القوات في مواجهة التيّار .. والكتائب: التسوية ماتت من زمان
 
توحي المؤشرات كافّة بأنّ العلاقة بين القوات اللّبنانيّة والتيّار الوطني الحرّ غير سويّة، وبأنّ الانحدار الذي اتّسمت به العلاقة خلال الفترة الأخيرة مُرشّحٌ  للاستمرار بوتيرة أشدّ. استبعاد مرشّح القوات إلى المجلس الدستوري دلّ إلى أنّ ما حصل من سياسة إنقلابيّة ليس بغيمة صيف عابرة، وما حمله جعجع في جعبته إلى لقاء بعبدا وصِفَ بأنّه أقرب إلى جردة حساب ومُساءلة.
 
مصادر القوّات أكّدت لـِ "لبنان الجديد"، "أنّها تجدُ نفسها باستمرار في مكان تتصدّى فيه  جميع السياسات التي ترى بأنّها تنعكسُ سلبًا على سيادة الدولة وعلى اقتصاد لبنان ووضعيّته، وكما بات معلومًا بأنّ الوزير باسيل هو رجل العهد الأوّل طبعًا بتكليف من الرئيس عون وهو مسؤول عن الأمور التي وصلنا إليها من أزمة اقتصاديّة خانقة لا مثيل لها منذ سنوات طويلة و هي التي استدعت للقاء بعبدا".
 
وعلى الخط القواتي تُشدّد المصادر نفسها عبى أنّ "القوات حريصة على المصالحة لكنّ الطرف الآخر تراجع عن اتفاقه وهو يريد الأحاديّة التامّة وبما يعنينا نرى أنّ هناك اتفاق شراكة تمّ التراجع عنه وترشيح العماد عون انطلق من أسس ومبادئ وطنيّة وسياديّة تمّ أيضًا التراجع عنها".
 
ونفت المصادر أن يؤدّي تدهور العلاقة مع التيّار إلى الخروج من الحكومة" لا نيّة لدينا في الاستقالة إذ نعتبر وجودنا أساسي في المربّعات كافّة إن كان بالبرلمان أو الحكومة أو بالمؤسّسات، فهي مساحات مُتقدّمة من أجل تقديم أهدافنا الوطنيّة فقبل 2005  كان يُسيطر النظام السوري على لبنان، 14 آذار انتزعت مساحة لها داخل الدولة إذًا لن نترك هذه الساحة من أجل أن يتصرّف أيّ طرف على هواه بل على العكس نحن نُريد توسيع حضورنا داخل الحكومة والبرلمان والمؤسّسات".
 
تقول المصادر:" نحن سنواجه أيّ سياسة نرى أنّها تنعكسُ سلبًا على استقرار البلد السياسي الإقتصادي أو الأمني وعندما نرى أيّ موضوع ايجابي طبعًا سنُشيد بذلك مكان ما يجبُ نؤيّد سنؤيّد و مكان ما يجب أن نُعارض سنُعارض".
وتُضيف تلك المصادر:" ما طرحه د.جعجع  في لقاء بعبدا وهو بالحقيقة مساحة لنا أيضًا انطلاقًا من فعاليّة دورنا إذ يجب تشكيل حكومة جديدة تتمكّن من انتشالنا من الوضع الكارثي وهذا مخرج للجميع في ظلّ أزمة الثقة".
 
 
عن موضوع المعارضة، لفتت المصادر عينها إلى أنّ "لا نيّة في تأسيس جبهة مُعارضة ونحن في الحكومة لسنا مُعارضة، فنحن أحيانًا نكون رأس حربة في مواضيع مُعيّنة، إذ نكون مُعارضة لبعض المواضيع أو رأس حربة موالاة لبعض المواضيع لذلك نحنُ لسنا بمبدأ معارضة داخل أو خارج الحكومة نحن نؤيّد ما يسنجمُ مع قناعاتنا أو نُعارض ما لا يُناسبنا".
 
أمّا عن رسائل الفاتيكان للقوات اللبنانيّة، أكّدت المصادر أنّ "كلّ ما يتم الحديث في هذا الشأن هو كلام غير دقيق ولا يمت للحقيقة بصلة والطريقة التي نتعاطى بها مع التيّار الوطني الحرّ نتعاطى بها مع جميع الأفرقاء من دون استنثاء".
 
في غضون ذلك، رأى النائب الياس حنكش في حديث مع "لبنان الجديد" أنّ المُعارضة هي مُعارضة و لا يُمكن أن تكون في الحكومة ومعارضة، مُعتبرًا أنّ هذه الطريقة لا تنفع والافرقاء في القوات لقد وصلوا الى هذه النتيجة وكلّ من ينضم إلينا في المُعارضة نحنُ نستعدّ للتعامل معه وعلى العكس في حال تشكيل جبهة معارضة يُمكن أن يكون دورنا له فعاليّة أقوى بما فيهم القوات.
 
وختم حنكش "بالنسبة لنا التسوية الرئاسيّة توفيت منذ فترة طويلة لأنّها لم تنتج إلّا المُحاصصة والورقة الإقتصاديّة التي قدّمها رئيس حزب الكتائب هي المُعارضة التي تجلّت بأبهى حلّة  أيّ المُعارضة التي تطرحُ الحلول البديلة وهذه الورقة هي آخر جرس انذار مُمكن إطلاقه لأنّنا نتخوّف من انهيار تامّ.