قام جنود من الجيشين بدوريات مشتركة في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع تركيا. وترفرف الأعلام التركية والأميركية فوق تجمّع من العربات المدرعة في قافلة واحدة الى جانب جدار الباطون على الحدود السورية. بثّت هذه الصورة، ذات الرمزية الخاصّة، قناة «تي أر تي» التركية. وقبل ذلك بدقائق قليلة، أعلنت أنقرة عن بدء دوريات أميركية - تركية مشتركة في هذه المنطقة المرغوب فيها، والتي من المتوقّع أن تصبح لاحقاً «المنطقة الآمنة».
المناورة العسكرية هي جزء من اتفاق توصلت إليه في السابع من شهر آب الماضي، تركيا والولايات المتحدة لنزع فتيل الخلافات بينهما.
 
تهدف أنقرة، التي تقوم منذ سنوات بحملات من أجل «منطقة عازلة» في هذا الجيب الشمالي من سوريا، إلى منع إنشاء كيان كردي مستقلّ على حدود أراضيها والحفاظ على مسافة بينها وبين ميليشيات «وحدات حماية الشعب الكردية» المتمركزة شرق الفرات، والتي تعتبرها تركيا «إرهابية».
 
لكن بالنسبة لواشنطن، لطالما شكّلت الميليشيات الكردية حليفاً مهمّاً في هذه المنطقة المضطربة، حيث ساعدت في قتال «جهاديي الدولة الإسلامية».
 
في بداية شهر آب، كانت النبرة صارمة عندما أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان عن تدخل عسكري تركي قريب في شمال سوريا.
 
فقال: «سنستمرّ بمحاربة أعداء بلادنا، أي المجموعات الإرهابية، مثل منظمة فتح الله غولن الإرهابية، «داعش»، حزب العمال الكردستاني، الذي يُعتبر عرّاب فصائل «وحدات حماية الشعب الكردية» وNDLR». وكانت تركيا قد تدخّلت عسكرياً على دفعتين من الجهة المقابلة لحدودها: الدفعة الأولى عام 2016 حين دخلت مدينة جرابلس للقضاء على مقاتلي الدولة الإسلامية، والدفعة الثانية عام 2018 في منطقة عفرين لصدّ ميليشيات «وحدات حماية الشعب».
 
وفي وقت قياسي، وقّع اتفاق ذو مخططات غامضة نسبياً مع واشنطن لإنشاء مركز عمليات مشترك. لكن في الفترة الأخيرة، أظهرت تركيا علامات تدلّ الى نفاد صبرها من خلال التحذير ضد «مناورات التأخير»، مشيرة إلى أنها لن تتساهل مع أي تأخير. وتأتي العملية العسكرية المشتركة يوم الأحد بالتزامن مع التوترات حول أزمة اللاجئين، ونظراً لوجود 3 الى 5 ملايين لاجئ سوري كانت تركيا استقبلتهم على أراضيها، تأمل في إعادة ثلثهم تقريباً إلى المنطقة الآمنة.
 
هدّد الرئيس أردوغان أيضاً بالطعن في الاتفاق المتعلّق باللاجئين الذي وُقّع مع أوروبا عام 2016، إذا لم تساعده في إنشاء «منطقة آمنة» لإيواء اللاجئين. وأعلنت تركيا أنّ رئيسها «سيفتح الأبواب» - أي الحدود البرية والبحرية التي تؤدي إلى الدول الأوروبية.