تصوير الطفل في أول يوم من الدراسة، من العادات المتبعة لكل العائلات حول العالم، وهي طريقة شائعة يحتفل بها الآباء بدخول طفلهم مرحلة جديدة من حياته، وينشرون هذه الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، لمشاركة الأهل والأصدقاء هذه اللحظات الذهبية.

في هذا الصدد، سنتحدث عن المخاطر التي يتعرض لها الأطفال، نتيجة نشر صورهم على الإنترنت، وتطلعنا عليها صحيفة ذي صن البريطانية.

يوضح خبراء الأمن السيبراني، كيف يتعرض الطفل للخطر والاستغلال الجنسي، بعد نشر صوره على الإنترنت، من قبل الأشخاص الخطرين، والذين يعانون من سلوكيات جنسية منحرفة، عن طريق جمع المعلومات الخاصة بالطفل من خلال الصور المنشورة له.

يتم نشر صور الأطفال في أول يوم دراسي بصورة هائلة، إذ يُنشر حوالي 1.3 مليار صورة للأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي كل عام، وينشر ثلث هذا العدد على الصفحات العامة، ما يمكًن أي شخص من الاطلاع عليها.

وبالطبع تتوفر بعض المعلومات ضمن هذه الصور بطريقة عفوية، كاسم الطفل وعمره وموقعه، فضلاً عن الشعار المطبوع على الزي المدرسي، وبالتالي يعرف اسم المدرسة ويسهل تحديد موقعها.

بحسب شركة الأمن السيبراني McAfee ، بالرغم من التحذيرات والمخاوف من تعرض الأطفال للتحرش والاعتداء الجنسي، لكن الآباء لا يكفون عن نشر صور أبنائهم، ومتابعة أخبارهم يوماً بيوم في المدرسة على هذه المواقع.

يقول راج ساماني، كبير العلماء في McAfee: "في حال وقعت هذه الصور في يد هؤلاء الأشخاص، سيتمكنون من جمع المعلومات بسهولة، ما يؤدي لعواقب وخيمة، منها وقوع الطفل ضحية للاحتيال والاعتداء الجنسي، حتى بعد وقت طويل من نشر الصور، عن طريق تعقب الطفل وحياته بعد جمع المعلومات اللازمة عنه".

ليس ذلك فحسب، بل يمكن استخدام هذه البيانات كقاعدة معلومات لدى المحتالين وعصابات خطف الأطفال، بعد تعقب تحركاتهم بعد خروجهم من المدرسة، أو سرقة بطاقة الهوية أو تعقب الحساب البنكي وغيرها من المعلومات الخاصة جدا، والتي يحصل عليها الطفل بعد مضي السنوات.

تحذر العديد من الجهات والجمعيات المعنية بالأطفال، من استغلال هذه الصور بعد إدخال بعض التعديلات عليها، في الاستغلال الجنسي، ويتحمل الآباء المسؤولية الكاملة، جراء نشر صور أطفالهم على الإنترنت، حتى عند نشرها للأهل والأقربين فقط.  

يقول جاويد خان، الرئيس التنفيذي لشركة Barnardo، لـموقع Fabulous Digital: "نحرص جميعًا على نشر الصور عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليراها الأصدقاء والعائلة، لكن يتوجب علينا إدراك أن كل ما ينشر على الإنترنت، يباح تداوله ووصوله لعدد كبير من الناس؛ لأنه يترك بصمة رقمية يتعقبها الجناة، لذا من الضروري التحقق من معايير الأمن وخلو هذه المواقع من الأخطار، قبل نشر صور أطفالنا عليها".

إذا كنت من المولعات بتصوير طفلك في هذا التوقيت، يمكنك اتباع طريقة  هولي ويلوغبي، 37 عامًا وهي أم لثلاثة أطفال، التي توصلت لطريقة ذكية للاحتفال باليوم الأول من الدراسة، دون مشاركة أي معلومات شخصية، وذلك بتصوير أحذية أبنائها ونشرتها على إنستغرام.

ويختم راج حديثه قائلاً: "قد تحرصين على مشاركة أصدقائك وأحبائك لحظات نجاح ابنك، أو تصويره للاحتفال في أول يوم دراسي، ولكن ضعي في اعتبارك تعرض طفلك للمخاطر الأمنية والجنسية عندما يكبر، من خلال معرفة بياناته عن طريق البصمة الرقمية، التي يسهل تتبعها حتى بعد سنوات، والتي تعرضه للخطر عندما يتقدم لوظيفة ما أو عند الالتحاق بالجامعة".