجساً غير صحّي يدفعه إلى التركيز كثيراً على الرقم وغضّ النظر عن عوامل صحّية أخرى أساسية.

الاستعانة بالميزان أو لا هي قرار شخصي، لكن من المهمّ الاطّلاع على إيجابيات ذلك وسلبياته، إستناداً إلى اختصاصية التغذية، ميليني روجيرز، من نيويورك:

التحلّي بالمسؤولية

إنّ مراقبة الوزن غالباً قد تساعد على خسارته والسيطرة عليه، من خلال تذكير الشخص بأهدافه. وجدت دراسة نُشرت في تشرين الثاني 2018 في «Circulation»، راقبت أكثر من 1000 شخص لعام كامل، أنّ الذين استعانوا يومياً بالميزان خسروا وزناً أكثر مقارنةً بالذين اكتفوا بالصعود عليه مرّة أسبوعياً أو لم يقيسوا أوزانهم أبداً.

وبغضّ النظر عن الهدف المَرجو، فإنّ الاعتماد على الميزان غالباً يساهم في تحقيق الهدف لأنه يرفع المسؤولية تجاهه. في الواقع، أظهرت مراجعة صدرت في أيلول 2014 في «Journal of Telemedicine and Telecare» أنّ التطبيقات المعنيّة بالرشاقة، والتي تتطلّب الصعود على الميزان بانتظام، قد رُبطت بمزيدٍ من النتائج الإيجابية المتعلّقة بخسارة الوزن.

إذاً، فإنّ قياس الوزن يومياً أو بانتظام في الصباح قد يشكّل وسيلة تحفيزية جيدة. فمن خلال إضافته إلى الروتين الصباحي، يُعيد الإنسان تأكيد التزامه اليومي بهدفه.

إظهار تفاصيل أدقّ

بفضل ابتكار الميزان الذكيّ، أصبح بإمكان الشخص الآن رصد مقاييس صحّية أخرى لا تقتصر فقط على الوزن، مثل تركيبة الجسم. يُعتبر هذا الأمر جيداً لأنه، وفي حين أنه قد يكون من المُحبط رؤية عدم تَرنّح الرقم على الميزان أثناء محاولة خسارة الوزن، ولكن في المقابل قد يكون من المُحفّز معرفة أنّ تركيبة الجسم تتغيّر بطريقة إيجابية. فإذا كنتم تمارسون الرياضة كجزء من برنامج خسارة الوزن، فإنّ ارتفاع العضلات وكتلة العظام هو أمر جيّد.

في الحقيقة، إذا بدأتم برنامجاً رياضياً جديداً يبني العضلات، قد تلاحظون زيادة بسيطة في الأرقام على الميزان، رغم شعوركم برشاقة وقوّة أكثر. وعند تعقّب تركيبة الجسم جنباً إلى الوزن، ستدركون أنكم في الواقع تُحرزون تقدّماً ممتازاً نحو هدفكم.

فقدان الشجاعة

يحرص العديد من الأشخاص على معرفة معدل أوزانهم صباحاً بعد استيقاظهم، وهو الوقت الذي يُنصح به لذلك. لكن إذا كانت النتيجة سيّئة، فإنّ مزاجهم قد يتعكّر طوال اليوم.

إنّ التحلّي بالإيجابية هو مفتاح الحفاظ على الشجاعة والتحفيز، وبالتالي إذا كان الصعود على الميزان يسبّب لكم فقدان الثقة، يُستحسن ألّا تلجأوا إليه يومياً.

عند شعوركم باليأس وسوء المزاج، من المحتمل أن يدفعكم ذلك إلى اتخاذ قرارات غذائية غير صحّية قد تُعرقل كل جهودكم. ناهيكم عن أنّ التوتر بسبب الميزان يحفّز إفراز هورمون الكورتيزول الذي يشجّع الجسم على تخزين الدهون، وبالتالي مواجهة صعوبة أكبر في التخلّص من الكيلوغرامات الإضافية.

إتّباع سلوكيات غير صحّية

في حال الهوَس المُفرط في الرقم على الميزان، قد يؤدي ذلك إلى سلوكيات غير صحّية مثل تقييد الطعام للتخلّص من الوزن الإضافي أو الانغماس فيه بشدّة نتيجة التحرّر من غرامات معيّنة.

يمكن للوزن أن يتقلّب كثيراً، حتى في يوم واحد، وهذا التأرجح قد يدفع الشخص إلى مكافأة نفسه أو معاقبتها، وهو أمر غير جيّد. إذا لاحظتم ذلك في سلوككم، فإنّ التركيز على نتائج أخرى، مثل انخفاض دهون الجسم، والاستماع إلى إشارات الجوع التي يصدرها الجسم، يشكّل نهجاً صحّياً أكثر.

فضلاً عن أنّ خسارة الوزن بطريقة صحّية هي أكثر من مجرّد الرقم على الميزان بحدّ ذاته. إذا كان هدفكم الأساسي تحسين صحّتكم، فإنّ التركيز على الوزن هو حتماً ليس أفضل نهج. فالوزن يجب ألّا يكون أبداً العامل الوحيد لتحديد مدى صحّة الشخص، إنما التركيز على استهلاك مأكولات جيّدة، وتحريك الجسم بطريقة تمنح الطاقة، والتحكّم في إشارات الشبع والجوع تُعتبر تدابير أكثر فائدة بكثير من الرقم على الميزان.