بما أنّ نتائج الدراسات العلمية قد بَيّنت الآثار السيّئة لكثرة السكر المُضاف في الحميات الغذائية، إتجه العديد من الأشخاص نحو مشروبات الدايت. غير أنّ الأبحاث الصحّية المستمرّة عن بدائل السكر المستخدمة لتحلية السوائل الدايت، قد دفعت بدورها إلى التساؤل عمّا إذا كانت هذه الأخيرة تَصبّ فعلاً لصالح الإنسان أم لا.
 

كشفت اختصاصية التغذية، كيلي بلاو، من كاليفورنيا 4 أسباب عملية يجب أن تدفع كل شخص إلى إعادة التفكير في عادته المتعلّقة بمشروبات الدايت عموماً، والصودا خصوصاً:

 

إرباكها للجسم والدماغ
سواء كنتم تشربون كوباً من الصودا العادية أو الدايت، فإنّ الجسم لا يعرف الفارق بين الاثنين. ولقد تبيّن أنّ المحلّيات الصناعية تقوم بتشويش الدماغ والجسم إلى حدّ ما. فعند تذوّق شيء حلو، يتفاعل الدماغ والجسم عن طريق إفراز الإنسولين تحسّباً للغلوكوز الذي يسير في الدم نتيجة استهلاك شيء مع السكر. لكن عند استهلاك مُحَلّ صناعي، ينتهي الأمر بإفراز الإنسولين عندما لا يكون ضرورياً، بما أنّ هذه المحلّيات لا تؤثر في غلوكوز الدم بالطريقة ذاتها التي تتمتع بها نظيراتها التي تحتوي على الكالوري. يُعتبر هذا الأمر بمثابة مشكلة، لأنه قد يؤدي، مع مرور الوقت، إلى مقاومة الإنسولين أو صعوبة في السيطرة على السكر في الدم، ما قد يعزّز احتمال الإصابة بالسكري.

 

إرتباطها بالسكري
قد تبدو مشروبات الدايت غير ضارّة، بما أنها خالية من السكر والدهون. لكنّ الحقيقة هي أنّ الدراسات قد ربطتها بالنوع الثاني من السكري. فلقد أظهَر بحث صدر في آذار 2013 في «The American Journal of Clinical Nutrition»، راقَبَ أكثر من 60 ألف امرأة، أنّ احتساء كلّ من المشروبات المُحلّاة بالسكر والمُحلّي الصناعي ارتبط بزيادة خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. غير أنّ الباحثين وجدوا أنّ المجموعة التي حصلت على السكر كانت في خطر أكبر. علماً أنّ دراسات أخرى كانت قد أكدت هذه النتائج، بما فيها دراسة نُشرت أيار 2018 في «Current Developments in Nutrition» التي نظرت أيضاً إلى السوائل التي تحتوي على السكر والمُحلّي الصناعي. وهي تُبَيّن أنّ المجموعتين ارتفع لديهما خطر السكري، رغم التحكّم هذه المرّة بعوامل محتملة أخرى، مثل مؤشر كتلة الجسم (BMI) لدى مجموعة المُحلّي الصناعي. لكن، وبما أنّ هذه الأبحاث هي رصدية، فإنها لا تستطيع إثبات السبب والنتيجة.

 

علاقتها بأمراض القلب
رُبطت عبوات مشروبات الدايت بارتفاع ضغط الدم وعوامل خطر أخرى لأمراض القلب. في الواقع، لاحظ الباحثون أنّ النساء اللواتي احتسين 2 أو أكثر من السوائل المُحلّاة صناعياً يومياً كنّ أكثر عرضة لأمراض القلب بنسبة 29 في المئة، و23 في المئة أكثر ميلاً للإصابة بالسكتة الدماغية، إستناداً إلى دراسة واسعة صدرت في شباط 2019 في مجلّة «Stroke». لكن، وكما هو حال الأبحاث التي تطرّقت إلى مخاطر السكري، فإنّ هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات السريرية لتحديد السبب والنتيجة.

 

قدرتها على العبث بميكروبيوم الأمعاء
وفق «Harvard Health»، فإنّ ميكروبيوم الأمعاء مسؤولة عن درء بعض الأمراض. غير أنّ مراجعة نُشرت في شباط 2019 في «Advances in Nutrition» وجدت أنّ المحلّيات غير الغذائية، التي تشمل كل شيء بدءاً من الأسبرتام مروراً بالستيفيا وسكر الكحول، قد تغيّر ميكروبيوم الأمعاء بطريقة سيّئة. وركّز الباحثون تحديداً على السكارين والسوكرالوز، قائلين إنهما يؤثران سلباً في البكتيريا الجيدة الموجودة في الأمعاء. فقد تسبّب السكارين بحدوث التهاب، في حين أنّ السوكرالوز غَيّر قليلاً البكتيريا في الأمعاء. وفي حين أنه من المطلوب إجراء أبحاث إضافية، فإنّ المعلومات المتوافرة حتى اليوم تدعو إلى التشكيك في المخاطر المرتبطة بالمحلّيات الصناعية في الصودا الدايت على ميكروبيوم الأمعاء.

 

أخيراً، شدّدت بلاو على أنّ الأشخاص يلجأون إلى الصودا الدايت للسيطرة على شهيّتهم على السكر، لكنها في الواقع قد تجعل تدمير الإدمان على السكر أصعب بكثير. لذلك، يُستحسن الامتناع عن كل المحلّيات، بما فيها تلك الخالية تماماً من الكالوري، واستبدالها بمشروبات صحّية أخرى مثل المياه العادية، والمياه المنكّهة بالأعشاب أو الفاكهة او الخضار الطازجة، والمياه الفوّارة مع قليل من عصير الفاكهة الطبيعي، والشاي المثلّج غير المُحلّى، وشاي الكومبوشا، وعصير البندورة القليل الصوديوم.