واخيراً انتهت مهزلة التعيين هذه بانفجار هذه الفُقّاعة التي اسمها بشرى الخليل، والتي لها في كل عرس قرص.
 
الحمد لله الذي لا يحمدُ على مكروه سواه، أنّ الانتخابات الفرعية في منطقة صور لملء المقعد الشاغر باستقالة السيد نواف الموسوي، قد انتهت  بفوز مرشح حزب الله الشيخ حسن عز الدين بالتزكية، بعد أن تمخّضت عن نتائج مخزية لكافة الاطراف، بما فيها حزب الله الذي أنهى المشهد باستقبال نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم للمرشحة بشرى الخليل لإعلان انسحابها من حلبة الانتخابات ودخولها باب الطاعة.
 
أولى النتائج المخزية لهذه التجربة المُذلّة، أنّها أماطت اللثام عن مأساة اليسار "البليد"، حتى لا نقول الملتحق بحزب الله، ونعني هنا بالتحديد الحزب الشيوعي اللبناني، والذي لم يرتض الوقوف في انتخابات فرعية كهذه وجهاً لوجه مع حزب الله، بعد أن تزايدت الدلائل والقرائن عن وضعه في خدمة حزب الله منذ ما قبل الانتخابات البرلمانية الأخيرة عام ٢٠١٨ وأثناءها وبعدها.
 
 
وتحقّقت ثانياً، وعلى أرض الواقع هذه المرة، مأساة الشيعة المستقلين عن حزب الله وهشاشة تماسكهم، وافتقادهم للتنظيم والإمكانيات المادية التي تسمح لهم بخوض معركة جانبية ولو بسيطة مع حزب الله، وذلك على الرغم من ادّعاء السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله بوجود مسارب مالية عدّة تأتيهم ذات اليمين وذات الشمال، اللهم إلا إذا كانت هناك بعض المسارب التي لا يعلم بها سوى من ينالونها والسيد نصرالله والراسخون في العلم، وهي في البداية والنهاية محفوفة بالشبهات من طرفيها: الواهبون والقابضون.
 
واخيراً انتهت مهزلة "التعيين" هذه بانفجار هذه الفُقّاعة التي اسمها بشرى الخليل، والتي لها في كل عرس قرص، والتي تُتقن الرقص على حبال الاستعراضات البهلوانية، من الدفاع عن صدام حسين والقذافي الإبن ودعمها لنظام بشار الأسد، إلى ارتمائها  في حضن حزب الله، والذي لا يّرشّح عنه في الإنتخابات،بحمده تعالى، السافرات وعنده من "خزائن" المشايخ والسّادة ما يكفي ويزيد، ورغم ادعاء الخليل في مناسبات عدّة انّها من فئة "السّادة"، إلاّ أنّها ما زالت في عُرف حزب الله من اللاتي أمرهُنّ الله أن يقِرنَ في بيوتهنّ، وينصرفن لخدمة أزواجهنّ وأبنائهنّ.
 
قال الشاعر :
نُرقّع دُنيانا بتمزيق دِيننا
فلا دِينُنا يبقى ولا ما نُرقّعُ.