تمّت أسطرة الحركة الحسينية لتحويلها الى مجرد تعبير عن عصبية مذهبية ضدّ التاريخ وضدّ المذاهب الإسلامية وعزّزت من واقع الحزن بكاءًا أو تباكياً وفق سيرة مختلقة لترويج بضاعة كريهة مزكمة ومليئة بالأحقاد والضغائن لحشو القلوب بمواد سامة والعقل بخيال هستيري أسطوري
 
لم يقطع الإمام الحسين سلام الله عليه طريقاً بل قطعوا عليه زبانية يزيد كل الطرق كي لا يصل الى الكوفة حيث استدعاه المصلون ليؤم بهم صلاة البيعة والإصلاح في أمّة جده بعد أن ضاع الدين كما في المرويات مع ابن معاوية حفيد اليهود الذي تعلم منهم فنون الغدر و المكر وسفك الدم الحرام في الشهر الحرام .
 
لم يقطع الحسين قلبي فداه ما يقطعه الجاهلون به من وصل بقيم الإمام وهم متسودون بسواد مبتدع ومظاهر لم يقرها عقل ولم تكرسها دعوة أحد من أئمة أهل البيت ممن أحيوا ذكرى الحسين ومصابهم به برثاء شاعرهم دعبل كما كان يقول الصادق : يا دعبل قل لنا شعراً بجدنا الحسين وهذا ما اختصرته التجربة الشيعية الى ما قبل ظهور الصفوية التي ابتدعت جنازة للحسين منقولة عن مراسم تشيع السيد المسيح في أوروبا الشرقية والملطخة بالسواد و الدماء و الرايات حيث استحسنها وزير الأوقاف الصفوي أثناء زيارته لإحدى دول أوروبا الشرقية واستأنث بما شاهد من تشويه بشري على حُب السيد المسيح فنقل استحسانه الى بلاده فاستأنست السلطة ومعها "رُهبانها " من مراجع المذهب فبدؤوا بتمثيل المشاهد بحذافيرها وزادوا عليها مع سنيين الإحياء الى أن يومنا هذا حيث تشهد كل سنة إضافات جديدة على مناسبة الحسين من العواء الى المشي حفاة أو الزحف على الزجاج و الجمر والإيغال في التطبير وابتداع صور غير مألوفة وتقشعر منها جلود الحسين و أصحابه بمن ارتفعوا شهداء في طريق الفضيلة و النصرة للحق وهم متقلدون قيم الجهاد وسيوف العزة .
 
 
ما قاله الدكتور على شريعتي غير مختصر على سرقة وزير الأوقاف الصفوي لمراسم تشيع السيد المسيح وكزّها صورة صورة بل يتعدى ذلك ليصل الى التعبئة الثقافية التي تصل الى حدّ التعمئة بحيث نيّمت السلطة الشيعية السياسية و الدينية العقل الحسيني المتفتح على ضرورة القيام ضدّ الظلم والدعوة والى الإصلاح كركن أساسي من أركان العقيدة الحسينية وفيّقت الخرافات وتمّت أسطرة الحركة الحسينية لتحويلها الى مجرد تعبير عن عصبية مذهبية ضدّ التاريخ  وضدّ المذاهب الإسلامية وعزّزت من واقع الحزن بكاءًا أو تباكياً وفق سيرة مختلقة لترويج بضاعة كريهة مزكمة ومليئة بالأحقاد والضغائن لحشو القلوب بمواد سامة والعقل بخيال هستيري أسطوري بعيد كل البُعد عن المدرسة العاشورائية التي تعد أجيالاً من الأحرار لا جماعات من العبيد . 
 
لقد بنى الإصلاحيون الجُدُد من أمثال الإمام موسى الصدر و السيد محمد حسين فضل الله و الشيخ محمد مهدي شمس الدين مدرسة حسينية عقلية تحرّك الأذهان على ضوء المبادىء و القيم الإسلامية و الرسالية و الإنسانية التي تربى عليها الإمام الحسين صلوات ربي عليه في مسجد جده رسول الله وثار من أجلها ضدّ يزيد منتهك النفس المحترمة و الداعي الى ثورة على الدين .